ماذا يكون لو كان لمحمد (ص) ولد

لربما يخطر في بال احدنا هكذا سؤال وهو ماذا سيحدث لو كان لرسول الله (ص) ولد بالغ الحلم بعد وفاته (ص) وما هو رد فعل قريش والعرب في ذلك الحين وهل يقبلونه على افتراض انه يحمل نفس المواصفات التي يحملها امير المؤمنين (عليه السلام)من الجهاد والتضحية ام ماذا يكون الامر .
طبعا الاجابة ستكون نقلا عن امير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة {ج20|ص 298-299}

قال قائل( يا امير المؤمنين أرأيت لو كان رسول الله (ص) ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم وانس منه الرشد اكانت العرب تسلم اليه امرها ؟ قال عليه السلام لا بل كانت تقتله ان لم يفعل ما فعلت ان العرب كرهت امر محمد (ص) وحسدته على ما اتاه الله من فضله واستطالت ايامه حتى قذفت زوجته ونفرت به ناقته مع عظيم احسانه اليها وجسيم مننه عندها واجمعت مذ كان حيا على صرف الامر عن اهل بيته بعد موته ولولا ان قريشا جعلت اسمه ذريعة وسلما الى العز والأمره لما عبدت الله بعد موته يوم واحدا ولارتدت في حافرتها وعاد قارحها جذعا وبازلها بكرا ، ثم فتح الله عليه الفتوح فأثرت بعد الفاقة وتمولت بعد الجهد والمخمصة فحسن في عيونها من الاسلام ما كان سمجا وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا ، وقالت:
لولا انه حق لما كان كذا ، ثم نسبت تلك الفتوح الى اراء ولاتها وحسن تدبير الامراء القائمين بها .
فتأكد عند قوم نباهة قوم وخمول اخرين فكنا نحن ممن خمل ذكره وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته حتى اكل الدهر علينا وشرب ومضت السنون والاحقاب بما فيها ومات كثير ممن يعرف ، ونشأ كثير ممن لا يعرف وما عسى ان يكون الولد لو كان ! ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لم يقربني ما تعلمونه من القرب للنسب واللحمة بل للجهاد والنصيحة أفتراه لو كان له ولد هل كان يفعل ما فعلت وكذا لم يكن يقرب ما قربت ثم لم يكن عند قريش والعرب سبب للحظوة والمنزلة بل للحرمان والجفوة .
اللهم انك تعلم اني لم ارد الامرة ولا علو الملك والرئاسة ، وانما اردت القيام بحدودك والاداء لشرعك ووضع الامور في مواضعها وتوفير الحقوق على اهلها والمضي على منهاج نبيك وارشاد الضال الى انوار هدايتك ))