لماذا يقف عراقي وحيد مضربا امام دائرته ؟!

تنوعت نسبة المشاركة في الاضراب الوطني ليومه الاول في العراق
الذي دعى اليه السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله
فكان في دوائر كثيفة واخرى انعدمت تماما واخرى وقف شاب او رجل وحيد يعلن عن اضرابه
تحت الشمس في ظاهرة تحتاج ان نسلط الضوء عليها
ففي فهم هذه الظاهرة فهم اكثر لأوامر السيد القائد وماتستهدفه اوامره المباركة من اهداف عالية المضامين
لماذا يضرب افراد معدودين من ملاك موظفي دائرة
بعدد مثلا مئة او الف او اكثر من الموظفين والموظفات ؟!
هل لان اغلبية موظفي العراق يعيشون بحبوحة من نعيم توفير الخدمات وانتظام دفع اجورهم والضرائب منخفضة و المستوى معاشي جيد
ويشعرون بالامان في ظل دولة عادلة ونزيهة ؟!
العالم والعراقيين يشهدون بعكس هذا تماما الفساد والارهاب ينخر اركان الدولة العراقية
وغبن الحقوق والتاخر بدفع الرواتب وقلت الاجور وسوء الخدمات وارتفاع الضرائب وتدني مستوى المعيشة يحس به كل من اضرب ومن لم يضرب عن الدوام ويقر به الجميع
ولكن ينفرد شخص ليعلن رفضه للظلم باضرابه عن الدوام الرسمي في دوائر الدولة العراقية ويسكت مئة اخرون او الف او اكثر
وهو يتحمل كل المخاطر من قبيل فصله او اعتقاله في دولة ترهب مواطنيها وتشيع الرعب في قلوب المحتجين على فسادها
ماذا سيكسب ؟!
لن يكسب اي مغنم شخصي هو يدافع ويطالب عن حقوق مئة او الف او اكثر من زملائه القابعين على مكاتبهم وقد ينظرون له بزدراء او استهزاء او عدم مبالات
هذا العراقي يختصر بوقفته وحيدا الكثير من البحوث والمجلدات لفهم مشكلة العراق بوجه الفساد والارهاب
العراقيين قله
والبقية ادعياء
نحن نعيش محنة تجنس تشابه محنة البحرين ولكن تختلف عنها بان العراقيين الادعياء لم ياتوا من خلف الحدود
ولكنهم ولدو على تراب العراق
فقط هم لايشعرون بالانتماء اليه او قيمة التضحية من اجله او من اجل ساكنية من ابناء الشعب العراق
وهنا تكون العراقية امر اخر غير ما يكتب في الجنسية او الاوراق الثبوتية الرسمية العراقية
تكون كما يصفها الاستاذ الفاضل علي الزيدي اعزه الله
في ومضته النورانية الرائعة
حب العراق .. ليس بالهاجس الذي يطغى على الوجدان ../ الاستاذ علي الزيدي


حب العراق ..

ليس بالهاجس الذي يطغى

على الوجدان ..

ولا هو بالعاطفة التي يلهج

بها اللسان ..

ولا هو من آثار التعلق

بالمكان ..

بل هو إختبار وإمتحان ..

يعرف فيه المخلص من الدَعّي ..

والاصيل من الهجين .
الاستاذ علي الزيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