اقرا اقرا ........صحيفة شارلي ايبدوا

الملف الشخصي · 22-01-2015, 10:29 PM

[align=right]هل اطبقت على الارض السماء ؟!
اختفت الشمس .....حل الظلام ....ما هو الوقت؟!
الساعة 10 صباحا ..........
اصوات لسيارات الاسعاف كأنها نساء تصيح بأعلى الاصوات ؟!
الساعة 10:15 صباحا ........
اربعة مسعفين حملوا محمد العراقي بائع متجول للصحف الفرنسية كان يستلم رزمة من تلك المجلة كل يوم وكل المعتاد
الساعة 11 صباحا في مستشفى قريب للصحيفة واصوات التلفاز في استعلامات تضج بالأعلام عن الحادثة
ممرضة :انه عربي
الطبيب :ابلغوا الامن
الساعة 12:30 ظهرا
يتسرب بعض من النور الى عيني محمد ولكنه يرى اناس بالأبيض والاسود
تطرق اذانه عدت اسئلة ((هل انت بخير ))((هل استطيع ان أسئلك بعض الاسئلة عن الحادثة ))
لم يفهما لأنها بالفرنسية وكان حديث العهد بالمهجر كما انه كان متعب
اليوم الرابع ....الساعة 10 صباحا يغادر محمد من مستشفى عسكري (حيث كان مشتبه به )
على عكاز (بعد ان بترت احد ساقيه من جراء سقوط الحائط الخلفي للبناية الصحيفة على احد رجليه)
وهو يرتكز على كتف اخيه الساكن منذ التسعينات باريس وكان سبب قدومه الى فرنسا بعد ان اجتاح داعش بلدته في تلعفر
محمد العراقي في الثلاثينات من العمر هرب من الارهاب بعد ان قتل الدواعش اسرته بعد ان رفضوا الانخراط في صفوفهم لقتال اخوتهم الشيعة وكان يرجوا في الغرب وخصوصا فرنسا بلد للحريات وبلد بعيد عن التنازع الطائفي والاثني
فلم تغادر صورهم الشوهاء مخيلته وكم يسيئون لسيرة الرسول الاكرم عليه السلام
بعد ايام الساعة 11 صباحا
اغلق محله الصغير وقرر ان يحضر المظاهرات الداعمة للصحيفة وهو يأمل كل قلبه ان لا تتغير فرنسا ((الحريات ))!!
تناسى تجريح ضباط التحقيق معه وكانت رجله المبتورة هي شفيعه الوحيد لغلق التحقيق معه ...وفي طريقه كان كل من مر به ولاحظ ملامحة الشرقية وابصره على عكازه ينظر اليه باحترام لاسيما ان التظاهرة جرت في الجادة التي يبيع فيها محمد العراقي الصحف
بعد ان انتهت التظاهرة وفي اليوم الثاني قرر محمد وكل اسرته من المهجرين الثأر من الارهابيين
ولكن بأسلوب حضاري وليس كما والأسلوب الهمجي الذي سبب الطائفية في العراق
قرروا ان يبيعوا الصحيفة هو وكل معارفه ذهب كل المعتاد الى فناء الصحيفة عرض الموضوع على الادارة استغربوا ذلك !!
قال محمد لا تستغربوا لقد قام الارهاب بقتل الكثير من ابنائنا في تلعفر في 2007 من السنة والشيعة وعندما ذهب وجهائنا من كل طوائف تلعفر الى علمائنا ومراجعنا لمواجهته وجهنا السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بحمل السلاح دفاعا ونشر الكلمة الطيبة كل طوائف المدينة وترك السباب لرموز كل الطوائف والتأخي والتعامل بالحسنى
ظلت علامات الدهشة والاستحياء على محيا مسؤول المبيعات الفرنسي (وكان هذا المندوب احد باحثي الصحيفة في الشأن العراقي )
التي لم يفهمها محمد
وبعد الحاح اخذ كمية كبيرة من الاعداد وعندما وصل الى ذويه وهو ينتشرون في الحي
انزلوا الدفعة الاولى فعندها قراء الجميع ذلك الرسم الكاريكاتيري وعباراته المسيئة للرسول الاكرم عليه السلام
