الحلم زينة المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

اقدم لكم اخوتي الاحبة احاديث اهل البيت عليهم السلام عن الحلم
اولا.تعريف الحلم
الحلم : هو عباره عن التأني وكظم الغيظ وضبط النفس بحيث لا تحرك قوة الغضب الشخص بسهوله , ولا تؤدي به مكاره الدهر الى الاضطراب .
وكظم الغيظ هو عباره عن اخفاء الغضب وحفظه ..
روى الطبرسي في مشكاة الانوار ص219
عن الامام الصادق _ عليه السلام _ قال :
قال رسول الله _ صلى الله عليه واله _ : ( والذي نفسي بيده ما جمع شيء
الى شيء افضل من حلم الى علم .) .وروى الكليني عن زراره عن ابي جعفر _
عليه السلام _ قال : كان علي بن الحسين _ عليه السلام _ يقول : ( انه
ليعجبني الرجل ان يدركه حلمه عند غضبه ) .
وروى الطبرسي في مشكاة الانوار ص217 , الفصل 11 , عن الرضا _ عليه السلام _
قال لرجل من القميين : ( اتقوا الله وعليكم بالصمت والصبر والحلم فانه لا
يكون الرجل عابدآ حتى يكون حليمآ ) .
وقال امير المؤمنين علي _ عليه السلام _ فيما قال :
( الحلم نور جوهره
العقل ) . ( الحلم تمام العقل ) , ( الحلم نظام أمر المؤمن ) .
( الحلم خليل المؤمن ووزيره ) . ( جمال الرجل حلمه ) .
( من غاظك بقبح
السفه فغظه بحسن الحلم عنه ) . اذا لم تكن حليمآ , فتحلم ) .
وسمع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رجلاً يشتم قنبراً ، وقد رام قنبر أنْ يردّ عليه ، فناداه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( مهلاً يا قنبر ، دع شاتمك ، مُهاناً ، تُرضي الرحمن ، وتُسخِط الشيطان ، وتُعاقب عدوّك ، فو الذي فلَق الحبّة وبرأ النسمة ، ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم ، ولا أسخَط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عُوقِب الأحمق بمثل السكوت عنه )(1) وقال ( عليه السلام ) : ( أوّل عِوض الحليم مِن حلمه ، أنّ الناس أنصاره على الجاهل )(2) .
وقال الامام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا وقع بين رجُلين منازعة نزل ملكان ، فيقولان للسفيه منهما : قلتَ وقلت ، وأنت أهلٌ لما قلت ، ستُجزى بما قلت . ويقولان للحليم منهما : صبَرت وحلمت ، سيغفر اللّه لك ، إنْ أتممت ذلك . قال : فإنْ ردَّ عليه ارتفَع الملَكان )(3) .
وقال لامام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما مِن عبدٍ كظم غيظاً ، إلاّ زاده اللّه عزَّ وجل عزّاً في الدنيا والآخرة ، وقد قال اللّه عزَّ وجل : ( والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، واللّه يحب المحسنين ) (آل عمران: 134) وأثابه مكانه غيظه ذلك )(4) .
وقال الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : ( اصبر على أعداء النعم ، فإنّك لنْ تُكافئ مَن عصى الله فيك ، بأفضل مِن أنْ تُطيع اللّه فيه )(5) .
وأحضَر ( عليه السلام ) وِلده يوماً فقال لهم : ( يا بَنِيّ إنّي موصيكم بوصيّةٍ ، فمَن حفظها لم يضِع معها ، إنْ أتاكم آتٍ فأَسمَعكم في الإذن اليُمنى مكروهاً ، ثُم تحوّل إلى الإذن اليُسرى فاعتذر وقال : لم أقل شيئاً
فاقبلوا عذره )(1)وقد يحسب السفهاء أنّ الحلم من دلائل الضعف ، ودواعي الهوان ، ولكنّ العقلاء يرونه من سمات النُبل ، وسموّ الخُلُق ، ودواعي العزّة والكرامة .
فكلّما عظُم الإنسان قدراً ، كرمت أخلاقه ، وسمت نفسه ، عن مجاراة السفهاء في جهالتهم وطيشهم ، معتصماً بالحِلم وكرم الإغضاء ، وحُسن العفو ، ما يجعله مثار الإكبار والثناء .
_____________________
(1) مجالس الشيخ المفيد .
(2) نهج البلاغة .
(3) ، (4) ، (5) الكافي .