![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسمه تعالى تعارف إن للتعارف بين شخصين آداباً خاصة سواء وفق الشرع أو وفق الأعراف الاجتماعية الصحيحة ، ولا ينبغي تعدي مثل تلك الآداب العامة والخاصة فإنها جاءت للتقنين والتنظيم وليس لأجل الأذى أو التضييق فحسب . فالتعارف وإن كان أمراً محموداً ، ووفق قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} إلا إن هذا محكوم بعدم التعدي على الأسلوب والأدب المنشود حاله حال جميع الأوامر والنواهي والأفعال الدينية والحياتية العامة . فكل ما يخرج عن نطاقه وحدوده قد يتحول من واجب أو مستحب الى محرّم أو مكروه ، كما في الطعام لضرورة فإنه واجب والإفراط به مكروه وإن كان ضررياً فيحرم وهكذا ... نعم ، إننا قد سلطنا الضوء سابقاً على التعارف الذي ورد في الآية الشريفة أعلاه أعني تعارف الشعوب والقبائل ، بقي علينا أن لا نغفل عن القسم الثاني فنأتي على توضيحه ، وهو : { خلقناكم من ذكر وأنثى } الى قوله { لتعارفوا } ومنها نستنتج جواز التعارف بين الذكر والأنثى لكن بشرطها وشروطها كما يعبرون . ومن المعلوم أن هذه المسألة وقعت بين فكّي التشدد والانحلال ، وهذا عندنا مرفوض مطلقاً ، فلا نقبل بالتشدد ولا بالانحلال ، بل لا بدّ من الإعتدال في هذه المسألة أيضاً . وأوضح مثال شرعي قرآني على موضوعنا هذا ، هو قوله تعالى : {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}. فمن خلال هذه الآية نستطيع أن نستنبط بعض الأمور المتعلقة بعلاقة المرأة والرجل والتي كما قلنا قد وقعت بين فكّي الانحلال والتشدد ، فالمتشدد حينما يرى في الطريق شاباً وشابة فإنه على أهون الأمور سيشك بهما ويظن سوءاً .. وأما المنحل فإنه يؤسس الى إطلاق العنان لتلك العلاقة الحساسة وبكل انفتاح بعيداً عن الشرع والعقل والأعراف . نعم ، إن علاقة المرأة بالرجل تختلف عن علاقة المرأة بمثلها أو الرجل بمثله ، فغالباً ما يحكم العلاقة المختلفة في الجنس الحبّ أو الهوى وهي مسألة حساسة جداً . لكن الشرع وفي هذه الآية قد قنن بعض الأمور في علاقتهما أي الرجل والمرأة ، ومن ضمن هذه القوانين : أولاً : أن يكونا مخطوبين أو يرغبان بالخطبة فيما بينهما ، وخصوصاً إن الشرع قد أجاز لهما التعارف التفصيلي بينهما لبناء حياتهما المستقبلية على السعادة والإيمان والاستقرار . ثانياً : عدم التواعد سرّاً ، بمعنى أن التواعد بينهما يجب أن يكون بطريقتين : الطريقة الأولى : أخذ الإذن من أولياء الأمور ، من حيث أن أولياء الأمور أكثر حكمة ومعرفة بأمور الحياة فلا تتصوروا أن الرجوع إليهم يدلّ على سوء في المخطوبين أو لأي سبب آخر مما يحاول البعض إشاعة الاستقلالية عن أولياء الأمور . الطريقة الثانية : أن يكون تحت نظر أولياء الأمور أو في أماكن عامة مع الإلتزام بالأمور الشرعية التي لا توصلهما الى ما لا يحمد عقباه وخصوصاً إن الخطبة قد تكون مقدمة لزواج قد يحدث مستقبلاً وقد لا يحدث . بل إن الآية الشريفة أجازت التواعد السرّي إن جاز التعبير فيما إذا كان ذلك محكوماً بقول المعروف أي وفقاً للضوابط الشرعية خالٍ من الغزل والملامسة غير المشروعة وما شاكل ذلك . نعم ، إن الشرع قد أحلّ للمخطوبين القيام ببعض الأمور التعارفية والحوار الهادف من أجل بناء أسرة مستقبلية لكنه حرّم الإتصال الجنسي بينهما فذلك موكول الى ما بعد العقد الشرعي ، فالتراضي بينهما على ذلك الإتصال غير كافٍ من حيث أنه قد يكون لرغبات شهوية سرعان ما تزول فيندم الطرفان على ذلك وبالأخص ندم المرأة وهذا واضح . نعم ، إن الزواج وتكوين الأسرة هو أمر مختص بهما إلا إن ذلك لا يعني الإنسلاخ عن عائلتهما على الإطلاق وعدم التنسيق معهما كما يحاول البعض إشاعة الخطبة التفردية عن الوالدين والأقربين ، فإن ذلك وإن نتج تكويناً لعائلة جديدة إلا إنه نتج عنه ابتعاد العوائل فيما بينها . ثم من الأدب أن يستأذن العاشقان أبويهما في الخطبة والزواج فإن الأبوين لهما كل الفضل في الرعاية والعناية منذ الصغر والى لحظة الخطوبة . بقي أمر ، وهو العلاقة العبثية بين الرجل والمرأة فهي غالباً ما تكون نتائجها سلبية إذا لم تكن محكومة بعمل معين أو لضرورة ما أو أنها لإيجاد نفع عام أو ضروري أو ما شاكل ذلك . إلا إنه لا ينبغي أن يفهم القارئ من هذا الكلام أن العلاقة ما بين الرجل والمرأة علاقة مختصة بالزواج المشروع أو العلاقة المشبوهة فحسب بل إنها أعمّ من ذلك فللمرأة الملتزمة حق العمل والظهور ما دامت ملتزمة ، فالتزامها غير مانع من القيام بدورها العملي والعلمي والحياتي ولا يعني ابتعادها عن ساحة الرجل إذا كان بقدر النفع العام لا من خلال الشهوات والميولات الشاذة . فإنها وإن وثقت بنفسها إلا إنها لا ينبغي أن تثق بالرجال ثقة تامة أو عمياء فالكثير من الرجال لا يلتفت الى المرأة إلا من الناحية الجمالية والإغراء والعياذ بالله ولا سيما في مجتمعاتنا الشرقية مع شديد الأسف . فإن حرمان المرأة من حقوقها العامة مع التزامها أمر قبيح وذو نتائج سلبية عليها وعلى المجتمع لما سيولد عندها من نفور من المجتمع ومن الشريعة في بعض الأحيان وبالتالي فإن إبعادها لن يكون إصلاحياً للمجتمع بل فيه مفاسد مستقبلية جمة . والمرأة عنصر فاعل في المجتمع يجب أن تتفتق طاقاتها الإيجابية والمحللة لتنتفع ولتنفع الآخرين بما يرضي الله . فإن كانت لا تأمن على نفسها من نفسها أو من الآخرين فمن المستحسن أن تبعد نفسها عن الإختلاط الزائد حالها حال الرجل الذي لا يأمن على نفسه من المحرمات فيما إذا اختلط اختلاطاً زائداً وليس هو أمر مخصص بالنساء . والله ولي التوفيق . اللهم مُنَّ على نسائنا بالحياء والعفّة وعلى رجالنا بالتعقّل والحكمة . عبد الله مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |