السيد القائد مقتدى الصدر و (الحل الثالث)

كان هناك شئ يحيرني وأنا أرى الشارع العراقي قد تهيأ للخروج على واقعة المظلم الواقع الذي يعاني فيه الشعب الجوع والحرمان والفقر ونقص الخدمات والبطالة وغيرها .....
وفي المقابل هناك وضع الدولة التي تشكلت حديثا بعد صراع طويل , وسار باشارع العراقي بعض الأخبار التي تفيد بأن الحكومة أستعانت بالسيد القائد حتى يخرجها من تلك الأزمة او ان هناك ضغوط تمارس على سماحته من هنا وهناك ,,ولعل هذا الأمر يكون بهيا بنظر البعض على أعتبار أن السيد القائد له الأهمية عند الحكومة وهذا غاية في السذاجة الفكرية .
فأنا على يقين أن السيد القائد لم ولن يستطيع أي أحد أن يوجهه مهما كان سواء كانت الدولة في العراق أو في أي بلد كأيران مثلا فهو الذي يملي عليهما ما يريد وليست هي التي تملي عيه (وهذا ما بينه في أحد اللقاءات التلفزيونية ) ولو كان السيد القائد قد سير من قبل الدولة لأمر بعدم التظاهر نهائيا ولرفضها وحرمها كما فعل الأخرين , بل أن الخطوة التي أمر بها سماحة السيد القائد تعتبر دليلا وجعلتني أؤمن أكثر بأنه قائد في كل الخطوات , وأنه يسير بمنحى العصمة وأقوال المعصوم فقد أختار سماحة السيد الحل الثالث فهناك شعبا يغلي من قلة الخدمات وهناك حكومة (فتية) تستغيث , فصدر من القائد المفدى الحل الثالث
والحل الثالث يكون في حال هناك خياران لا غيرهما فأما الموافقة على التظاهر ودعمه وأما أيقاف التظاهرات ورفضها فقال السيد كلمته الفاصلة فلم يمنع التظاهرات لأنها حق مشروع لكل الشعوب بل أعطى فرصة للحكومة مدتها ستة أشهر (أكثر أو أقل من ذلك) لتحقيق مطالب المتظاهرين وهذا ما صدر عنه مسبقا في الكلمة التي القاها في الحنانة قبل فترة.
وبذلك أوجد الحل الثالث بين الحلين أي بين تأييد المظاهرات وبين عدم تأييدها نهائيا , وهذا الأمر من نفحات العصمة بل نستطيع القول بأن السيد القائد معصوم بالعصمة المكتسبة , ولا نستغرب من ذلك لأن بمقدور أي فرد أن يصل الى هذه المرحلة فالأنسان الذي يكبح شهوات نفسة يكون قد أكتسب العصمة كما لو أن فردا لا يشرب الخمر نهائيا فهو معصوم في هذا الجانب أو كما لو أن هناك فردا لم يزني قط فهو معصوم بهذا الجانب وهذه العصمة يمكن الوصول اليها مع العناء والتعب والسهر والعبادة حتى يتدرج الفرد في مدارج الكمال الألهي فيكون مسيطرا على شهواته ورغباته ومكامن ضعف النفس الأمارة بالسوء . فكيف بسماحة السيد القائد الذي تربى في كنف السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) فها نحن نراه قائدا لا يخطئ بل يصيب في كل المواقف التي مر بها البلد , فنراه يعطي الحلول الغائبة عن أذهان الاخرين وهذا هو الأمتداد الحقيقي لخط الرسالة المحمدية
بينما نجد في المقابل أي في الجهة الأخرى من المحتل وأعوانه لن يستطيعوا أن يجدوا مثل هذه الحلول في كثير من أعمالهم ومآزقهم بل أنهم يطرحون بدل ذلك الأحتمالات فحينما يواجهون مشكلة ما يعطون الأحتمال فأن فشل أعطوا أحتمالا ثانيا وهكذا......
فنعم القائد هو القائد مقتدى الصدر ونعم الحلول التي يمن بها على الجميع
وفقنا الله وأياكم لأن نعرف الحق حقا فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه