السيد القائد مقتدى الصدر ونصرة المستضعفين

[align=center]

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


إن ديدن العلماء الناطقين والقادة الالهيين الأهتمام بقضايا المسلمين والدفاع عن حقوهم المسلوبة وإن كلفهم ذلك الغالي والنفيس فهم لله دعاة ولدينه حماة .


فبخصوص الثورة أو القضية الفلسطينية نرى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف قد ساندها ووقف معها - بالرغم من الظرف الصعبة والشديدة التي كان يعانيها العراق في زمن الطاغية المقبور الهدام عليه لعائن الله - فنراه قد أعطى الثورة الفلسطينية الاهتمام وجعلها من الامور الدينية التي توحد المسلمين في كل بقاع العالم لأن الحرب القائمة فيها هي حرب بين يهود مغتصبين وبين مسلمين مظلومين فقد قال شهيدنا الصدر قدس سره في الجمعة الثانية الثلاثون في الخطبة الثانية : {ومن الواضح دينيا إن الثورة الفلسطينية وإن كانت هي ثورة الشعب الفلسطيني إلا أنها ثابتة في ذمم المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم ودولهم لكي يكونوا يداً واحدة ومتعاونين دوماً على الفعالية والجهاد ضد أعداء الله والإسلام، كما ورد في السنة الشريفة : (المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم) يعني يسعي كلهم حتى أدناهم، أفضلهم وأدناهم جميعاً وهم يد على من سواهم. اي أنهم يد واحدة وقوة واحدة وجبهة واحدة وخندق واحد ضد كل الأعداء المتربصين والكفار المعاندين كما قال تعالى : (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121)) التوبة }

أما بالنسبة للسيد روح الله الخميني رحمة الله فقد أيدها أيضاً وجعل لها يوماً خاصاً أسماه يوم القدس العالمي لشعوره بأهمية تكاتف المسلمين في كل البقاع والدفاع عن حقوق المظلومين وبما أن القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة آنذاك أي إن فلسطين هي البلد الوحيد الذي كان يعاني من الإحتلال الصهيوني وماتبعه من ظلم وإستبداد وتحكم بمقدرات الشعب المنكوب لذلك فقد دعوا إليه المراجع الناطقين والعلماء الاتقياء فكان قصدهم من تلك الدعوات نصرة الشعوب المظلومة ودعمها والدفاع عنها ولو كانت هناك قضية أخرى تماثل القضة الفلسطينية وتساويها في الشدة لكانوا قدس الله أرواحهم قد دعوا إليها أيضاً لأن هدفهم خالص لله ولدينه ولنصرة المستضعفين في كل بقاع العالم وبما أن العراق مايحدث به مماثلاً لما يحدث في فلسطين من إحتلال وظلم وقتل وتشريد وتهجير لذلك فقد دعى السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله وهو القائد الاسلامي الغيور الذي دافع عن الاسلام وعن الشعوب المظلومة والذي سار على نهج آبائه وأجداده الناطقين دعى الى أن يكون يوم القدس هو يوم المستضعفين أو يوم الشعوب المظلومة فقد قال أعزه الله في الجمعة الثانية والثلاثون 1424 : { فلذا إذا أردنا السير على نهجهما فلابد لنا من التجريد عن الخصوصية ، اي خصوصية القدس الشريف وقضيته وتعميمها الى ما فيه نفس العلة أو السبب فنحن عرفنا قبل قليل إن الذي جعل السيد الخميني (رحمه الله) يدعو الى ذلك هو أهمية القضية واهتمامه بالشعب لتخليصه من الارهاب والظلم والاستعمار والاستكبار والامبريالية وجميع ما هو مضر بالشعوب ليس إلاّ، وفي زماننا هذا تكون هذه العلة مشتركة بين القضية الفلسطينية وغيرها من الدول المحتلة، او المناطق المغتصبة كالعراق، فان القضية العراقية باتت لا تقل عن القضية الفلسطينية اكيداً، كما هو معترف به من كل الدول حتى فلسطين والعراق نفسها فانها صارت كقضية واحدة، وخصوصاً عند الشعبين المحتلين.

