البيعة العامة

بسم الله الرحمن الرحيم
(اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم )
البيعة العامة
إن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ منا العهد والميثاق أن يبلغ الحاضر الغائب ماقاله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك اليوم , وأن نخبر به أبنائنا وأقاربنا .ونحن اليوم ننادي : يارسول الله , نطيع أمرك , ونسعى بكل ما أوتينا من وسائل التطور الحديثة لنشر أخبار
واقعة البيعة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام ), لأن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) شامل لكل زمان ومكان , حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك : ((فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة)).وهذه فقرة من خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )المباركة في يو البيعة.
وبعد أنتهاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) من خطبته ضج الناس قائلين : (( نعم , سمعنا وأطعنا لأمر الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وأيدينا )).
ثم إنهم تزاحموا على النبي وأمير المؤمنين (عليهما السلام ) وتسابقوا إلى التهنئة بهذه المناسبة . ومن أجل تأكيد البيعة شرعيا ورسميا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد الأنتهاء من الخطبة أن تنصب خيمتان : أحداهما خاصة به والخيمة الاخرى خاصة بأمير المؤمنين ( عليه السلام ), وأمر بالجلوس فيها وأمر الناس بأن يهنؤو ه ويبايعوه .
وأقبل الناس مجاميع , كل مجموعة تدخل أولا إلى خيمة الرسول الأعظم ويبايعونه ويباركون له هذا اليوم , ثم يذهبون إلى خيمة أمير المؤمنين (عليه السلام ) ويهنؤونه ويبايعونة بخلافة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والإمامة من بعده , ويسلمون عليه بإ مرة المؤمنين.
واستمرت هذه المراسيم ثلاثة إيام حتى شارك المسلمون جميعهم في البيعة .
وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )النساء كذلك بالبيعة لعلي (عليه السلام ) بأمرة المؤمنين وتهنئته , وقد أكد ذلك بصورة خاصة على زوجاته وأمرهن أن يذهبن إلى خيمته ويبايعنه !
فأمر رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم ) بأحضار إناء كبير فيه ماء , وأن يضرب عليه بستار بحيث أن النساء كن يضعن أيديهن في الإناء خلف الستار , وأمير المؤمنين علي (عليه السلام ) يضع يده في الإناء من الجانب الآخر ,وبهذه الصورة تمت بيعة النساء .
حدثت في أيام الغدير الثلاثة وقائع أكدت أهميته , وهذه تفصيلها : أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) مناديه أن يمشي بين الناس ويكرر عليهم جوهر بيعة الغدير بهذه العبارة : (( من كنت مولاه فهذا علي مولاه , اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه , وأنصر من نصره وأخذل من خذله )).
أهدي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم )في يوم الغدير عمامته التي تسمى (السحاب ) لأمير المؤمنين (عليه السلام ) ووضعها على رأسه و ألقى بحنكها على كتفه , على ماكان من عادة العرب عند إعلان رئاسة شخص .
وفي ذلك اليوم تقدم حسان بن ثابت الشاعر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأستأذنه أن يقول شعرا بمناسبة الغدير . فأذن مؤذن (صلى الله عليه وآله وسلم ) له وألقى حسان أول قصيدة عن الغدير في ذلك المكان لتبقى سندا حيا وتأريخيا للواقعة .
وظهر جبرئيل في يوم الغدير بشكل رجل حسن الصورة طيب الريح واقفا بين الناس وقال :
إنه عقد له عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله الكريم . ويل طويل لمن حل عقده !
وفي اليوم الثالث من الغدير جاء رجل من المنافقين وقال : (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ).
فرماه الله بحجر ,سقط على هامته وخرج من دبره فقتله , وأنزل االله تعالى : (( سأل سائل بعذاب واقع)) وبهذه المعجزة ثبت للجميع أن بيعة الغدير صادر عن منبع الوحي , وأنه أمر من الله عز وجل .
وهكذا تمت مراسيم البيعة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام ) في ثلاثة أيام وعرفت بعد ذلك ب((أيام الولاية ))وبقيت أحداثها راسخة في الأذهان .
ثم توجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى المدينة بعد أن أوصل أمانة النبوة إلى مقصدها , وتوجهت جموع المسلمين والقبائل إلى مناطق ديارهم .
وسرعان ما أنتشر خبر البيعة في المدن والمناطق وتسامع الناس ببيعة الغدير وخطبتها , وبذلك أيضا أتم الله تعالى حجته على عباده كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام ) : (( ما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ترك يوم الغدير لأحد حجة ولا لقائل مقالا )) .
ونسأل الله أن ينصر الحق وأهله المتمثل بآل الصدر الكرام وأن يحفظ القائد المجاهد مقتدى الصدر (دام ظله الوارف)من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وأن يحرس المجاهدين العراقيين في سوح القتال بعينه التي لاتنام وأن ينصرهم ويسدد خطاهم .
والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
(اللهم صل على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم )
المصدر : كتيب (النص الكامل لخطبة النبوية المباركة في غدير خم ).

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
شكرا على المساهمة موفق للمزيد من العطاء المتواصل

في مقطع من خطبة الغدير تطرَّق النبي (صلى الله عليه وآله) إلى ذكر الإمام المهدي أرواحنا فداه، فذكر أوصافه وبشَّر العالَم بالعدل والقسط على يده، فقال: ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون وهادمها. ألا إنه غالب كل قبيلة من أهل الشرك وهاديها.
ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله. ألا إنه الناصر لدين الله.
ألا إنه الغَرّاف من بحر عميق. ألا إنه يَسِمُ كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله. ألا إنه خيرة الله ومختاره. ألا إنه وارث كل علم والمحيط بكل فهم.
ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمشيِّد لأمر آياته. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المُفوَّض إليه.
ألا إنه قد بشَّر به من سلف من القرون بين يديه. ألا إنه الباقي حجةً ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ولا نور الا عنده.

اللهم صَل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وأَلْعَن عدوهم
أحسنتم على المشاركة
اللهم اجعلنا ممن بايعوا أمير المؤمنين عليه السلام
في الدنيا والآخرة

اللهم صَل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وأَلْعَن عدوهم
أحسنتم على المشاركة الطيبة