صورة من صور حقيقة الانتماء

كان سيدنا سلمان المحمدي باحث عن الحق والحقيقة ، واخذ منه البحث عقود من الزمن تغرب خلالها في البلدان ، وبعد جهد وجهاد وصل الى الهدف والتقى بالمصطفى الخاتم واهل بيته النجباء (صلوات الله عليهم اجمعين)
وهذه الرحلة في سفر التكامل مع انها طويلة وشاقة وتكللت بالظفر والوصول الى المطلوب، الا انها اعلنت عند بدأ الرحلة الاصعب والاهم!
فما هي هذه الرحلة الاصعب والاهم ؟
الجواب :
هو الثبات على النهج القويم والصراط المستقيم حتى تلتحق النفس بباريها (جل جلاله)
وخلال هذه الفترة (من الوصول للهدف وحتى حسن الخاتمة)، قد يراود البعض هذا السؤال او قد يسمعه من بعض اخوانه في مسيرة التكامل وهو:
هل انا على خير؟
ومما يقصد به (على سبيل المثال):
انه هل انا حقيقة مسلم؟
او ، هل انا حقيقة مؤمن؟
او ، هل انا حقيقة شيعي؟
او ، هل انا حقيقة صدري؟
او ، هل انا حقيقة في جيش الامام(عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟
او ، هل انا حقيقة في ....؟
وهذا ما بودي التعرض له في هذا المقال واسأل الباري ان يعينني انه هو المعين.
مما سبق في اعلاه نجد ان الفرد السائل قد وقف على درجة معتد بها من اليقين بجهة الحق التي يرى انه وصل اليها ومع ذلك راوده هذا التساؤل ؟
وهنا لا اريد الدخول في بحث دواعي هذا التساؤل واسبابه واختلافه من فرد لآخر ولكن يؤخذ السؤال بصورة عامة ومحاولة عرض صورة من صور الاجابة المختصرة عليه ، وكما يلي :
1ـ ان الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره ، لان علم الانسان بنفسه حضوري
2ـ ان دين الاسلام قد حوى في منظومته الالهية كل ما يحتاج اليه الانسان وخصوصا في مسيرته التكاملية ، ففي دين الاسلام اوصاف المسلمين وعلاماتهم واوصاف المؤمنين ودرجاتهم .....
اذن (وعلى سبيل المثال)
كل من دخل الاسلام صادق النية محب للحق مستعد للتضحية من اجله، ويحاول قدر الامكان ان يتصف بصفات المسلمين مهتما بامورهم ، ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ، يسارع بالاستغفار ويتدارك نفسه بالتوبة دائما ....كل هذا وغيره الا يجعله من المسلمين وان الله (جل جلاله) يمن عليه بروح الايمان ليرتقي من يرتقي بعد ذلك في سلم درجات التكامل بتوفيق الله وتسديده وبقيادة المصطفى الخاتم محمد واهل بيته (صلوات الله عليهم اجمعين)وان الله جل جلاله يطمئنه بين الحين والآخربطرق متنوعه انه على خير
اما من دخل الاسلام متذبذب النية غير مستعد للتضحية الحقيقية من اجل الحق واهله ولايسارع بالاستغفار ومهمل للتوبة ويسمع لنفسه الامارة والخبيث ابليس ويطيعهما احيانا كثيرة ...كل هذا وغيره الا يجعله خارج خانة المسلمين ومن هؤلاء من كشفت الاختبارات حقيقته لعامة المسلمين ومنهم من خفيت حقيقته لعامة المسلمين ، ولكنهم مكشوفين في محضر الله يقينا ومكشوفين عند المعصومين(عليهم السلام) واتباعهم المخلصين (قدس الله اسرارهم) بفضل الله(جل جلاله)
عليه فان ابليس ليس من زمرة الملائكة ولا من الزمرة المسلمين ...قبل اختبار السجود لنبي الله آدم عليه السلام وان كان جملة من الملائكة يعتبرونه منهم وهو بمكره قد اخفى حقيقته عنهم
فلما حان موعد اختبار السجود لنبي الله آدم عليه السلام تم كشف هذه الحقيقة
اذن حينما لا يتصف الفرد باوصاف المؤمنين او الشيعة او الصدريين او جيش الامام(عليه السلام)او ...
فهو خارج عنهم سواء اخبر بذلك ام لا
انما الاخبار بذلك فقط من باب كشف لهذه الحقيقة
وقد تقتضي المصلحة عدم كشف هذه الحقيقة ، ويظن ذلك البعيد انه خاف عن الناس ، ولكنه حتما سوف يفتضح وتكشف حقيقته بالاختبارات اللاحقة