وأرجو ان لا تكون هذه الاطروحة فيها نوع من أنواع التعدي على اراء مراجعنا ومخالفة لهم، فانا حسب فهمي لم أرد إلا دعمها والسير بها نحو الامام حتى نكون قد سرنا على النهج الصحيح، ولم نبقَ بافكاراً قديمة كانت في حينها عين الحق والآن لو كانوا لما فعلوا إلا ذلك أكيدا وأتصور إن هذه الاطروحة مطابقة لأوامرهم ونصائحهم أيضاً. فلذا لتكون الجمعة الاخيرة في شهر رمضان المبارك أو أي جمعة أخرى يوما للمظلومين عموماً وليكن اسمه يوم المستضعفين، او يوم الذين استضعفوا، اي يوم لمناصرة المستضعفين والمظلومين عموماً يوم مناصرة الشعوب المحتلة التي يقع عليها الظلم والارهاب، ويوم لمعاداة الباطل وأهل الباطل، ومضادة الارهاب والعنف عموماً ليكن منا عدل بين كل الدول المحتلة ولم ننحاز الى دولة دون اخرى فنكون قد ارضينا الله ـ عز وجل ـ ورسوله وأهل بيته (سلام الله عليهم اجمعين) ومراجعنا وقياداتنا - رضوان الله تعالى عليهم - الذين أرادوا إعلاء كلمة الحق ومناصرة المظلومين. كما قال تعالى: (( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) )) القصص }


وفي هذه الأيام مرت علينا ذكرى يوم المستضعفين وقد رأيتُ إستعراضاً لبعض الفصائل وكان كل فصيل يتقدم وهو يحمل صورة السيد الخميني رحمة الله والسيد الخامنئي .
ولديّ على ذلك بعض التعليقات منها :
اولا : هم إلى الآن يسمونه يوم القدس العالمي ومن المعلوم إن القدس ليست هي وحدها المحتلة الآن فالعراق أيضاً محتل فلماذا لم يغيروا إسمه الى يوم المستضعفين أو يوم الذين استضعفوا ليكون عاماً لكل الشعوب المستضعفة والمظلومة وليكونوا لأجل كل المسلمين خارجين ، وعن حقوقهم مدافعين
ثانياً : لماذا يرفعون صورة السيد الخميني والسيد الخامنئي (وأنا هنا لا أريد أن أنتقص من قدر هؤلاء السادة الاجلاء )؟ مع علمنا كما سبق إن علمائنا ومراجعنا كالسيد الشهيد محمد الصدر قدس سره وكالقائد الهمام مقتدى الصدر أعزه الله أيضاً قد ساندوا القضية الفلسطينية وأعطوها حقها فأين العدل في عملهم هذا ؟ ولكنهم بعملهم هذا قد ظهروا بأنهم يفتقدون إلى القائد الذي يقودهم وأقول إن عملهم هذا كان عاراً عليهم لأنهم غفلوا عن القائد العظيم الذي يعيش بينهم والذي أرعب الطغاة وهزم أكبر وأعظم دولة بالظلم والاستبداد و الاستكبار والدكتاتورية تركوه وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون ، إلا إذا كانوا يريدون أن يكون إستعراضهم هذا أو رفعهم لتلك الصور من باب رد الجميل لإيران لأن كل تمويلهم بالمال والسلاح منها وإيران بلد جار ونشترك معه بالمعتقدات والولاية لأهل البيت عليهم السلام ونشكره على كل مايقدمة من مساعدات على شرط أن يحفظ للعراق إستقلاليته وأن لا يكون تدخله سلبيا في الشان العراقي

ثالثاً : أود أن أسأل كل من خرج مستعرضاً ، هل من أجل القدس خرجتم ومن أجل تحرير العراق نهضتم فإن كان جوابكم نعم فأقول لكم : إذا اردتم حقاً ذلك فتوحدوا أولاً وكونوا صفاً واحداً واتبعوا من هو أهلاً للقيادة فأنتم بذلك تنصرون القدس وتحررون بلادكم وإلا كنتم وبالاً على العراق وعلى القدس .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

[/align]