![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
قال تعالى في محكم كتابه العزيز(قَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ - غافر - الآية - 26 .يمكن الاستفاده من ظاهر الايه وظاهر القران حجه كما يعبرون,ان قوة الطغيان والأنحراف في كل عصر وجيل تستعمل نفس الاساليب في مواجهة ومحاربة الحركات الاصلاحية وجهات الحق على مر العصور,وفي هذه الاية سنبين باختصار ما قام به فرعون من مواجهة موسى (ع) بعدة جوانب مع ملاحظة ان هناك اراء للمفسرين لم ننقلها خشيه من اطالة البحث ولكي لا يضيع الهدف الذي اعد اليه. الجانب الاول-1-( قَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى) يمكن الاستفادة من هذه الاية بالمستويين التاليين. المستوى الاول_قتل موسى وتصفيته جسديا,لانه يعتبر القائد لهذه الحركه الاصلاحيه وهذا إيذان واشعار من فرعون لبدء الحرب العسكريه ضد موسى (ع). المستوى الثاني_القتل المعنوي اي بمعنى قتل الافكار والمبادئ التي جاء بها موسى (ع) وتزييفها عن طريق وسائل واساليب معروفه لدى القارئ. 2-( وَلْيَدْعُ رَبَّهُ)حسب الروايات الوارده ,ان فرعون كان يعلم بوجود الله سبحانه لكنه لايؤمن به,اي انه لديه تصديق عقلي بوجود الله سبحانه لكن ليس لديه تصديق قلبي, يعني انه يعرف الله سبحانه لكن لا يريد ان يقر انه عبد لله جل وعلا. ويكون فهم الايه بالمستوين التاليين المستوى الاول_اي بمعنى ان يا موسى لو استعنت بأقوى سلاح لديك وهو الاستنجاد بالله سبحانه فاني مقاتلك,فنلاحظ ان قوى الاستكبار والطغيان تقول بلسان الحال لجهة الحق والاصلاح لو استعنتي حتى بالله سبحانه لحاربناك,وهذا يمثل اعلا درجات التكبر والغطرسه لهذه القوة الشريره المستوى الثاني_ان فرعون يريد ان يبين لقومه ان ادعاء موسى(ع) كاذب وحاشاه,وانه لو كان لديه إله قوي وعظيم ومسيطر على الوجود كما يدعي فليستعن به, ونحن لدينا القوه والعظمة لنعرف من هو الاقوى والأحق بالعباده, وهذا اسلوب من التشكيك والأيهام الذي يستعمله ضد قومه,ونلاحظ من ذلك ان قوة الاستكبار العالمي تمارس مبدئ التشكيك الديكارتي الذي يجيز ويجعل الانسان يشك حتى بوجود الله سبحانه اذ تقوم بالترويج ونشر افكار تشكيكيه .مثلا-من يقول انكم جهة الحق وما الدليل على ذلك وغيرها من الافكار الضاله. الجانب الثاني_( إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ إِنِّي) يمكن الاستفاده من هذه الاية بالمستويين التاليين المستوى الاول- ذكرنا سابقا ان فرعون كان يمثل اعلا مصداق في عصره من الطغيان والتكبر لدرجة انه دعا قومه لعبادته من دون الله سبحانه, وبالرغم من ذلك فانه اظهر لقومه الخوف من حركة النبي موسى (ع) ليدق بذلك جرس الانذار ويعلن اعلا درجات الاستنفار ضد هذه الاحركة الاصلاحيه,ونلحظ من ذلك ان الاستكبار العالمي كما جاء في الروايات ادعائه الربوبيه من دون لله سبحانه, وانه يواجه كل حركه اصلاح وجهة حق بوحشيه وشراسه المستوى الثاني- يشيرفرعون مخاطبا قومة الى ان موسى (ع) يشن حربآ فكريه وعقائديه وايدلوجيه ضدهم, وانهم يجب ان يواجهوه بنفس السلاح والأسلوب , من التصدي الافكاره ومبادئه ومحاولة دحظها وتبيان خطئها.قال تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ - القصص - الآية - 38 )0 ولابد من الاشاره الى ان جهة الانحراف تقوم بتطوير اساليبها وادواتها في الفساد وان جهة الاصلاح تسايرها بخط مستقيم حيث تقوم بتطوير الاساليب والأدوات لمواجهتها وتبيان فسادها. الجانب الثالث:(أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) يمكننا فهم هذه الآية بالمستويات التالية . المستوى الأول:يبين فرعون أن الفساد موجود في المجتمع لكنه مشتت أي انه مخفي وان موسى (ع) يريد تجميع كل ما هو فاسد وحاشاه وأن يظهره في المجتمع لكي يفسده كما يدعي فرعون . المستوى الثاني: أن المتدبر في القران الكريم ولقصة نبي الله موسى (ع) يجد أن قوم فرعون كانوا يعتبرون كل ما يقوله فرعون من المسلمات التي لا يمكن النقاش فيها وانهم لا يتفكرون وجهلة ألا ما رحم ربي قال تعالى (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ - الزخرف - الآية - 54 وليت شعري ان قوم صدقوا برجل انه الها كيف لا يصدقون ان نبي الله موسى (ع) رجل مفسد ليس هذا بعجيب؟ المستوى الثالث:شن فرعون حربا أعلامية ضد موسى (ع) وحاول ان يظهر للمجتمع انه رجل فاسد واتباعه أناس مفسدين ليغيب المجتمع عن معرفة أفكاره ومبادئه ويسقط موسى(ع) في أعين الناس وعزله عنهم ليتسنى له الاجهاز عليه,وهذا ديدن القوى الأستكبارية التي تشن حربا أعلامية ضد كل حركة اصلاحية وتحاول عزلها عن المجتمع لتضمن القضاء عليها أو للحد من اتساعها أن لم تستطع ذلك والحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد ; 22-01-2012 الساعة 09:26 PM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |