![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر بنات الشريعة والطفل المواضيع التي تخص المرأة المسلمة وشؤون الطفل |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
أود ان أذكر هنا ان الحديث ليس مكذوبا ولكن أساء أصحاب الهوى تأويله، وهذه المقالة رد على من أساء التفسير، فطريقة الإنكار ليست الطريقة التي يجب التعامل معها لتوضيح مفاهيمنا، لكن التأويل والتفسير الصحيح هو ما ينبغي اتباعه. وهذا الرد كتبته لأحد الكتاب الذين أرادوا النيل من شخص نبينا ومن المرأة المسلمة بقوله لإحداهن "يكفي ان نبيكن قد قال فيكن (ناقصات عقل ودين) فالحديث صحيح ولكنكم أخطأتم التاويل: ناقصات عقل ودين ربما يكون هذا الأسلوب في المهاترات على صفحات الجرائد والمجلات أسلوبا ممجوجا، تفيح رائحته نتانة وخبثاً. ولأن خير الكلام ما قل ودل يكون في عصر يفقه فيه الحديث ويعلم من بواطنه مقصود قائلة، لكنني وجدتك يا عزيزي تجهل هذا الحديث مع أنه جمع الكلام في هذه الحروف القليلة، وبدا عليك وكأنك تريد ضرب عصفورين بحجر، تحط من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيون وفكر البعض، ثم تطعن في المرأة التي كرمها الإسلام وأحسن لها في كل مراحل حياتها، بنتاً وزوجة وأماً،أختاً أوفتاة في المجتمع. من أجل ذلك أحببت أن أسهب في معنى هذا القول لكي لا يكون هناك سوء فهم لمغزى وحكمة النبي الكريم في أقواله. إن من اجمل ما وجد على هذا الكون وأكمله، طريقة خلق المرأة، فما كان الله ليخلقها من معدن آخر غير الذي خلق منه آدم عليه السلام، وقد تبين ذلك بقوله سبحانه داعياً الناس إلى المساواة والتواصل بين الأرحام بقوله: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً". ثم اقتضت حكمة الله في الخلق أن تكون حواء من ضلع آدم، ليكون كماله بكمالها، بعلاقة سوية تتناغم مع تشريعاته القويمة، فكانت هي كمال الرجل وكان الرجل كمالها، وهنا يكمن سر الله في بناء المجتمع البشري العظيم. وتناسقت هذه البنية البشرية وجملت حينما جعل العلاقة قائمة بين الرجل والمرأة على أساس من العدل والمساواة والحب فقال سبحانه:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". ثم جاءت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة لتؤصل هذه العلاقات بأحكام وتشريعات تضمن العدالة والأمن والسلام الأسري في المجتمع الإنساني، فكانت آيات بر الوالدين، وآيات الزواج والطلاق، وآيات صلة الأرحام، ليكمل البناء ويشتد متانة ورصانة، وليكون على أساس قوي يضمن استمراريته وازدهاره مما يكفل للبشرية حياة طيبة هانئة. وما كانت المرأة إلا لبنة أساس مع الرجل في هذا البناء العظيم، وما أتت عليه طارئة بعد زمن، بل كانت معه جنباُ إلى جنب منذ اللحظة الأولى، فهل يعقل أن يكن ناقصات عقل ودين بالصورة التي تؤول بها وتصور هذا الحديث... كلا يا عزيزي: فالأمر بأبعاده وعمقه يتصل بالحياة ودور المرأة فيها إلى جانب الرجل، وهي علاقة تكميلية لا تفاوتية وجلّ الله أن يجعل أحداً أفضل من الآخر على أساس الخلقة أو الشكل أو القدرات، أو ليس هو سبحانه القائل: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ثم هو بتكريمه لنا نحن البشر لم يفرق بين امرأة ورجل فقال "ولقد كرمنا بني آدم". ولعل من أكثر ما جعلني مهتماً بشؤون المرأة هو انني رجل عرفت نفسي وما أريد من دنياي وآخرتي، وكانت هي المجهول بالنسبة لي، فقرأتها آية في كتاب الله، وحديثاً من أحاديث نبيه الكريم، ثم بحثت في كتب الفلسفة والأدب وقرأت لمن تشدد ومن اعتدل أو تهاون في تصوير المرأة، ولو كانت المرأة ناقصة عقل ودين كما عرّفتها لنا أنت بتأويلك، لما حظيت بهذا من قبل المفكرين والأدباء والفلاسفة ورجال الدين ومن قبل هذا وذاك، كتاب الله سبحانه وسنة نبيه الكريم، لقد عرفتها اماً وأختاً، وما ان مضت الأيام في عمري وملت إليها بطبعي البشري الرجولي حتى عرفتها زوجة ثم كان لي أربع بنات.. أتراني أنظر إليهن بنفس المنظار الأعمى لمعنى الحديث وأقول:رزقت بأربع ناقصات عقل ودين، وأنتظر بهذا النقص دخول جهنم؟! كلا يا عزيزي.. فالأمر أعمق من نظرة سطحية لكلمات من أوتي جوامع الكلم، ومن بلغ من الفصاحة والبلاغة كل مبلغ. لقد قال كلماته تلك وكانت في معناها الهندسي والرياضي أن تضع الزاوية في المثلث ليكون بذلك الشكل ويأخذ اسمه، وكمن يقعر الخط المستقيم ويحودبه ليرسم الدائرة، وما العيب بتثليث الخط أو تقعيره أو تحديبه، لكن الحاجة اقتضت أن