علت وجوههم علامات الغضب ولكن محمد العراقي كان مستعجل فذهب بعيدا ببعض الاعداد وهو
يصيح كل معتاد: اقرا اقرا ........صحيفة شارلي ايبدوا
صاحوا عليه محمد محمد .... لا تبيع هذه الصحيفة
لم يسمعهم وحتى لم يعرهم بال ...لأنه كان فرح استذكر كيف كان يدور على بيوت اخوته في تلعفر ويطمئنهم
هو صاحبه الشهيد على التركماني أحد افراد سرايا جيش الامام المهدي عج التي ارسلها السيد مقتدى الصدر اعزه الله لحماية كل مكونات المدينة من كل الأعراق والأديان
قابله فرانسوا "رجل فرنسي في ستينات من العمر كثير ما يشتري من محمد العراقي الصحف نظر باستغراب !!
ها .محمد متى خرجت من المستشفى؟
اجابه: قبل كم يوم
قال محمد الا تشتري الصحيفة؟
اجابه فرانسوا: لا .لا لا ........تعجب محمد العراقي
قال: لماذا ؟!
قال: فرانسوا الم تقرأ الصحيفة !!
(فرانسوا رجل فرنسي مسيحي متدين خبرته الحياة ومن أبناء فرنسا المحترمين الذين يعكسون الجانب الحضاري لبلده)
قال محمد: انت تعلم أنى لا اجيد الفرنسية !!
عندها وصل اليه أحد أبناء أخيه قال له عمي لا تبيع انهم يسيئون للرسول الاكرم محمد ابن عبد الله رسول الله جل جلاله
وقعت هذه الكلمات على كاهل محمد العراقي كأنها الحجارة اسقطته ارضا لقد مر امامه شريط أراد ان ينساه وظن انه لن يراه في فرنسا الحضارة .... كل ذلك السباب والاساءات التي اشعلت الحرب الطائفية في العراق وجد نفس تلك العقلية
في فرنسا!!!!
راح يتلمس رجله المبتورة لم تألمه كما الان
جمعوا تلك الوريقات لتلك الصحيفة وحمل محمد وهم يهمون بالمغادرة قال بعضهم نحرقها قال بعضهم نرميها في النهر
كان محمد العراقي باهت باتوا ليلتهم ظل بيت محمد العراقي ساخط كيف انهم اول ضحايا الإرهاب وكيف ان إدارة الصحيفة تحمل مسؤولية ذلك الإرهاب الى رسول السلام محمد بن عبد الله عليه السلام كان الموقف يحتاج رد ولكن ما هو ؟؟!!
قام محمد العراقي وقال سنستمر بحملتنا ولكن سنطبع منشور بسيط نشرح حادثة الصحيفة واسبابه فنظهر مظلوميتهم وفي نفس الوقت ننتقد تلك العقلية التي تنتقص من شخصية الرسول الاكرم عليه السلام
الساعة: السابعة صباحا
سيارة حمل تقف اما فناء الصحيفة يستقبله ممثل المبيعات وتعلوا وجنتيه بعض الحمرة وبدون ان يتكلم محمد
قال: فرنسا وصحيفتنا ليس كلها تفكر بطريقة واحدة
محمد العراقي ينزل رزم الصحيفة: لقد علمتني صحيفتكم ان الإرهاب فكر لا يوجد فقط في عقول قاطعي الرؤوس !
وبعد ان انزل كل ما اخذه :لقد تعلمت ممن حمانا من اخوتنا العراقيين في جيش الامام المهدي عج قبل ان يجتاحنا الإرهاب ان اقوى سلاح لحرب التطرف هو التعقل وليس التطرف
ابلغ إدارة الجريدة أنى سأبيع منشور يشرح ملابسات الحادثة وانتقد سياسة الانتقاص من الرسول الاكرم عليه السلام
اجابه مندوب المبيعات بشيء من التهكم ((لأنهم باعوا الكثير من النسخ وكل العالم صنف معهم او عليهم)
كم نسخ طبعت ؟؟!
وكم ستبيع ؟؟!
اجابه محمد العراقي ((متجاهل كلماته)): سأخرج بعكازي وبصوتي لأصيح في شوارع باريس على منشوري
وكل من لديه عقل وقلب سيرى واقعي ويفهم صدق منطقي ففرنسا مجتمع انساني لابد ان يعلوا على التطرف

[/align]