![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسمه تعالى تربية قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. فلقد أبدع الله إبداعاً في خلقه، فخلق الإنسان من تراب إلى تراب وبين هذا وذاك جعل له مراحل يمر بها في حياته ضمن طفولته إلى كهولته يعيش الإنسان تلك المراحل بصعوباتها وبلائها ويسرها وسعادتها وحزنها وعسرها وما إلى غير ذلك. وما يهمنا في هذا المقال هو فترة ( الطفولة ) التي يمر بها الإنسان. وإنما خصصت تلك المرحلة عن غيرها من المراحل كمرحلة الشباب ومرحلةالكهولة، لأهميتها من عدة وجوه: الوجه الأول: إنها مرحلة جوهرية لبناء الإنسان وصقله من جميع النواحي العلمية والأخلاقية والنفسية والدينية والعقائدية وما إلى غير ذلك، ولذا ورد في الحكمة: (مَن شبّ على شيء شابَ عليه)، بمعنى من ترعرع على شيء معيّن سار معه إلى مرحلة كهولته وفي شيبه إن جاز التعبير بل إن ذلك قد يكون أمراً تكوينياً وليس أمرا تربوياً فقط، ولذلك ورد في الحكمة: (العلمُ في الصِغر كالنقش على الحَجر) والمنقوش على الحجر يصعب زواله سواء في ما تعلمه من علوم أو حتى في مظهره العام وفي أقواله ومشيته وصقل أفكاره ونظرته لما حوله. الوجه الثاني: إنهم يتصفون بالضعف البدني والفكري لأنهم في مقتبل عمرهم،ولعل مصيرهم بيد غيرهم وليس لهم من الأمر شيء، فالأطفال غالباً مايتأثرون بما حولهم، فلا يستطيعون أن يميزوا بين الخطأ والصواب إلا من خلال التربية والتعليم وخصوصاً في الأمور غير الفطرية التي فطر الله تعالى الناس عليها كالجوع والعطش والبكاء في حالات معينة وما شاكل ذلك. ومن هنا يجب الاعتناء بهم وخصهم من دون المراحل العمرية الأخرى، فتلك المراحل يتصف أصحابها بالفهم والتمييز والقدرة على درء الخطر وما إلى غير ذلك. الوجه الثالث: إن الأطفال بمثابة نواة المجتمع وفيض وجوده ومنه تنبثق العوائل والأنساب والأقوام شيئاً فشيئاً، فإن صلحوا صلح من يخلفهم ويأتي من بعدهم . وعليه فلا بد لنا من أن نوضح في هذه المرحلة المؤثرات والعوامل التي تصقل الطفل وتفيض عليه بالخير والأخلاق والعلم وما شابه ذلك، ومنها: العامل الأول: الأم. لذا ورد: (تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ؛ فَإنَّ الْعِرْقَ دَسّاس) فإن لشخصية الأم أثراً كبيراً في صقل الطفل بل وحتى لبنها الذي ترضعه لطفلها، حتى قال الشاعر: لاعذّبَ اللهُ أمّي انّها شرِبَتْ حُبّ الوصيّ وغذّتنِيه باللبَنِ وخصوصاً إن الأم في أغلب المجتمعات هي من تباشر تربية الطفل لا من خلال الإرضاع بل في الكثير من متطلبات الحياة، وبالتالي فإن الطفل سيتأثر بأمه غالبأ دون أبيه أو إخوته أو غيرهم من القرابات. العامل الثاني: الأب والإخوان، فالطفل غالباً ما يتتبع تصرفاتهم ويستمع إلى كلامهم وأوامرهم من حيث إنه يشعر بهم أنهم أخبر منه في الحياة وأكثر معرفة فيحاول التعلم منهم سواء أكان ما يصدر منهم صحيحاً أم لا. العامل الثالث: البيئة أو الحالة الإجتماعية، فإن لها تأثيراً كبيراً على الطفل وأفكاره وتوجهاته، كالفقر والغنى والتدين والانحلال أو البيئة المدنية أو القروية وما إلى غير ذلك مما ينمو ويترعرع الطفل في كنفه وأحضانه المعنوية. العامل الرابع: الأصدقاء والأقارب وكل من هم حوله في مراحل طفولته ممن يتأثر بهم وبأفعالهم وأقوالهم. ومن هنا يجب على كل الذين يباشرون ذلك الطفل ويعايشونه التقيّد الشديد في أفعالهم وحركاتهم وسكناتهم وأوامرهم ونواهيهم وفي شتى تصرفاتهم، فإن كل ما سيفعلونه فإن الطفل سيحاول فعله أيضاً، لذا على من حوله تجنب الخطأ أو الأشياء السيئة لكي لا يفطن الصغير لها. كما إنه ينبغي عليهم مراعاة شعوره ومتطلباته وميولاته النفسية وهواياته قدر الإمكان، فإن كانت صحيحة فعلى الوالدين تغذيتها وتنميتها تدريجياً لكي تنمو موهبته وأفكاره بصورة صحيحة ومن دون زلل أو خطأ. نعم، يقع على عاتق كل من حوله بصورة عامة والأبوين بصورة خاصة المسؤولية الكبيرة في تربية الطفل بصورة صحيحة لكي يكون قادراً على مواجهة الحياة بحلوها ومرّها من جهة وعلى تربيته على الأخلاق الحسنة والأفكار الصحيحة والعقيدة المطلوبة وغيرها من الأمور. وكل ذلك لا يكون بالإكراه والإجبار والضرب والعنف المفرط، كما هو منتشر في مجتمعاتنا مع شديد الأسف، بل إن هناك فهماً خاطئاً وهو استعباد الأب لإبنه وأنه بمثابة مالك له وخادم له، فلا يربية إلا على خدمته، فإن استغنى الأب عنه لأي سبب كان ترك ابنه سائباً في الشوارع من دون الالتفات إليه أو إلى أصدقائه ونادرا ما يلتفت إليه أو إلى حاجاته من غير الطعام والشراب بل أعني تطلعاته ومشاكله ومخاوفه وأفراحه وما إلى غير ذلك. كل تلك الأمور خاطئة بل لعلها تكون محرمة،فالضرب بلا سبب وبصورة عنيفة أولأسباب تافهة لا يخلو من إشكال شرعي وأخلاقي بل وتؤدي إلى صقل الإبن الصغير على هذا العنف وعدم الاكتراث بأبنائه مستقبلاً وهكذا . نعم، هذه الصفات العائلية السيئة يجب أن تنتهي وعلى الآباء أن يجعلوا من أولادهم بمثابة أصدقاء لهم بشرط أن لا يتعدى الأطفال حدودهم الأدبية والاجتماعية مع الوالدين . ومن المفاهيم الخاطئة بهذا الصدد أيضاً، هو أن الطفل مخلوق للهو واللعب فحسب، وإذا أراد الطفل الجلوس بين الكبار أو أراد الاستفهام عن شيء معيّن من الأب أو الأم أو غيرهم من الكبار، سارعوا بقولهم: (روح العب) مع أخيك أو في الشارع مع الأصدقاء والجيران ليتخلصوا منه ومن ضوضائه وأفعاله! كلا ، هذا ليس حقاً، بل هو خطأ لا يُغتفر، فمن ناحية فإن الطفل وكل مستلزماته المادية والمعنوية من مسؤولية الوالدين والأقربين ومن ناحية أخرى فإن تصرف الوالدين بهذه الصورة قد يؤدي بطفلهم إلى الهاوية ولصقله في المراحل المتقدمة بصورة خاطئة . بل وصل الأمر إلى تسمية الأطفال ب (الجَهال) وهي صفة مستنبطة من الجهل، بل في بعض الأحيان وحين يذكر أحد أولاده فيقول: فلان الزعطوط تكرم ! فوا مصيبتاه، فكل تلك الألفاظ سيتأثر بها الطفل من حيث تعلم أم لا.. فاتقوا الله في أطفالكم، ولا تربّوهم على زمانكم بل ربّوهم بالطرق الصحيحة وعلى الثوابت الصحيحة وبما يتلاءم مع زمانهم، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: (لا تؤدّبوا أولادَكم بأخلاقِكم لإنهم خُلِقوا لغير زمانِكم). نعم هناك أمور عامة وثوابت لا بد منها إلا إن متطلبات الزمان قد تختلف فالتفتوا إلى ذلك أكيداً، وهذا لا يعني أن تربّوا أولادكم على الخُلق غير الصحيح لزمانهم فهذه قد تعتبر خيانة أيضاً. ولتعلموا أن كل هذه التصرفات الخاطئة من قبل الوالدين بالأخص، ولا سيما العنف، فإنه سيولد لدى الطفل أثراً بليغاً وسلبياً يصل إلى النفور والهرب من بيئته إذا ما أراد الإبن التحرر وعدم الاستسلام، أو إنه سيكون فاعلاً لتلك الأمور السلبية مع الآخرين ولا سيما مع عائلته إذا ما شبّ وكبر. فعلى الوالدين، أن يلتفتوا جيداً لتصرفات أولادهم وأن يثقفوهم ويؤدبوهم بالطريقة الصحيحة وأن يكثروا من مرافقتهم وأخذهم معهم في مجالسهم وعملهم ويقوموا بترفيههم وإعطائهم الفرصة للعب دون الإسراف به ويصطحبونهم إلى المساجد والصلوات والى الأماكن الترفيهية والسياحية قدر الإمكان، فلا تظنن أن الطفل لا شعور له ولا رغبات. أقول هذا، لأنني قد تعلمت ذلك من السيد الوالد الذي قلّما استعمل العنف والضرب وأدّبنا على الثوابت وألهمنا القوة على مواجهة الصعوبات وأعطانا الحرية في اختيار ما نرغبه ونبّهنا على الخطأ وهدانا للصواب بل ومن النادر ما كان يطلب منّا أمراً وإذا طلب منّا كان بصورة أخلاقية عالية لا بالزجر والغضب وما شاكل ذلك، وإذا أخطأنا أخبرنا بذلك وإذا فعلنا ما هو حسن شكرنا وأثابنا ولطالما اصطحبنا في دروسه وواجباته العائلية وكان يلتفت لرغباتنا ومشاكلنا وما إلى غير ذلك.. فالتفتوا لذلك لعلكم تبنون مجتمعاً كامل الأعراق . عبدالله مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |