دروس من حركة الشيخ الشهيد نمر باقر النمر قدس سره

كثيرة هي الدروس والعبر سطرها الشيخ المجاهد في مسيرة حياته الشريفة
كيف لا ، وقد مثل امة بعينها تجسدت فيها اروع معاني الشموخ العلوي والبطولة الحسينية ناطقا وحيدا في وجه امة حاكمة ظالمة مستبدة جُل همها تخريب البلدان الاسلامية وتشويه صورة الاسلام المحمدي الحق بغطاء من اسيادهم الثالوث المشؤوم عليهم اللعنة والعذاب ، وفي هذه الاسطر المتواضعة احببت الخوض في جانب مهم من جوانب حياته الشريفة حيث لا يخفى علينا اننا في السنوات الاخيرة نعيش حالة من تعدد الولاءات في الساحة من قبيل تعدد المرجعيات والقيادات وبات هذا الامر واضحا جليا وتعمقت حالة الانشقاق كثيرا في المجتمع والسيء بل الاسوأ في الامر بروز الكثير ممن يدعي الاجتهاد او القيادة بلا علم ولا كتاب منير .
الا أننا لو تمعنا في سيرة هذا الشيخ الشهيد نرى أنه رغم تلقيه العلوم الدينية المختلفة على يد مجموعة من الاساتذة والمرجعيات والمدارس العلمية الا انه في الواقع لم يكن لانتمائه لجهة اثرا واضحا بل ارتقى وسار على منهج ومدرسة علوم اهل البيت عليهم السلام حين صدح بقوله (( رضعنا من ثدي الكرامة )) أي انه سار على المنهج الحق والطريق القويم ولم يتقيد بأي قيود أو تبعية مطلقة لجهة معينة بل على منهج الناطقين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الرافضين للظلم والظالمين منتميا للحوزة الاشرف حوزة الناطقين حوزة رسول الله وحوزة امير المؤمنين عليهم صلوات الله وسلامه كما عبر بذلك مولانا الصدر المقدس ، وبذلك المنهج يقدم لنا الشيخ دروسا مهمة منها :-
اولا – قدم درسا لطلبة العلوم الدينية ان يجعلوا من مدرسة ومنهج اهل بيت الكرامة هو المنهج الاول في نصب اعينهم ومنهاجهم العلمي والعملي واما انتمائهم للمدارس العلمية فهو لمعرفة العلوم الحوزوية المختلفة وتبقى المدرسة الاولى هي مدرسة الناطقين العاملين وهذا ما جسده من قبل مولانا الصدر المقدس وذكره في لقاء الحنانة بقوله انه تلقى علوما من مختلف الفقهاء الا انه بالنتيجة اختار مدرسة الناطقين التي هي اعم من أي مدرسة اخرى وهذا ما سار عليه ايضا شيخنا الشهيد .
ثانيا – قدم الشيخ المجاهد درسا عمليا لكل من ينادي ( لبيك يا حسين ) و ( العجل العجل يا صاحب الزمان ) ان هذه الشعارات لا تغير من الواقع شيئا مالم يسعى الفرد السعي الصحيح لتغيير واقعه وواقع مجتمعه الذي هو بذمته ، فنجد ان الشيخ الشهيد ينادي في قلب السلطة الظالمة صادحا بصوته الحسيني ( لماذا نلعن يزيد ومعاوية بل لنلعن ال سعود وال خليفة .... ) لانهم حقا الامتداد السافل لتلك الطغمة التي نصبت العداء لال البيت عليهم السلام والا فما هي الفائدة من بيان جرائم بني امية والتغاضي عن جرائم احفادهم ؟؟؟
وهل ان مجرد ذكر ظلم الحكومات السالفة من دون ذكر مجازر الحكومات الحالية كافٌ لتربية المجتمع ؟؟؟
ثالثا – من خلال هذه التضحية العظيمة نفهم ان على جميع من يريد او يعتقد انه يسير على نهج الامام المهدي عليه السلام ان يتأنى في تشخيص والحكم على الاخرين وأن لا يحكم عليهم من زاوية واحدة ، فان لله اولياء وجنود لا نعلمهم ولا نحيط بتحركاتهم ، بل ان نجعل غاية همنا هو كيفية السير والثبات على النهج الحق والاستفادة من تجارب الشهداء الناطقين وتربية النفس عالطاعة وتحديد المنهج الذي اُسس بنيانه بدماء الناطقين من ال الصدر الكرام وشيخنا المجاهد
تغمدهم الله بواسع رحمته ولعن ظالميهم
بحق محمد وآل محمد