أَتَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عندما قرأت الرواية المباركة رأيت من المناسب ان اذكر من يمثل طريق الحق في وقتنا الحالي ويسير على خطى مولانا امير المؤمنين عليه السلام
واليكم الرواية والتعليق:ــ
رُوِيَ عَنْ رَبِيعَةَ وَ عُمَارَةَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) مَشَوْا إِلَيْهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنْهُ وَ فِرَارِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ إِلَى مُعَاوِيَةَ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ، وَ فَضِّلْ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَافَ مِنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ عَلَى الْمَوَالِي وَ الْعَجَمِ وَ مَنْ تَخَافُ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ فِرَارَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: "أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ، لَا وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ لَاحَ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ، وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ مَالُهُمْ لِي لَوَاسَيْتُ بَيْنَهُمْ وَ كَيْفَ وَ إِنَّمَا هُوَ أَمْوَالُهُم‏" 1 .انتهى
اقول:ــ ان مولانا وسيدنا امير المؤمنين عليه السلام يرفض النصر بالجور ويعطينا درسا عظيما لكل البشر بذلك وكيف لا ؟ وهو القائل "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت". وهذه قمة في الانسانية و التعفف عن الظلم والحذر من الجور، لأن الله جل جلاله يذكر في محكم كتابه الكريم "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ". فكيف حال من يقتل المسلمين ظلما وجورا بغير حق ويسلب وينهب !!! والجريمة الكبرى منهم من يدعي انتماءه لأمير المؤمنين عليه السلام فنقول اين انت من فعل امير المؤمنين عليه السلام.
ومن خلال جوابه عليه السلام يتضح لنا من يسير على نهجه القويم وصراطه المستقيم في خضم هذه الفتن المتلاطمة الامواج و لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يريد النصر بأي طريقة كانت، بل يريد التمهيد لتطبيق شرع الله ومنهج رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله واهل بيت النبوة عليهم السلام في ارجاء المعمورة ويريد الحفاظ على سمعت الشيعة والتشيع وحتى القتال اراده ان يكون ابوي وليس من باب الحقد والكراهية والعياذ بالله.
وبالنسبة الى فرار كثير من الناس والذهاب الى معاوية العصر من أجل كسب المال الحرام والسمعة والشهرة والمناصب الدنيوية الزائلة هذا يشهد به العدو والصديق. واريد ان اترك لكم ذكر الشخص الذي يرتبط فعله بفعل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ولا يريد النصر بالجور.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم






1ــ وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 15 / 107