![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
|
![]()
نعم إنها نملة ولكنها قد نطقت وتصرفت من منطلق الحكمة , إنها نملة سليمان التي شاء الله سبحانه وتعالى أن يعرفنا منطقها وحكمتها من سليمان نفسه الذي علمه لغة الحيوان , والطير , والحشرات وسائر المخلوقات. يكفي ياأخي أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى قد سمى سورة كاملة من سور القرآن آياتها 93 آية بسورة النمل , رغم أن ذكر النمل هنا لم يرد إلا في جزء من آية من كل هذه الآيات .. !! فهل يحتاج الأمر منا وقفة ولو قصيرة أمام هذه الكلمات التي وردت في القرآن لنتعلم منها ونأخذ الدروس والعبر . قالت نملة : بداية وقبل البدء في سرد الدروس العظيمة , علينا أن نرجع إلى السياق العام الذي ورد فيه الموضوع في القرآن كما هو , قال تعالى : ![]() ![]() وهذا هو ما نستشفه من موقف النملة التي أمامنا ,فإنها تؤدي الدور المنوط بها على خير وجه ممكن , أقل ما يمكن أن نصفه به أعلى درجات الإتقان , ذلك الإتقان الذي يصل إلى تحقيق الهدف بكفاءة وفعالية , فلقد أنذرت قومها في الوقت المناسب وأنقذتهم من كارثة محققة لولا ما قامت به بإخلاص وإتقان الدرس الاول : اليقظة والانتباه والالتزام : وهما من أهم متطلبات نجاح القيام بمثل ذلك الدور الذي أدته النملة في الموقف الذي أمامنا , فبدونهما لا يمكن تصور أداء كامل للدور , بل إن غفوة أو غفلة واحدة قد يترتب عليها هلاك كامل ودمار ماحق , ومن ثم فإن من دواعي الإتقان والإحسان أن يكون كل فرد في قيامه بالدور المنوط به على أعلى درجة من درجات اليقظة والانتباه وبشكل كامل ومستمر , فهو إنما يقف على ثغر من الثغور التنظيمية ![]() ![]() فالخلل من قبل فرد أو بضعة أفراد لا يعود بالضرر عليهم وحدهم فقط وإنما يعود بالضرر والخسران على الكل , ولقد كان في موقف بعض الرماة يوم أحد أعظم دليل على هذا الدرس في اليقظة والانتباه والالتزام التام ... الدرس الثاني: الهمة والإرادة العالية : نفهم أن كل أمر عظيم يحتاج إلى همة وإرادة عالية لإتمامه , وأعدى أعداء النفس ضعف الهمة والإرادة لذا يقول الشاعر : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ويقول تعالى ![]() ![]() من هنا نعلم أن وراء تصرف النملة وإخلاصها وإصرارها والتزامها همة عالية , وإلا لكان التسليم والقعود والكسل لأي سبب مهما كان تافها . الدرس الثالث: العزيمة الماضية : إذا كانت الهمة إعداد العدة ووضع الخطة والأخذ بكافة أسباب النجاح لأداء مهمة معينة , فإن العزيمة يقصد بها شدة المضاء وعدم التردد عند التنفيذ لأي سبب من الأسباب المقعدة عن العمل " 00 ![]() ![]() وقديما قال المتنبي : إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا ويتضح من موقف النملة أنها ليست فقط ذات همة عالية في الأخذ بالأسباب وإنما هي تنهي ما بدأت وتواصل الجهد لتنفيذ مهمتها لآخر مدى ولا يوقفها شيء عن تحقيق تلك المهمة ولو كان فيه نهاية لحياتها , وهذا من عزائم الأمور التي قد لا نراها تتوافر لدى الكثير فلو أن النملة ترددت ولو برهة أو تباطأت لما استطاعت أداء مهمتها في إنقاذ قومها من هذا الخطر المحدق , وسوف يوضح هذا المعنى الدرس الثاني والمتعلق بالتضحية. الدرس الرابع : التضحية وإنكار الذات : لا عمل بلا إتقان وجهاد , ولا جهاد بلا تضحية وكل غاية أو هدف نبيل لا شك يحتاج إلى جهاد وتضحية في سبيله , والتضحية تكون بالوقت أو المال أو بالنفس وهو أعلاها , وكلما زاد إخلاص الفرد لعمله وإيمانه برسالته وقويت همته وعلت عزيمته فإن استعداده للتضحية في سبيل هذه الغاية يكون في أوجه . ولعل ذلك يحتاج درجة عالية من الانتماء بل من الالتقاء بين كل من أهداف الفرد واخوانه لدرجة الانصهار والنملة باعتبارها أحد أفراد جنسها المكلفين فيما يبدو بأداء مهمة معينة أقرب ما تكون إلى الاستطلاع أو الإنذار المبكر , وقد أبدت أعلى درجات التضحية في سبيل قومها , حينما سارعت بكل ما تملك من قوة ضعيفة أمام سليمان وجنوده لتنذر قومها قبل أن يدهمهم , منادية عليهم ومرسلة بإشارات ورسائل لهم , وسليمان – لحسن حظها يسمعها – وكان بوسعها أن تنتحي جانبا ولا تفكر إلا في إنقاذ نفسها مبررة ذلك بأنها إذا سارت لإخبار قومها في نفس خط سير الجيش , فإما أن يدهمها وإما أن يصل قبلها ولا تتمكن من الإبلاغ في الوقت المناسب على أية حال , واختارت هي المخاطرة في الاستمرار لإبلاغ قومها بالسير في نفس خط سير واتجاه الجيش , مما يدل على التضحية العالية وإنكار الذات , وأي درس عظيم هذا , ولحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى أظهر لنا هذا المنطق بفهم سليمان عليه السلام لغة ومنطق الحيوان وليس مجرد كلامه ولكن منطقه وحكمته التي أجراها الله له . الدرس الخامس : النظام وتقسيم العمل : كلنا يعرف إلى أي درجة يتميز النمل بالنظام والترتيب وحسن التدبير, بل والتخطيط للمستقبل , وفي هذا الموقف نستنتج كم هناك من نظام وتقسيم للعمل والمهام والمسئوليات, فكأن هذه النملة منوط بها أمر معين وهو مهمة الحراسة والاستطلاع من بعد للإنذار والتنبيه ضد أي مخاطر قبل وقوعها بوقت كاف , فهذه النملة كما ذكر في القرآن نملة , مجرد نملة عادية ليست زعيمة النمل ولا رئيسة " قالت نملة " وإنما هي تؤدي مهمة كغيرها , الذي يقوم كل منهم بمهمة ينشغل بأدائها ويتعاون مع الآخرين في تنفيذها إذا تطلب الأمر ذلك , . الدرس السادس : إدارة الأزمات : هذا الدرس من الدروس المهمة جدا في إدارة الأزمات والكوارث حيث يعتبر أهم مبدأ في إدارة أي أزمة هو تجنب حدوثها من الأصل . ولا يمكن ذلك إلا من خلال سيناريو متوقع للاحتمال الأسوأ , بإثارة سؤال ماذا لو حدث الأسوأ ؟ والأسوأ هنا هو قدم مجموعة كبيرة من البشر تسير في اتجاه مملكة النمل دون قصد تحطم كل ما فيها ومن فيها , وهذا يمثل كارثة بكل المقاييس بالنسبة لهم , ومن ثم كان لابد من العمل على تقليل احتمال وقوع مثل هذا الأمر , وتقليل الخسائر المترتبة عليه إن وقع قدر الإمكان , والأفضل في هذه الحالة هو أن يتم العمل على محور الاحتمال وذلك بإنشاء محطات للإنذار المبكر وقراءة نذر الأزمة قبل وقوعها بوقت كاف والاستعداد لها . ونفهم مما قامت به النملة في هذا الموقف أنها قد قامت بأعظم إنذار مبكر لتنبيه قومها باحتمال خطر مؤكد قادم , حتى وإن كلفها ذلك حياتها , كما سبق أن ذكرنا , كما أن هناك احتمال لأن يكون سليمان وجنوده في سيرهم في الاتجاه الذي رأته النملة أقرب إلى تدمير مملكة النمل وكذلك من المحتمل أن ينحرفوا عنها أو يبتعدوا لأي سبب من الأسباب . كل ذلك وارد , ولكن النملة لم تدع الاحتمالات الأخرى تسيطر عليها وتقول مثلا : ستمر الأمور بخير بإذن الله وربنا يسلمها ... فقط , وإنما اتخذت سبيل الإنذار المبكر من خطر محدق حتى تتجنب الأسوأ في حالة حدوثه ... الدرس السابع : المبادرة : وروح المبادرة هنا تظهر بشكل واضح في السعي لأداء المهمة دون انتظار أو تواكل على غيرها أو انتظار لسواها كي يقوم هو بالمهمة , قائلة مثلا لماذا أنا , ولكنها تجردت لقيام المهمة متمثلة قول طرفة بن العبد في معلقته : " إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد " الدرس الثامن : الإنجاز: فإذا كانت المبادرة هي قمة الإقدام بفكرة أو الاستعداد لأداء مهمة , فإن الإنجاز هو الوصول بها إلى دائرة التنفيذ والتمام وكلاهما " المبادرة والإنجاز" روح الاخوة هو ما فعلته النملة تماما , فبادرت وأنجزت . الدرس التاسع : الشعور بالمسئولية فما كان لكل ما سبق أن يحدث دون وجود درجة عالية من الإحساس بالمسئولية التي تستشعرها نملة ربما في أسفل الهرم التنظيمي من عموم النمل , وكأنها المسئول الأول عن قومها , , فهل نحن كذلك؟ وهل نعمل لكي نكون مثل النمل ؟! وهل أدركت الآن لماذا توجد سورة في القرآن باسم النمل والحمد الله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة سلام ; 16-01-2012 الساعة 09:44 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
وما خفي كان اعظم موفق بأذن الله على الموضوع الرائع جعله الله في ميزان حسناتك[/rainbow]
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
اشرت الى عظم التخطيط اللاهي وكيف دلت الايات الكريمة على مكانة الانسان في كون ومخلوقات ونظم ما لم يكن ملتفت اليه مقالتك رسالة اعتبار قرأنية بمتياز لا حرمنا الله قلمك المميز اخي الفاضل
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
وننتظر الجديد من المواضيع التي من نتاج قلمك فنحن نطمح ان تكون مواضيعنا متجددة تقبل اعتزازي
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |