![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم لعل أكثر فروع الدين العبادية ذكرًا في القرآن، هو : (الحج).. فقد ذكر في الكثير من الآيات القرآنية مع تفاصيل مهمة ودقيقة. وأول الآيات التي تأتي على ذكر الحج، هي التي تحدد وقت الحج، فقد قال تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجِّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ. فقد حددت هذه الآية وقت الحج ومقدماته بأشهر معلومات، وهي: شوال وذو القعدة وذو الحجة.. وورد عدم صحة الحج إلا فيها. وتتضمن هذه الآيات بعض أحكام الحج بل محرماته، وهي: فلا رفث.. ولا فسوق.. ولا جدال. وعلى الرغم من أن هذه الآية الكريمة أتت على ذكر وجوب الحج في قوله تعالى : فمن (فرض) فيهن الحج.. إلا أن هناك آية ثانية أكثر صراحة ودقة في وجوب الحج، فقد قال تعالى : ... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. فإن هذه الآية صريحة في وجوب الحج على المستطيع فحسب، إلا أن المهم أن نفهم بعض بنود هذه الآية الكريمة: البند الأول: قوله تعالى : ولله على الناس حج البيت.. فإنه وحسب فهمي أن الحج ليس مجرد فريضة أوجبها الله على المستطيع بل هي حق من حقوق الله على عباده، فإن الله سبحانه وتعالى لم يقل : كُتب عليكم الحج أو اذهبوا إلى الحج أو أتوا الحج أو أقيموه كالصلاة والصيام والزكاة وما شابه ذلك، بل قال: ولله على الناس حج البيت .. بمعنى: ولله حق على الناس أن يحجوا الى بيت الله الحرام، وعلى غرار ما ورد: الصوم لي وأنا أجزي به.. يمكن أن نقول: الحج لي وأنا أجزي به، فالحج سِفر وسَفر إلى الله سبحانه وتعالى، وهو من العبادات السنوية كالصوم بل والزكاة والخمس، لا اليومية كالصلاة فكأن الحاج يختتم سنته بالقصد إلى الله سبحانه وتعالى وهو ختام بالطاعة والولاء والإيمان والطهارة. كما لا ينبغي أن نغفل أن كل هذه الآيات القرآنية الكريمة التي ذكر الله فيها الحج وأحكامه مما ذكرنا أو سنأتي على ذكرها إنما جاءت بعد قوله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. والأذان هنا، وإن أريد به نداء خليل الله إبراهيم عليه السلام حينما رفع بيت الله الحرام في قوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، إلا إنه من الممكن أن يكون المراد منه هو النداء الخاص، وأعني به، إعلان رسول الله صلى الله عليه وآله وجوب الحج على المسلمين بصورة خاصة وبتفاصيل معينة، حيث ورد في أحاديث الإمامية ما نصه: خذوا عني مناسككم، وهو على غرار قوله صلى الله عليه وآله : صلوا كما رأيتموني أصلي ، وهو بمثابة إعلان لوجوب تلك العبادة. البند الثاني : قوله تعالى : من استطاع إليه سبيلاً .. وكلنا يعلم أن الاستطاعة شرط في أغلب العبادات كالصوم والزكاة.. وقد لا ينطبق هذا الشرط على الصلاة التي لا تسقط بأي حال. وحسب فهمي فإن ذكر هذا الشرط في الحج قد يكون من باب أن الحج هو العبادة الوحيدة التي تجب في السفر غالبًا إن جاز التعبير ، فيكون المعنى: أنه يجب الحج إذا استطاع الفرد من السفر إلى المسجد الحرام والكعبة المشرفة من غير أهل مكة. وهذا قد يجعل من الحج عبادة مميزة عن غيرها مما قد تقصر في السفر كالصلاة، أو مما يكون الإتيان بها في السفر مخالفاً للبر، فليس من بر صيام في سفر، وما السفر إلى الحج إلا قصد إلى الله وإيعاز بأن الطريق الى الله سبحانه وتعالى طويل وبعيد وشاق، وهو على غرار ما ورد عن مولانا وسيدنا أمير المؤمنين علي عليه السلام، حيث قال : آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ، وَطُولِ الطريق، وَبُعْدِ السِّفَرِ، وَعَظِيمِ المَوْرد. وعلى الرغم من أنه قيل : الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق.. إلا أن ذلك لا يجعل منها يسيرة أو قصيرة، وأن نهايتها واحدة وهي كهف محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله. فإن قيل: إن الله سبحانه وتعالى يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ به نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد. فهذه الآية تنص على قرب الله تعالى من العباد، وهو مخالف لبعد السفر. فنقول: إنه قريب من المحسنين بعيد عن العاصين، إنه تعالى قريب ممن قربه بعيد ممن أبعده، وأنه قريب معنويًا بعيد ظاهريًا.. فمن سلك مسالك العرفان اقترب إلى الله تعالى ومن سلك الظاهر وابتعد عن بواطن الأمور بعده. ورضا الله وإن كان يسيرًا، إلا أنه ورد : رضا الله رضانا أهل البيت، فلن يرضى الله تعالى إلا برضاهم ولن يرضوا عن أحد إلا إذا رضي الله عنه، ورضاهم صعب مستصعب كطريقهم. ثم إن هناك آيات قرآنية فيها ذكر لأحكام الحج وتفاصيله، منها قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. وغيرها من الآيات التي خصصت لذكر أحكام الحج التي لا يسعني ذكرها في هذا المختصر. إلا إنني أخص بالذكر قوله تعالى : لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ فإن هذه الآية تشير الى منافع دنيوية للحج كما فيه منافع أخروية.. وفي ذلك خلاف روائي، فقد ورد عن الباقر (عليه السلام) فِى قَوْلِهِ تَعَالَى لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ أَنَّهَا مَنَافِعُ الْآخِرَةِ. وورد أنها عامة للدنيا والآخرة، حيث ورد عن الصادق ( عليه السلام) عن الربيع بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَهُوَ يُطَافُ بِهِ حَوْلَ الكَعْبَةِ فِي مَحْمِلٍ وَهُوَ شَدِيدُ الْمَرَضِ فَكَانَ كُلَّمَا بَلَغَ الرّكنَ الْيَمَانِي أَمَرَهُمْ فَوَضَعُوهُ بِالْأَرْضِ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ كَوَّةِ الْمَحْمِلِ حَتَّى يَجُرَّهَا عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعُونِي. فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا فِي كُلِّ شَوْطٍ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) إِنَّ هَذَا يَشُقُّ عَليكَ، فَقَالَ: إِنِّى سَمِعْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ. فَقُلْتُ: مَنَافِعَ الدُّنْيَا أَوْ مَنَافِعَ الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ: الْكُلَّ. أقول : كل بحسب نيته ودرجته ومنزلته وقصده.. والله العالم. وأقول : كرم الله في بيت الله عام .. لكن اقصد واطلب أحسنه.. والسلام على أهل السلام ورحمة الله وبركاته. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |