العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله)

منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-04-2020, 08:07 PM   #1

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,807

ختم ( كمال الصوم ) .. تغريدة الزعيم العراقي السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر 22 / 4 / 2020


بسم الله الرحمن الرحيم
كمال الصوم قال السيد الوالد ( قدس سره ) في كتاب فقه الأخلاق : الصوم لغةً هو الإمساك ، وشرعاً : هو الإمساك عن المفطرات مع النية ، والإمساك : هو الكف عن أي شيء قد يرغب فيه الإنسان . . . الى آخر قوله ( قدس سره ) .
وأكثر ما يلفت الأنظار في هذا التعريف هو قوله : ( الكف عن أي شيء قد يرغب فيه الإنسان ) ، فإن هذه العبارة تذهب بنا الى أبعد من الكف عن المفطرات المادية من الطعام والشراب وغيرها من الأمور المذكورة في الرسالة العملية ، ومن شاء فليراجعها .
وخصوصاً إذا إلتفتنا الى أن ما يرغب إليه الإنسان قد لا يكون من ضمن هذه المفطرات بل هو أعمّ منها ، وهي غير محددة بالأمور المحرمة فحسب .
فإن على الفرد أن يترك أموراً كانت محللة قبل صيامه مثل الطعام والشراب والجماع والارتماس وما شاكلها ، كما إنه يجب أن يترك الأمور المحرمة بالأصل سواء أكان صائماً أم مفطراً . . غاية الأمر إنها قبل الصيام لا تنتج إفطاراً محرماً ، وفي الصوم تكون محرمة بالأصل من ناحية ولكونها مفطرة من ناحية أخرى كالكذب على الله ورسوله مثلاً .
كما إنه لا يجب على الصائم أن يترك الأمور المادية فحسب أعني المفطرات المذكورة في الرسالة العملية ، بل كل ما يرغب به كاللهو الزائد والاختلاط الزائد والغضب والغيبة والنميمة والتبذير والإسراف والاستماع الى الغناء والموسيقى المحرمة وما شاكلها مما قد ترغب بها النفس الإنسانية غالباً أو عادة .
إلا إنه لا يقال : إن على الصائم ترك كل ما يرغب به من أمور ، كمعونة الفقراء وقراءة القرآن وما شاكلها مما تعوّد عليها أو يرغب بها ، فإن المقصود من كلمة ( يرغب بها الإنسان ، هي الأمور التي توافق الشهوات والملذات بصورة عامة ، وهي على مستويات : المستوى الأول : وهي الأمور المحرمة التي ليست من المفطرات المذكورة عند الفقهاء وفي كتبهم ورسائلهم ، كما في الكذب على الآخرين والغيبة والنميمة والغضب والنظر المحرم وغيرها من الأمور التسافلية المحرمة بعنوانها الأول .
المستوى الثاني : الأمور المادية ، كالطعام والشراب مما ذكر في المفطرات التي يجب على الصائم تجنبها ، أو غيرها من الأمور كالنوم الزائد أو المنافي للعبادة لا سيما الواجب منها بل الأعم من ذلك ، أو مما لم يذكر كالتدخين أو الكلام الكثير وما شاكل ذلك .
المستوى الثالث : الأمور المباحة ، كمتابعة التلفاز بغير المحرم أو مواقع التواصل الاجتماعي أو السياحة أو اللهو بصورة مفرطة ، كما قد تنطبق على الكسب الزائد من أجل الطعام والشراب وما الى غير ذلك .
كما يمكننا أن نجعل مستوى آخر لذلك : وهو الأمور المضعفة عن الصيام الواجب ، كالعمل أو التعرّض للحرّ أو الحمّام المضعف أو مخالطة المفطرين أو القراءة أو ما شابهها . أما غيرها من الأمور المستحبة فضلاً عن الواجبة منها فهي غير مشمولة أكيداً ، ولا يجب على الصائم تجنبها على الإطلاق ما لم تك منافية للإتيان بالصيام ، كالعمل من أجل الإنفاق على العائلة أو الكثرة بالعبادات بحيث تضعفه عن الصيام وغيرها من الأمور . وحريّ بنا أن نذكر بهذا الصدد ملاحظة مهمة لا ينبغي إغفالها ، فإن الكفّ الواجب على الصائم على نحوين :
النحو الأول : هو الكفّ عن الأمور المادية المحرمة والمحللة لغير الصائم دون الصائم ، كما في كافة المفطرات المذكورة في الرسالة العملية ، وهي غالباً مما تؤدي الى الجوع والعطش وما شاكل ذلك ، وقد تتسبب بضرر صحي على الصائم ، ولذا فإن الشرع الذي أوجب الصيام مع القدرة حرّمه على من يخاف الضرر من الصيام ولا سيما في ترك الأمور المادية التي ذكرت عند الفقهاء .
النحو الثاني : الصوم عن الملذات المعنوية المحرمة والمحللة ، والتي غالباً لا تنطبق على الطعام بما هو ، بل تشمل ترك كل الملذات الأخرى مما ذكرناه سابقاً أو لم نذكره ، فالصوم كما قيل هو صوم الجوارح عن كل الملذات والطيبات التي يجب أن تحرِم نفسك منها لتكسب الثواب الدنيوي والجنة الأخروية والتكامل المعنوي .
والنحو الثاني ، لا يمكن أن يكون ضررياً إلا في حالات قصوى ونادرة جداً ، فما الضير من ترك الكذب والنميمة والخديعة والعنف والحرب والإسراف والتبذير والظلم وغيرها من الأمور التسافلية المعنوية والعمل على إيجاد وفعل الأمور المعنوية التكاملية .
إذن ، فمن لم يستطع الصوم في هذه الأيام ذات البلاء والوباء منكم أيها الأحبة وخصوصاً عن الطعام والشراب وغيرها من المفطرات المادية الفقهية ، فلا ينبغي عليه فعل الأمور التسافلية الأخرى المحرمة كشرب الخمر والظلم والنميمة وما يتوافق مع الشهوات والملذات ووساوس الشيطان ومكرهِ وحبائله وغروره وأمانيّه .
فطوبى لمن صامت جوارحه عن المحرمات ، وطوبى لمن نهى نفسه الأمارة بالسوء عن الملذات ، وطوبى لمن شذب عقله عن الأفكار المنحرفة من هنا وهناك والتي تعصف بمجتمعاتنا من هنا وهناك ، وطوبى لمن حرّر روحه من الشهوات وصانها من الشوائب والأهواء .
فقد ورد : روي جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبد الله : يا جابر ! هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعفّ بطنه وفرجه وكفّ لسانه ، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر . فقال جابر : يا رسول الله ! ما أحسن هذا الحديث ، فقال رسول الله : يا جابر ! وما أشد هذه الشروط . كما ورد أيضاً : صوم النفس عن لذات الدنيا أنفع الصيام .
وكما قيل : صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبة في الأجر والثواب .
وصوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم وخلو القلب عن أسباب الشر . وصوم القلب خير من صيام اللسان وصوم اللسان خير من صيام البطن .
وصابروا أنفسكم على فعل الطاعات وصونوها عن دنس السيئات تجدوا حلاوة الإيمان. وغيرها من الأحاديث والروايات الواردة عنهم صلوات الله عليهم أجمعين ، مما يؤكد على أن الصيام ليس مجرد ترك للطعام والشراب فهو أبسط الصيام وأقلّه نفعاً . . فيا أيها الناس أطيعوا الله ولا تطيعوا شياطين الإنس والجن أو تطيعوا أنفسكم الأمارة بالسوء والتي تأمركم بالفحشاء والمنكر والبغي والضلال والسير خلف الشهوات والملذات .
كتبه بتاريخ
۲۸ من شهر شعبان المعظم عام ١٤٤١
عبد الله
مقتدى الصدر


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:00 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025