عندما تحتضن الزهور الاشواك

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم
في يوم من الايام حلمت ان اكون زهرة جميله في بستان مليئ بالازهار المتنوعه فسرت أجول البلدان بلدأ" تلو الاخرللبحث على هذا البستان الجميل وبعد معانات كبيره لاحت لي في الافق رياح الرحمة والصلاح فأنتشلتني من ضياعي وأراحتني من عنائي فوجدت ظالتي فاذا به بستان اجمل وأروع
من الذي كنت احلم به فهو عباره عن جنينه تتوسطها زهرة كبيره جدا" لها اوراق كثيرة ويلتف حولها الكثير من الازهار الجميله والمختلفه وان هذه الازهارقد اكتسبت نسيمها وعطرها من تلك الزهره الكبيره فاطرقت باب هذا البستان فاجابتني زهرة من تلك الازهار بصوت هادء" وحنين يعلوه الخجل ورحبت بي فاخبرتها باني أرغب بالدخول معهم في هذا البستان الجميل فاجابتني قائلتا" ان امرالدخول ليس بيدي وانما بيد مربيتنا تلك الزهرة الكبيره فأمهليني بعض الوقت حتى أسالها وبعد فترة وجيزه رجعت لي واخبرتني بأنها حصلت على الموافقه على أنضمامي إلى هذا البستان الرائع
فبمجرد ان وضعت قدمي في داخل البستان استنشقت نسيما وعطرا" لم أشمه طول حياتي فسألت احد الازهار من أين جأتم بهذا النسيم العطر وهذه
التوليفه الجميله فقالت لي ان كل هذا حصلنا عليه من هذه الزهرة الكبيره فأننا نكاد نموت اذا أبتعدنا عنها فهي التي تغذينا من جذورها وهي التي تعطرنا من عطرها فذهبت مسرعتا إلى هذه الزهرة المربيه وقلت لها اني عطشانا" فارويني واني ملهوفا فاويني واني وحيدا" فأعزيني فقالت لي وتعلوها أبتسامتا"جميلة اني كنت بأنتظارك وقد انتظرتك كثيرا" فأهلا وسهلا بك بين أهلك وأخوتك فبدأت اتمعن وادقق النظر في البستان جيدا" فاذا
بي اتفاجئ ببعض الاشواك الغريبه وقد وجدت لنفسها مكانا"ضيقا" بين تلك الازهار الجميلة فسألت الزهرة الكبيره عن تلك الاشواك الموجوده بينها
فأجابتني أنها أزهار كانت تعيش بينهم الا انها أختارت غذاء" غير غذائنا وهواء" ليس كهوائنا فتحولت إلى هذه الاشواك التي ترينها الا اننا رغم تلك
المجافات التي جوبهنا بها من تلك الاشواك لم نتخلى عنها واننا نمد يد العون والمساعده واننا نبذل قصارى جهدنا لك نعيدها إلى ماهي عليه سابقا"
وبعد ان عشت معهم فترة" ليست بالقصيره وجدت بأن هذه الاشواك يوما بعد يوم تتحول الى صورا"ابشع وأقبح من الصوره التي وجدتها عليه سابقا"
فسالت الزهرة الام وقلت لها ان هذه الاشواك بدأت تزداد بشاعتا" وبدت تؤثر على باقي الزهوروتفقدها بعض من نظارتها ورونقها فأجابتني بحكمة
عاليه وقالت لي سأتركها كما هي الا انني سامتنع من سقيها من ذلك النبع الخالص وذلك الغذاء الطاهرفعندها سوف يكون الموت أرحم لها من العيش
بعيدا عن غذائنا وبدون عطرنا فأدركت جيدا بأن هذه الزهره تعرف جيدا كيف تدير أمورهذا البستان وبكل حكمه وطمأنينه فعاهدت نفسي بأن ألتزم
بهذا الغذاء وهذا العطر وان أكون زهرة مطيعه لهذه الزهرة الكبيره مهما كلفني الامر