العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الأدبي > منبر القصة القصيرة

منبر القصة القصيرة قصص هادفة ومواضيع القصة القصيرة

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 13-08-2013, 03:38 AM   #1

 
الصورة الرمزية فاطمة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2359
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 4

افتراضي مراقبة الله

اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم



اشترت احدى السيدات كاميرا عالية التقنية ، ولانها كانت مسرورة باقتنائها فكرت ان تتسلى قليلاً ،فقررت ان تعلق الكاميرا في السقف وتقوم بتصوير نفسها في المنزل وما تقوم بع من اعمال وغيرها.
بالفعل قامت المرأة بتعليق الكاميرا وشغلتها.في البدء كانت تشعر بالسرور والمرح واخذت تعمل بحماسة لكنها كانت على غير العادة فقد اخذت تتصرف بطريقة محافظة اكثر ، تنتبه لاقوالها وتفكر بها قبل ان تقولها تراعي خطواتها وافعالها. ادت فروضها بمواعيدا ..عاملت اطفالها وزوجها بحنان واحترام اكثر حتى انهم استغربوه منها! شعرت المرأة بانها تتصنع افعالها ولا تتصرف بعفوية فقط لان الكاميرا تصورها خشية ان يرى احد التصوير ! فقررت ان تترك التكلف وتتصرف على عادتها الطبيعية لكنها لم تستطع بل انها اخذت تشعر بشعور غريب ..شعرت بأنها مراقبة ومقيدة ولا تستطيع ان تتحرك خطوة دون ان تتذكر بأن الكاميرا تصورها ! ازداد شعورها بالخوف والارتباك بدأت تحدث نفسها :( ما بي؟؟ اتراني اخشى كاميرا لدرجة اني صرت احسب لكل فعل ولكل قول الف حساب قبل ان اقدم عليه؟؟ لم لا اتصرف كعادتي؟ لم لا ازجر باطفالي اذا تعصبت او لا الاسن زوجي اذ تناقشنا؟؟ لم اليوم فقط اديت صلواتي بمواعيدها ولم اضع التلفاز على قنوات الاغاني التي اطالعها يومياً؟ لمَ لم اتكلم مع جارتي في الهاتف كالعادة عن بقية الجارات وآتي عليهن بمختلف الغيبة؟ لم ولم ولم؟؟) لم تكمل المرأة مناجاة نفسها حتى انهارت بالبكاء وجلست على الارض تبكي بحرقة وندم وتقول: ( يالغبائي..يالجهلي واسرافي..كم انا غبية حين خشيت من عين الكاميرا ان تلتقط افعالي واجتراحاتي السيئة وحسنتها وجملتها امامها وهي لا تعدوا ان تكون آلة جامدة لا تضر ولا تنفع ونسيت نفسي عن مراقبة عين الله العظيم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم..يااااااه كم كنت غافلة ، كم وكم من الايام مرت عليّ وانا غارقة في اهوائي وتسويفي ..كيف غفلت عنك يارباه؟ كيف نسيت بأنك مراقبي في الخلاء والملاء؟ (كيف انساك وانت مراقبي )
غفرانك يارب سامح جهلي بحلمك وعظيم رحمتك يار ب).
انتبهت المرأة مما كانت عليه وواعدت الله وعاهدته وقطعت عهداً على نفسها بأنها لن تعود كما كانت بل ستسعى الى الافضل وستقوم نفسها وتترك كل الطباع السيئة التي كانت متطبعة بها فهي ليست بحاجة لكاميرا حتى تتذكر بان الله يراها ويراقبها ويحصي اقوالها وافعالها ، شكرت الله كثراً اذا نبهها وجعل من هذه الآلة وسيلة لصحوتها وعودتها الى رشدها .
انتهى.


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
فاطمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 07:21 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025