![]() |
![]() |
![]() |
|
ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أَنَّهُ قَالَ ـ فِي كَلَامٍ لَهُ ـ : "الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ : رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ بِعِلْمِهِ ، فَهَذَا نَاجٍ . وَ عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ ، فَهَذَا هَالِكٌ ، وَ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِيحِ الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ . وَ إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَ حَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللَّهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَ قَبِلَ مِنْهُ فَأَطَاعَ اللَّهَ فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، وَ أَدْخَلَ الدَّاعِيَ النَّارَ بِتَرْكِهِ عِلْمَهُ وَ اتِّبَاعِهِ الْهَوَى وَ طُولِ الْأَمَلِ . أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ طُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي الْآخِرَةَ" [1] . ------------ [1] الكافي : 1/ 44 ، وتنادي كل إنسان لأن يعرف حقائق العلم ويؤدي واجبه ، وتندبه لأن يقرن العلم بالعمل وهذا حق على كل طالب وطالبة ، بأن يعلموا ليعملوا وإلا تكون أعمالهم كاذبة ، لم توصله لغاية كريمة بحق وفي الواقع صائبة ، فإنه من يعمل و لم يتعلم لا يصل لهدفه وتكون أفعاله خاطئة قبيحة فاسدة ، ولا تنفعه ولا تنفع أحد وترينا حقيقة روحه بأنها حمقاء وجاهلة . وإن العالم الحق : والمتعلم بصدق يعمل بعلمه وهو يعرف محيطه وعالمه ، ويكون عمله بحق وفق مراده وطبق علمه قد رتبه ، وإن علمه يناشده لأن يظهر في كل صفاته وسيرته وسلوكه ومعالمه ، فلا يستقر فكرا ولا بالا حتى يصل لأجمل غاياته الفاضلة ، ويناشده علمه ليتجلى بأحلى أغراضه من طلب العلم وبصورة هادفة وكاملة . وإن عاند العالم ولم يعمل وسوف مطالبه : فسوف يرحل العلم ويتركه متورط في مصائبه ، قد خسر نفسه وعلمه وعمله وكل وجوده وما تحسن به حقيقته ، فيكون عاطل باطل لا ينفع نفسه ولا أهله ولا مجتمعه ولا أقاربه ، والويل له إن عصى ولم يعمل الواجب وما به الله سبحانه أدبه ، فله الخسران المبين في الدارين وهذه أكبر ورطة وكارثة ، لا يسدها شيء ولا يستطيع أن ترفعها عنه أمه ولا أبوه ولا كل حبايبه ، بل يفرون ويهربون منه في يوم يشيب في الصغير ويهرم فيه الكبير ولا أحدا منهم نافعه ، بل له نار تتلظى وتشويه وجهه وجسمه ويحترق بجحيمها وتكون نفسه مؤنبة وعايبه ، وتقول له ولو قدمت لهذا اليوم علمك لكنت في جنة عالية ، فعش بحسرة وحزن وغم وهم هذا جزاء نفس لم تعمل بما كانت عالمه وإن العلم بنفسه : يدعو الإنسان لأن يظهر علمه بالعمل ، ولا يستقر الإنسان العالم إلا أن يلبي نداء العلم ويظهره بأفعاله وتصرفه ، ويكون مقدار شأن الإنسان بمقدار حظه من العلم ، وإن ظهوره بالعلم الحق يجل شأنه وتكرم نفسه وصفاته وأفعاله ويكن له التقدير من الله سبحانه ومن ملائكة ومن المؤمنين ، لأنه يكون المتحقق بالعلم الديني متقي عابد وكل أعماله في طاعة الله . كما أن من تعلم : ولم يعمل بعلمه ينساه ، والعلم يتملص منه ويشرد عنه ويتركه ، فلا يقدر عليه بعدها إلا بمشقة ، ولكن إن عمل العالم بما علم يكون دائما علمه حاضر عنده ، ويمكن أن يتجلى به بأحسن صورة ، بل يكون متمكنا منه عن تجربة ويكون قادر على الفعل الحسن إذا كان علمه حق دائما ويكون مؤيدا ، هذا ، وأما الآيات فسيأتي ذكرها إن شاء الله . وأسأل الله : أن ينفعنا وإياكم بعلمنا ، ويعلمنا ما لم نعلم ، حتى نعمل بكل ما يحب ويرضى ، فإنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |