الرحمة

عند مشاهدتي لاحدى افلام عالم الحيوان استوقفني مشهد ان نمرا كان جائع فخرج للصيد ولاحت له فريسة فهم بالانقضاض عليها ليفترسها فكانت هذه الفريسة وهي انثى حامل فمن شدة خوفها طرحت مافي بطنها وماتت وكان مولودها على قيد الحياة فما كان من النمر الجائع الا ان ينظر الى هذا المولود وينشغل به وينسى جوعه وينسى غريزته المفترسه وتاخذه الرافة بهذا المولود الصغير وياخذه الى حيث يعيش ويطعمه ويربيه ويخاف عليه من السقوط والاذى كما يخاف على اطفاله فعجبا لهذه الظاهرة اذا ما قورنت بما يحصل الان وخاصة في بلدنا الحبيب من تفجر وقتل للاطفال وتفخيخ قرب مدارس الاطفال وكانهم وحوش لا رحمة ولاشفقة لديهم بل حتى الوحوش في بعض الاحيان تاخذهم الرحمة على الصغار فسبحان الله هذا النمر المتوحش ينسى جوعه وغريزته المفترسة عند هذا الموقف ولكن بني البشر الذين فضلهم الله على العالمين يكونوا في بعض المواقف اتعس واشرس من الحيوانات المفترسة وكما قال الله تعالى انهم كالانعا م بل اضل سبيلا فسبحان الله من هكذا عقول ميتة ومتحجرة التي وصل الحال بها الى هكذا بحيث صارو اتعس من الحيوان فانا لله وانا اليه راجعون