![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
|
![]()
إن المؤمن له عالمه في عرصات القيامة، حيث الخوف الشديد، والخطب العظيم، والذهول الذي يجعل المرأة تتخلى عن ولدها ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾.. فهنالك خوف، وهنالك ظلمة؛ أما المؤمن فإن له نوراً، ولكن هذا النور لا يُعطى لكل أحد ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾، هذا النور هو الذي يضيء الطريق لأهل المحشر، حيث الوحشة والظلمة والهول ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾؛ لأنه عندما ينفخ في الصور لا أنساب تنفع، ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ﴾، بل أن الإنسان يفر من عائلته؛ لئلا يتورط بهم، ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾.. فقد يكون سبب الفرار -والله العالم- هو الخوف من المظالم: فالحياة الزوجية فيها مظالم، لذا يفر الإنسان من زوجته يوم القيامة؛ لئلا تطالبه بشيء.. والحال أنه لا سبيل إلى الفرار، فالمحكمة الإلهية آتية لتعطي كل ذي حق حقه. الذبذبة في الحياة.. هنالك سؤال إستراتيجي، ألا وهو: أنه عندما يسمع الإنسان هذا الكلام -وبحمد الله- هنالك تفاعل إجمالي، ولكنه لا يدوم؛ فما السبب؟!.. هذا التفاعل يذكرنا بحديث النبي ( ) مع أصحابه.. أحدهم شكا هذه الحالة إلى الإمام الباقر ( ![]() ![]() ![]() إن هناك عدة أمور لهذا التحول في النفسية، وعدم البقاء على وتيرة واحدة.. وإذا لم نستوعب هذه الجهة، فإن هذه الإثارات العاطفية والوجدانية، هي بمثابة مياه السدود المجتمعة: حيث أن ماء السد إذا لم يصب على مولد الكهرباء، لا تتولد الطاقة.. فالمهم هو أن نحول هذا المخزون العلمي إلى حركة في الحياة.. فمن هذه الأمور، هناك مشكلتان: المشكلة الأولى:عدم امتلاك العزم.. إن الإنسان منا ليس لديه الهمة والعزم، وذلك للأسباب التالية: 1. عدم وجود إستراتيجية في الحياة: والله العالم!.. أن السبب الأساسي في أننا لا نحول هذا الكم الكبير من العلم الذي نأخذه: من المجالس، ومن الكتب، ومن المحاضرات المسموعة والمرئية: أن أحدنا ليست له إستراتيجية في الحياة.. حيث أن هناك فرقاً بين تاجر مواد بناء -عنده كميات كبيرة من الأسمنت، ومن الحديد، ومن الخشب؛ أي المواد الأولية للبناء موجودة لديه؛ ولكنْ ليست عنده قطعة أرض، ولا مخطط بناء، ولا مهندس مشرف أو استشاري للبناء؛ بل ليست عنده نية البناء- وبين إنسان يريد الزواج، فتشترط عليه الزوجة، أنه لابد من وجود بناء لقبول الاقتران به.. هذا الإنسان صباحاً ومساءً يذهب هنا وهناك، كي يشتري أكياس الأسمنت البسيطة، ولكن هذا العمل يصب في هذا المخطط، فكل ما يأخذه من مواد البناء يتحول إلى جزء في هذا البناء الكبير.. ذاك الإنسان تاجر، له مواد كثيرة، ولكن لا برنامج له.. وهذا الإنسان له برنامج، ولكنه يملك مواداً بسيطة، يريد أن يبني بها بناءً.. وهنالك إنسان لا مواد له، ولا مخطط له؛ أي صفر اليدين من الجهتين.. وكذلك بالنسبة إلى واقعنا: هناك من يعبد الله عبادة متناثرة، كتاجر مواد البناء: يذهب إلى الحج في موسم الحج، إن جاءته الهمة.. ويصلي صلاة الليل في بعض الليالي، إن جاءته الهمة.. ويحضر المساجد يوم الجمعة، والمشاهد، والعمرة، و..الخ.. هذه مواد جيدة، ولكن ليس هنالك من رابط بينها، كالخيط الذي يجمع حبات السبحة، إذا قُطع الحبل؛ لم تعد مسبحة يُسبّح الله فيها
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |