التوفيق لنيل السعادة

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العلمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
عنوان الموضوع (( التوفيق لنيل السعادة ))
قال الامام الصادق (عليه السلام ) في الحكمة والموعظة :
(( ما كل من نوى شيئاً قدر عليه ولا كل من قدر على شيء وفق له ولا كل من وفق اصاب له موضعاً فاذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق والاصابة فهنالك تمت السعادة )) الارشاد للشيخ المفيد
يمكننا ان نتكلم عن هذا الحديث ولكن بعد ان ذكر الحديث الشريف عن النبي محمد ( صلى الله عليه واله ) انه قال :
(( مثل القائم على حدود الله والمرهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم اعلاها واصاب بعضهم اسفلها ......فقال الذين اسفلها :
اننا ننقبها من اسفلها فتستقي , فأن اخذوا على ايديهم فمنعوهم , نجوا جميعاً وان تركوهم غرقوا جميعاً )) عن كتاب الامثل ان الفرد الساعي لنيل الدرجات في سلم التكامل يطمح دائماً للحصول على اهداف عالية يجد من خلالها ما هو مطلوب منه وما هو مكلف به او قل ما هو الدور المطلوب منه فنجده في بعض الاحيان ذا همه عالية وفي بعض الاحيان يحصل لديه الاحباط نتيجة ما يلاقيه من ظروف خارجية تواجهه او نتيجة رفض او منع من الافراد الاخرين وان كانوا على نفس المنهج او الطريق .
وحسب فهمي لحديث رسول الله (صلى الله عليه واله ) ان هنالك من يريد النجاة والحصول عليها ولكن ليس كما يريد هو وذلك لجهل في معرفته او قصور في تكليفه او تقصير في طاعته ولكن نقول للذين في اعلى سطح السفينة جزاكم الله خيراً انقذتم الذين اسفلكم من الغرق وانفسكم بأن مددتم لهم يد العون وهذا هو المرجو منكم ولكن ما بال الذي تمد له يد العون فلا يقبل قال تعلى : في سورة عافر الاية /41
(( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ))
واحياناً يعمل على قطع تلك اليد التي تمتد له وان كان فيها نجاته او نوراً لظلمته ومعرفتاً لجهله وبياناً لتكليفه وبصيرة لآخرته وعندها تكون الطاعة المفترضة لله ولرسوله ولأولياء امره وللقادة الذين يقودون الى سبيله .
نعود الى حديث الامام الصادق (عليه السلام ) في النية والقدرة والتوفيق والاصابة وبالتالي الحصول على السعادة .
فعندما نتكلم عن الافراد الذين يسعون الى نصرة امامهم المهدي (عليه السلام ) والالتحاق بجيشه وتحقيق بذلك الاطروحة العادلة والسير بهذا العالم الى السعادة في الدنيا والاخرة يعتمدن بذلك على بعض من طباعهم وشهواتهم النفسية وتصرفاتهم الخاطئة والشكلية البعيدة كل البعد عن كل و هو مطلوب منه ومرجوا لهم فمنهم يمتلك النية في نصرة الامام وعنده القدرة في ذلك ولكن يسلب منه التوفيق الذي يؤدي الى عدم الاصابة والوصول الى ذلك الهدف وذلك لاسباب عديدة منها الفشل في عدم الطاعة للقائد او المصلح الالهي او الركض وراء الشهرة وطلب الدنيا وترك الاخرة ان كان عمله ظاهراً غير ذلك فتراه يسلب منه التوفيق وحتى ابتعاده عن القيادة الحقة بسبب جهله وعدم معرفته فهو لا يرى كما ترى المصلحة الالهية او القيادة فهو يرى من عين واحده وهي مصلحته التي قد تكون خاطئة وبعيدة عن نيل ذلك الهدف الذي قد ذكرناه ولكن هناك من يكون اهلاً لذلك وهم الذين يعملون بصمت وان كان عملهم صغير ولكن عند الله عظيم وكبير ونيته موجودة وقدرته موجودة والتوفيق موجود معه لأنه قد اصاب الهدف الذي قد نوى عليه وهو هداية بعض من الذين قد تكلمنا عنهم وجرهم الى ساحة الله وساحة المعصوم لينالوا القرب والفوز مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا لانهم قد وفقوا الى طاعة الله وطاعة رسوله والقادة المصلحين والعلماء الناطقين المجاهدين ولا ننسى ذكرهم وهم الشهيدين الصدرين والقائد والمصلح السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله بعزه )
والحمد لله رب العالمين