يأخذ ذلك الشكل ليتم به الرسم، ولو وضعنا ملايين الخطوط المستقيمة لما صنعنا دائرة واحدة، ولو توازت الخطوط لما صنعت مثلثاً، ولو كانت المرأة كما هو الرجل لما استقامت الحياة وعمرت.. فهل فهمت معنى هذا الحديث! ولعلي بأسلوبي غير المباشر في التوضيح أزيدك حيرة في فهم الحديث، لكنني اعتدت أن ضع كلماتي لمن يريد أن يستخدم عقله ويتمعن في بواطن الكلمات لا ظاهرها، غير أنه لا ضير في التعليم من تبسيط الأمور ليفهم المراد وهذا هو القصد والمغزى. إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه للمرأة بنقص العقل والدين جاء لسببين لا يد لها بهما، وأقول هنا لسببين لا لعيبين، والفرق واضح بين السبب والعيب إلا إن أردت مني توضيحاً ولا أعتقد ذلك. أما السبب الأول فهو طبيعة المرأة وظروفها التي قد تؤدي إلى نسيانها لبعض الأمور، فكانت شهادة الإثنتين منهن شهادة واحدة، لضمان العدالة في القضابا المهمة والتي يترتب عليها عقوبات أو إقرار حقوق، وهذا إقرار من الشرع والشارع الجليل بحجم مسئوليتها ثم هو من قبيل الإحتياط في إرساء العدل، ولعل المنصف منا نحن الرجال يجد هذه الحقيقة جلية حينما يعود إلى بيته ليجد زوجته تربي أطفاله وفي ذلك الكثير من العنت والجهد واستخدام العقل، فكان هذا الحديث رأفة بها لكي لا تحتمل ما لا تطيق ، فجعل الإثنتين شاهداً واحدا، فهل هذا يعيبها أو يعيب من أوجد مثل هذا التشريع؟ كلا يا عزيزي فما من مشرع إلا وله الحق في الإحتياط لإرساء العدالة. والسبب الثاني لا يخفى على صاحب عقل، فهي التي أوتيت العذر فترة زمنية تمتد بين الثلاثة أيام وخمسة عشر يوماً عند بعض الفقهاء وبمعدل العشرة أيام في الشهر، وبين الأربعين والستين يوما في النفاس، لكي لا تصلي أو تصوم أو تقوم بأعمال تعبدية، وما كان الله لينقصها حقاً من حقوقها، لكنه سبحانه العليم بأحوال خلقه، يعلم توترها النفسي ويعلم حجم مسؤوليتها البدنية والنفسية فترة الحيض أو النفاس، فكان حكيماً أن جعلها متفرغة لذلك الأمر، وليس كما يقول بعض الجهلة أن الله لا يقبل منها عبادتها لأنها نجسة، فمعاذ الله أن يرى الله أماً تعاني النفاس وتأتي للدنيا بطفل هو ثمرة معاناة أشهر من الحمل، أو امرأة في حيض وينعتها بالنجاسة كما هو عند اليهود من عند أنفسهم لا من عند الله، لكنه سبحانه جعل العبادة بصفاء النفس وتقرغ العقل، من أجل ذلك جاء قول النبي عليه السلام "ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها" أو كما قال عليه السلام، والمرأة بنفاسها وحيضها مشغولة الفكر ولربما معكرة الصفو، فيسر الله عليها وعذرها في تلك المدة من الزمن. فإن كانت لا تصلي أو تصوم فقد أكمل لها دينها بالأجر على كل لحظة ألم، حتى إذا ماتت المرأة في نفاسها احتسبها شهيدة، فأي إكرام لها بعد هذا؟ إن قلة العقل والدين ليست نقيصة وضعها الله في المرأة، لكنها خصيصة من أجل توازن المجتمع وبنيته، ومن الحكمة البالغة أن يكون هذا الأمر، ويكون للمرأة دور ريادي يتناسب مع ما فطرها الله عليه. إن الرسول الكريم قد قال هذا لأناس عرفوا الحكمة وفقهوا اللغة، وقد بدر لي أن أبين المعنى لهذا الحديث لمن يغيب عنه معناه بقصد أو بلا قصد، وأحببت أن يكون هذا عنوان مقالة للمصلحة العامة ولكي لا يفهم الحديث خطأ من قارئ أو متصفح للموقع. لقد كانت المرأة في الإسلام موضع وصية وعناية لم توجد في أي حضارة أخرى، فهذا الرسول يوصي الرجل بأمه صحبة "فقال للسائل: أمك، ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك" ويوصي بها زوجة فقال "ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" ثم بنتاً فقال "من كانت له ابنتان فأدبهما وأحسن تأديبهما، كانتا له ستراً من النار". وكانت وصيته في حجة الوداع، وهل يوصي الراحل عن الدنيا إلا بأغلى ما لديه؟ لقد كان فهمك يا عزيزي للحديث كقول الشاعر العاق: إن النساء شياطين خلقن لنا ونعوذ بالله من شر الشياطين وحقيقة المعنى تقول برأي الشاعر الوفي: إن النساء رياحين خلقن لنا ومن منا لا يشتهي شم الرياحين لقد أخطأت الفهم يا عزيزي وآمل أن يرتد إليك هذا المقال ولمن يفهم الحديث بتلك الصورة توضيحاً وبياناً، فلا أريد إلا الإصلاح ما استطعت. لقد خلق الله المرأة وكانت أخت الرجل وأمه وبنته، وكانت أجمل ما على هذا الكون من مخلوقات نستأنس بها، نحبها ونحترمها، وما نثني عليها إلا بقوله سبحانه:" فتبارك الله أحسن الخالقين".
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |