أيها الدينار

أيها الدينار

أيُّها الدينارُ يا قبلةَ آمال الأنامْ
هَبْ لهم ما يتمنّونَ شَرابًا وطعامْ

لا يغرنَّكَ قِيلُ القوم ِإنَّا مُسلمونْ
فهمُ غيرَ هواهمْ أبدًا لا يَعبدون
ولشيءٍ غيرِ تحقيقِ الغِنى لا يعملون
عَبدوا المالَ تعالى الله عَمّا يُشركون
أَيّها الدينارُ يا قبلةَ آمالِ الأنامْ
هَبْ لهمْ ما يتمنّون شَرابًا وطعام

كفروا بالحقّ لا يخشونَ في هذا عِقابْ
ونسُوا الصدقَ فما يَرجون في هذا ثَواب
عَمَّروا الأرضَ وفي أنفسهِم شَاعَ الخراب
وطغى الخَطبُ وللمالِ غَدا فصلُ الخِطاب
أيُّها الدينارُ يا قبلةَ آمال الأنامْ
هبْ لهم ما يتمنّون شَرابًا وطعام

نَزلوا عن كلِّ خُلْقٍ فيه تعتزُّ الشعوبْ
من سخاءٍ ووفاءٍ ومَضاءٍ في الخُطوب
وجَرَوا والحرصُ يحدوهم إلى ملءِ الجيوب
فَنَمتْ منهم جسومٌ ذَبُلتْ فيها القلوب
أيُّها الدينارُ يا قبلةَ آمالِ الأنامْ
هَبْ لهم ما يتمنّون شَرابًا وطعام

ينكرون الحقَّ في أقوالهمْ وهْو صُراحْ
ويمارون كأنْ لَمْ يكُ في هذا جُناح
مستبيحين لإحراز الغنى ما لا يُباح
فالضُّحى ليلٌ بعُرفِ القوم والليلُ صباح
أيُّها الدينارُ يا قبلة آمال الأنام
هَبْ لهم ما يتمنّون شرابًا وطعام

أنتَ قطبُ الحربِ إن شبّتْ لظى الحربِ ضِرامْ
وعمادُ السلمِ إن عاد إلى الأرضِ السلام
أنتَ يا دينارُ حاخامٌ وقسٌّ وإمام
فاقضِ ما شئتَ لكَ الحكمُ وفيك الإختصام
أيُّها الدينارُ يا قبلةَ آمالِ الأنام
هَبْ لهم ما يتمنّون شرابًا وطعام

إن يراؤوا كانَ من أجلِكَ ذيّاك الرياءْ
أو يخونوا كان من أجلك غدرُ الأصفياء
أنتَ للغادةِ ظُرْفٌ وجمالٌ وذكاء
ولشيخ القومِ علمٌ ووقارٌ ودهاء
أيُّها الدينارُ يا قبلةَ آمالِ الأنام
هبْ لهم ما يتمنّون شَرابًا وطعام



محمد مهدي البصير