بين تغييب الامام الكاظم في السجون وغيبة الامام المهدي عليهما السلام "

الملف الشخصي · 13-05-2015, 12:43 PM

بين تغييب الامام الكاظم في السجون وغيبة الامام المهدي عليهما السلام "
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اود في هذه الكلمات الخجلة ان اعرض الشيء البسيط حسب عقلي القاصر، عن بعض اوجه التشابه بين سجن الامام الكاظم وغيبة الامام المهدي عليهما السلام طالبا بذلك رضوان الباري جل جلاله ومغفرتهم وعطفهم علينا وتسديدهم لنا عسى الله ان يتقبل منا بأحسن قبول بحق محمد وال محمد واقول بعد التوكل على الحي القيوم:
ان في سجن الامام الكاظم عليه السلام مظلومية كبرى بحق الانسانية اجمع وحرمان كبير للمجتمع من فيوضاته الالهية وهذا بطبيعة الحال بسبب ذنوب ومعاصي المجتمع الذي لا يستحق الفيوضات المعصموية والمناهل الروية.
ان غيبة الامام المهدي روحي وارواح العالمين له الفداء ايضا مظلومية كبرى بحق الانسانية اجمع وحرمان كبير للمجتمعات من فيوضاته الالهية وروحه القدسية, وكذلك المجتمعات لا تستحق الفيوضات الربانية وهذا بسبب الذنوب والمعاصي.
ان الامام الكاظم عليه السلام في السجن كان بعيدا عن اتباعه ومحبيه المخلصين فكان هذا البعد موضع اختبار وامتحان لهم، وهنا يأتي الدرس او العبرة للفرد المؤمن كيف يعمل ويثبت وينجح وامامه ليس معه ظاهرا؟
ان غيبة الامام المهدي عليه السلام اختبار وامتحان لأتباعه ومحبيه المخلصين فكذلك درس وعبرة للفرد المؤمن كيف يعمل ويثبت وينجح في غيبة امامهم وقائدهم الفعلي الحجة بن الحسن عليه السلام.
ان الامام الكاظم عليه السلام عندما سجنه الجلاوزة لعنة الله عليهم ظناً منهم سوف يحجبون نور الهداية عن المجتمع ولكن رغم ما فعله الظالمين كانت الهداية لا تفارقه وخير شاهد على ذلك الجارية التي أرسلها هارون العباسي وبعدها أنفذ هارون خادماً له الى السجن ليتفحص عن حال الجارية، فلما انتهى إليها رآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها وهي تقول في سجودها: قدوس، قدوس.
في غيبة الامام المهدي عليه السلام ارادوا الظالمين ايضا يحجبوا نور الهداية عن المجتمع من خلال بث الشبه في بعض العقول الساذجة انه لا يوجد اي نفع من امام غائب ولكن اقرأ هذه الرواية: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته ، فقال : ( إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب ) ( إكمال الدين 1 / 253 ) .