![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسمه تعالى السعادة إننا وإن نتبنى القول بأن السعادة الدائمية والأهم هي السعادة الأخروية من خلال نيل رضا الله تعالى في الدنيا ليحصل على الجنان في حياته الأخروية الأبدية بدل أن يحصل على الشقاء في الآخرة فيما إذا أغضب الله ولم ينل رضاه جلّ جلاله . إلا إنه يمكننا القول بأن نيل السعادة الدنيوية بمعناها الحقيقي وبصيغتها التكاملية هي مقدمة من مقدمات الحصول على السعادة الأخروية بعد أن يلاقي الفرد ربّه راضياً عنه . فلعلّ البعض سيتوهّم أو قل سيفهم من كلامي ومن العنوان أنني أقصد من السعادة الدنيوية الغنى والرفاهية والبذخ والانغماس بالدنيا وملذاتها أو أن يكون الفرد صاحب مال أو شهرة أو سلطة يستطيع معها تحقيق كل أموره الدنيوية أو جلّها . كلا ، فكم من مال أهلك صاحبه في هذه الدنيا ، وأفضل مثال قرآني على ذلك ، هو قصة قارون وأمواله الكثيرة ثم خسف الله تعالى به وبأمواله وبداره الأرض . وكم من شهرة كانت نقمة على صاحبها فلم يحصل منها إلا على الأذى والشتائم وما شاكل ذلك . إذن ، أين تكمن السعادة الدنيوية التكاملية ، وكيف الوصول إليها ؟ ومن هنا نستطيع أن نقول إن أوّل خطوات السعادة الدنيوية التكاملية هي : القناعة ، فكما ورد في الحكمة : ( القناعةُ كنزٌ لا يفنى ) والقناعة هي الرضا بما عندك ، فلا تجري خلف ما في أيدي الآخرين جري اللاهث ومن دون أن تصل الى مغنمك ، وخصوصاً بعد أن نلاحظ أن الفرد الذي يلهث خلف المال سوف تُنزع منه القناعة فكلما حصل على شيء منه أراد المزيد والمزيد وهكذا . بل وإن القناعة ستؤدي إلى الراحة النفسية والبدنية فلا جزع أو ملل أو تذمر ضدّ واقعك وحالك فلا قلق ولا خوف على المستقبل فأنت قانع بماضيك وراضٍ بحاضرك ومؤمّن لمستقبلك . نعم ، الرضا بالواقع أمر مهم وباب واسع للسعادة المنشودة في هذه الحياة قد يليها بعض الخطوات الأخرى ، منها : أن تجعل لنفسك هدفاً تسعى له ، فعدم وجود ذلك الهدف أيّاً كان عبارة عن ضياع وتشتيت للجهود المبذولة من قبل الفرد أيّاً كان . وبالأحرى فإن للفرد نقطة بداية يستند عليها ، وهي هواياته وكوامنه ورغباته العملية وعوامل النجاح التي ينطلق منها نحو هدفه ، ومن خلالها يستطيع تعيين الهدف واختياره . فإن الفرد إذا زُجّ من قبل الآخرين أو زَجّ نفسه بعمل أو هدف ليس له باع به أو إنه لم يك راغباً به سوف لن ينتج ولا أقلّ إنه لن يبدع في هذا المجال وبالتالي لن يحصل على هدفه ، وإن كان هدفه المال فسوف يكون نتاجه متدنياً ولن يكون مرغوباً . فإن أوجد الفرد بداية صحيحة واختار من خلالها هدفاً مرغوباً فإن ذلك سيكون مقدمة لسعادته التكاملية ويكون قد أرضى نفسه أولاً ومن حوله ومجتمعه ثانياً ، من حيث كونه عاملاً بالطرق الصحيحة التي تجلب النفع له وللجميع على حد سواء . وليس هذا فحسب ، فإن اختياره البداية الصحيحة والهدف الصحيح فيه استغلال للطاقات الإيجابية وتفريغ للشحنات السلبية النفسية إن جاز لي التعبير ، وهي بدورها ستفيء عليه بالراحة النفسية وتبعده عن الإكتئاب والملل والتذمر الذي يولد الطاقة السلبية في النفس . ولا يمكن القول بأن إيجاد هذه الطاقة الإيجابية ودرء الطاقة السلبية إنما يتأتى من تفعيل الطاقات الشهوية للفرد وانغماسه باللهو واللعب والملذات من هنا وهناك ، لأنه مهما فعل ذلك فإن النفس الشهوية التي أعطاها العنان في تسيير نفسه وروحه ستكون هي المتحكمة به وبالتالي سوف لن يقتنع بالقليل منها ولن ينجح بإطفائها في نفس الوقت وبالتالي فإنه لن يحصل على هدفه أيّاً كان . مضافاً الى إن السير خلف الشهوات سوف لن يفيء عليه بمتطلبات الحياة بل سيجلب له المشاكل والمتاعب العائلية والاجتماعية وسوف لن يذوق طعم الراحة كما يعبرون . فعلى الفرد أن يترك شهواته ويقدم عليها مصالحه الشخصية للوصول إلى سعادته وسعادة من حوله بل ومجتمعه ، فالملذات لا تسمن ولا تغني من جوع ولن يكون لها أثر إيجابي على الإطلاق . هذا ، وإن المهم في الأمر ليس الخضوع للملذات لإرضاء النفس الشهوية ، بل المتعين على الفرد أن يكون مع الآخرين إيجابياً بأخلاقه وتعاملاته فهي أيضاً باب من أبواب السعادة التكاملية ، فالصدق مع الآخرين سيفيء عليك بالراحة والتعاملات الإيجابية معهم كخدمتهم وإعانتهم والتواصل معهم كل ذلك وغيره سيولد عندك رضا وسعادة ، ألا ترى أن من يساعد طفلاً على عبور الطريق مثلاً أو يساهم في التبرع للمحتاجين أو يغرس غرساً ويأكل ثماره فيما بعد سيشعر بالراحة والطمأنينة ، فكن إيجابياً مع الآخرين کي يكون الآخرون إيجابيين معك ، وستبتعد عن المشاكل وتكون فرداً محموداً مرغوباً ومحبوباً في أوساط مجتمعك وعند أهلك وجيرانك وأقاربك وأصدقائك . وهذا لا يكون من خلال تفعيل الشهوات والمزاح والضحك والعنف والكذب والخطيئة والغيبة والنميمة ونشر الفتن فكلها ستجلب لك وعليك وعلى من حولك الويلات والقلق والتعاسة وستسمع من الآخرين كلاماً مضاداً يولد عندك الإستياء والتعب ولن تحصل على السعادة . نعم ، هناك ترابط وثيق بين الأعمال الصالحة وبين السعادة الدنيوية بل لا تنفك عنها ولا تفصل على الإطلاق ، وأعني بذلك الأعمال الاجتماعية الصالحة بغض النظر عن العبادات والطاعات وما شاكل ذلك . وكل ذلك مشروط بأمر مهم ، إذا فقد فلن تحصل على السعادة إلا بأدنى مستوياتها ، وهو : ( التفاؤل ) كما ورد في الحكمة : ( تَفاءلُوا بالخَيرِ تَجِدُوه ) فإن التشاؤم قد يجلب لك التعب والملل وترك العمل والهدف ونسيان المؤهلات وما إلى غير ذلك مما سيدفعك إلى الإنعزال والتعاسة ولو تدريجياً . فإن من تفاءل بالنجاح نجح مع توفر ما سبق وقلناه ، ومن تفاءل بالراحة والسعادة حصل عليها بصورة أيسر وأكمل كالمريض الذي يحتاج للتفاؤل وإبعاد القلق لكي يتعافى ويشفى من مرضه وهكذا . فإن السوداوية والظلامية والهروب من الواقع ليست إلا حلولاً سلبية وذات نتائج مضرة يجب الابتعاد عنها قدر الإمكان ولو من خلال الاستعانة بمن هو أكبر وأخبر منك أو من خلال الرجوع إلى الله والدعاء أو من خلال الراحة المؤقتة والترفيه المشروع وما شاكل ذلك ليبعدك عن مشاكلك وعن ضغط العمل والحياة ومشاكلها . فالإكثار من العمل والتفاعل مع المشاكل يبعدك عن السعادة فكن عملياً حتى في راحتك وتجنبك الإنفعال مع المشاكل ، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا ) ، فنسأل الله أن يجنب الجميع ذلك والله ولي التوفيق .. اللهم فارزقنا السعادة في الدارين ورضاك يا ربّ العالمين . عبد الله مقتدى الصدر
التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 06-04-2021 الساعة 01:14 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |