![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم كمال الصوم قال السيد الوالد ( قدس سره ) في كتاب فقه الأخلاق : الصوم لغةً هو الإمساك ، وشرعاً : هو الإمساك عن المفطرات مع النية ، والإمساك : هو الكف عن أي شيء قد يرغب فيه الإنسان . . . الى آخر قوله ( قدس سره ) . وأكثر ما يلفت الأنظار في هذا التعريف هو قوله : ( الكف عن أي شيء قد يرغب فيه الإنسان ) ، فإن هذه العبارة تذهب بنا الى أبعد من الكف عن المفطرات المادية من الطعام والشراب وغيرها من الأمور المذكورة في الرسالة العملية ، ومن شاء فليراجعها . وخصوصاً إذا إلتفتنا الى أن ما يرغب إليه الإنسان قد لا يكون من ضمن هذه المفطرات بل هو أعمّ منها ، وهي غير محددة بالأمور المحرمة فحسب . فإن على الفرد أن يترك أموراً كانت محللة قبل صيامه مثل الطعام والشراب والجماع والارتماس وما شاكلها ، كما إنه يجب أن يترك الأمور المحرمة بالأصل سواء أكان صائماً أم مفطراً . . غاية الأمر إنها قبل الصيام لا تنتج إفطاراً محرماً ، وفي الصوم تكون محرمة بالأصل من ناحية ولكونها مفطرة من ناحية أخرى كالكذب على الله ورسوله مثلاً . كما إنه لا يجب على الصائم أن يترك الأمور المادية فحسب أعني المفطرات المذكورة في الرسالة العملية ، بل كل ما يرغب به كاللهو الزائد والاختلاط الزائد والغضب والغيبة والنميمة والتبذير والإسراف والاستماع الى الغناء والموسيقى المحرمة وما شاكلها مما قد ترغب بها النفس الإنسانية غالباً أو عادة . إلا إنه لا يقال : إن على الصائم ترك كل ما يرغب به من أمور ، كمعونة الفقراء وقراءة القرآن وما شاكلها مما تعوّد عليها أو يرغب بها ، فإن المقصود من كلمة ( يرغب بها الإنسان ، هي الأمور التي توافق الشهوات والملذات بصورة عامة ، وهي على مستويات : المستوى الأول : وهي الأمور المحرمة التي ليست من المفطرات المذكورة عند الفقهاء وفي كتبهم ورسائلهم ، كما في الكذب على الآخرين والغيبة والنميمة والغضب والنظر المحرم وغيرها من الأمور التسافلية المحرمة بعنوانها الأول . المستوى الثاني : الأمور المادية ، كالطعام والشراب مما ذكر في المفطرات التي يجب على الصائم تجنبها ، أو غيرها من الأمور كالنوم الزائد أو المنافي للعبادة لا سيما الواجب منها بل الأعم من ذلك ، أو مما لم يذكر كالتدخين أو الكلام الكثير وما شاكل ذلك . المستوى الثالث : الأمور المباحة ، كمتابعة التلفاز بغير المحرم أو مواقع التواصل الاجتماعي أو السياحة أو اللهو بصورة مفرطة ، كما قد تنطبق على الكسب الزائد من أجل الطعام والشراب وما الى غير ذلك . كما يمكننا أن نجعل مستوى آخر لذلك : وهو الأمور المضعفة عن الصيام الواجب ، كالعمل أو التعرّض للحرّ أو الحمّام المضعف أو مخالطة المفطرين أو القراءة أو ما شابهها . أما غيرها من الأمور المستحبة فضلاً عن الواجبة منها فهي غير مشمولة أكيداً ، ولا يجب على الصائم تجنبها على الإطلاق ما لم تك منافية للإتيان بالصيام ، كالعمل من أجل الإنفاق على العائلة أو الكثرة بالعبادات بحيث تضعفه عن الصيام وغيرها من الأمور . وحريّ بنا أن نذكر بهذا الصدد ملاحظة مهمة لا ينبغي إغفالها ، فإن الكفّ الواجب على الصائم على نحوين : النحو الأول : هو الكفّ عن الأمور المادية المحرمة والمحللة لغير الصائم دون الصائم ، كما في كافة المفطرات المذكورة في الرسالة العملية ، وهي غالباً مما تؤدي الى الجوع والعطش وما شاكل ذلك ، وقد تتسبب بضرر صحي على الصائم ، ولذا فإن الشرع الذي أوجب الصيام مع القدرة حرّمه على من يخاف الضرر من الصيام ولا سيما في ترك الأمور المادية التي ذكرت عند الفقهاء . النحو الثاني : الصوم عن الملذات المعنوية المحرمة والمحللة ، والتي غالباً لا تنطبق على الطعام بما هو ، بل تشمل ترك كل الملذات الأخرى مما ذكرناه سابقاً أو لم نذكره ، فالصوم كما قيل هو صوم الجوارح عن كل الملذات والطيبات التي يجب أن تحرِم نفسك منها لتكسب الثواب الدنيوي والجنة الأخروية والتكامل المعنوي . والنحو الثاني ، لا يمكن أن يكون ضررياً إلا في حالات قصوى ونادرة جداً ، فما الضير من ترك الكذب والنميمة والخديعة والعنف والحرب والإسراف والتبذير والظلم وغيرها من الأمور التسافلية المعنوية والعمل على إيجاد وفعل الأمور المعنوية التكاملية . إذن ، فمن لم يستطع الصوم في هذه الأيام ذات البلاء والوباء منكم أيها الأحبة وخصوصاً عن الطعام والشراب وغيرها من المفطرات المادية الفقهية ، فلا ينبغي عليه فعل الأمور التسافلية الأخرى المحرمة كشرب الخمر والظلم والنميمة وما يتوافق مع الشهوات والملذات ووساوس الشيطان ومكرهِ وحبائله وغروره وأمانيّه . فطوبى لمن صامت جوارحه عن المحرمات ، وطوبى لمن نهى نفسه الأمارة بالسوء عن الملذات ، وطوبى لمن شذب عقله عن الأفكار المنحرفة من هنا وهناك والتي تعصف بمجتمعاتنا من هنا وهناك ، وطوبى لمن حرّر روحه من الشهوات وصانها من الشوائب والأهواء . فقد ورد : روي جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبد الله : يا جابر ! هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعفّ بطنه وفرجه وكفّ لسانه ، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر . فقال جابر : يا رسول الله ! ما أحسن هذا الحديث ، فقال رسول الله : يا جابر ! وما أشد هذه الشروط . كما ورد أيضاً : صوم النفس عن لذات الدنيا أنفع الصيام . وكما قيل : صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبة في الأجر والثواب . وصوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم وخلو القلب عن أسباب الشر . وصوم القلب خير من صيام اللسان وصوم اللسان خير من صيام البطن . وصابروا أنفسكم على فعل الطاعات وصونوها عن دنس السيئات تجدوا حلاوة الإيمان. وغيرها من الأحاديث والروايات الواردة عنهم صلوات الله عليهم أجمعين ، مما يؤكد على أن الصيام ليس مجرد ترك للطعام والشراب فهو أبسط الصيام وأقلّه نفعاً . . فيا أيها الناس أطيعوا الله ولا تطيعوا شياطين الإنس والجن أو تطيعوا أنفسكم الأمارة بالسوء والتي تأمركم بالفحشاء والمنكر والبغي والضلال والسير خلف الشهوات والملذات . كتبه بتاريخ ۲۸ من شهر شعبان المعظم عام ١٤٤١ عبد الله مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |