الظروف ومدى تاثيرها

بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرآما تترد كلمة الظروف او ظروفي لم تسمح لي ..... عندما لا يقدر المرء من تحقيق او الوصول لامر قد قصده ...فيكون ذلك عذرآ ...
واحيانا اخرى عندما يقصر المرء في اداء واجبه .... تجاه الاخرين ....بل ويصل الامر بالتقصير بما اراده الله تعالى منا :::::ونجد هذا الجواب حاضرا عند هؤلاء وبسيطآ لدى الاخرين بل ومقبولآ ايضآ على اعتبار ان تلك الظروف اقوى من الانسان ..وقاهرة اه وقد فرضت عليه العمل باتجاه معين والحيلوله دون المطلوب
والسؤال هنا هو هل يصح ذلك ام لا يصح ولماذا
نقول
قد يصح ذلك في موارد معينه من حياتنا اليوميه ..فتكون الظروف قد اوجبت علينا فعل ذلك مثلا ان صادف احدهم زحاما في الطريق جعله يتاخر عن العمل
ولا يصح في الموارد التي يكون الواجب الذي فرضه الله على ذلك الشخص وفق الاخذ بنظر الاعتبار جميع الملابسات والتداخلات الموضوعيه له. بدليل قوله تعالى (لا يكلف الله نفسى الا وسعها
وهنا احب ان اذكر قصة جميلة كنت قراتها في يوم من الايام..تحكي عن ابنة ذهبت الى ابيها الحكيم لتشتكي له هموم الحياة و قهر "الظرورف".. فما كان منه الا ان توجه الى المطبخ و اخذ 3 قدور فيها ماء و وضعها تغلي فوق النار
و في احدها بطاطة،
و الاخر بيضة،
و الاخر قليل من البن
و اغلق القدور..و بعد مدة سال الابنة المنزعجة من تصرف والدهاالذي لا يبدو مهتما بما ترويه من "ظروف" و سالها اذا فتحنا القدور الثلاث ماذا سنجد
قالت
سنجدالبيضة صلبة و ناضجة
و البطاطة و قد اصبحت هشة و رطبة
اما البن فقد ذاب و انصهر في الماء


فقال لها يا بنتي القدر هو الحياة..و الماء الذي يغلي هو الظروفالتي نعيش فيها
فاختاري ماذا تريدي ان تكونين..بيضة ام بطاطة ام بنا!
فان كان الانسان محدد التصرف وفقآ للظروف ومحكوما بها ..... فعلام يحاسبه الله تعالى وعلام يدخله الجنه او يلقى به في النار ....لان في ذلك نسبة الظلم لله تعالى وحاشاه تعالى ربنا عن ذلك علوآ كبيرا



في نظري.. هناك اناس يصنعون الظروف..و اناس تصنعهم الظروف
و اناس لا يصنعون( بفتح الياء) و لا يصنعون (بضم الياء) فقط غثاء..يذوبون فيها و معها
فلينظر المرء لنفسه من أي منهم هو
والحمد لله رب العالمين