هل ستفشل حكومة التكنوقراط كغيرها كما تشير روايات قبل الظهور ؟؟

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

في معرض الحديث عن حكومة التكنوقراط التي طالب بها سماحة السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله ، قال أحدهم : نقلت لنا الروايات عن أهل البيت عليهم السلام والتي أوردها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف في موسوعته المباركة ( موسوعة الإمام المهدي عليه السلام ) ، ان جميع الحكومات سوف تفشل فبل قيام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ، حتى لايبقى مجال للإحتجاج ويقول الحزب الفلاني أو الإتجاه الفلاني لو حكمتُ لَعدلت ، فكيف يدعو سماحة السيد القائد الى حكومة محكوم بفشلها مسبقاً حسب الروايات ( حكومة التكنوقراط ) ؟
ويمكن لنا الإجابة بعدة نقاط :
النقطة الأولى : نعم إن جميع الحكومات قبل الإعلان المبارك محكوم عليها بالفشل في تطبيق العدل المطلق فيما لو قورنت بحكومة العدل العالمي ، بل من الظلم مقارنتها بها ، وهذا لايعني أن جميع الحكومات السابقة للظهور الشريف لاتتوفر فيها نسبة من العدالة وتوفير سبل العيش الكريم لشعبها بمستوى من المستويات بل إن هناك الكثير من الحكومات قد رفهت شعبها وضمنت لهم العيش الكريم وصيانة المال والدم والعرض .
النقطة الثانية : إن الظلم من الأمور التي يحكم بقبحها العقل وترفضها الفطرة السليمة للإنسان لما ينتجه الظلم من من مآسي وآلام وإفساد في الأرض ، وقد أكدت كل الشرائع السماوية على رفض الظلم ومواجهته بكل السبل وبذل النفس والنفيس من أجل إجتثاثه والقضاء عليه في مهده قبل أن يستفحل ويتحول الى دكتاتورية يصعب مواجهتها والخلاص من أفكاكها ، ووصفت الساكت عن الحق بالشيطان الأخرس ، فكان لزاماً على كل عاقل أن يقف بوجه الظلم بما لديه من إمكانيات ليكون من الذين غيروا مابأنفسهم وأبرأوا ذمتهم أمام الله ، ليحضى بالمدد والنصر الإلهي ، فكيف بالإنسان إذا كان قائداً يتطلع إليه شعبٌ برمته وهو ممثل لهم ، يأملون الخلاص على يديه من نير الظلم والفساد ، هل يسكت كما سكت الآخرون ، كلا وألف كلا ، فهو سليل الناطقين الذين كلفهم قول الحق دمائهم الطاهرة .
النقطة الثالثة : ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ( كيفما تكونوا يولّ عليكم ) فإذا كانت الشعوب راضية بالظلم والفساد ، ساكتة عن ظلم الظالمين وإفساد المفسدين ، فإن استحقاقها هي الحكومة الجائرة الدكتاتورية ، أما إذا كانت الشعوب رافضة للظلم والفساد مادياً ومعنوياً ، فإن الله تعالى بلطفه ورحمته يهيء لهم من يخلصهم من المفسدين الظالمين ويستبدلهم بمن هم أحرص على توفير سبل العيش الكريم لشعبهم وهذا يتطلب السعي في سبيل ذلك لا اليأس والقنوط من إيجاد بديل صالح ، فالحسين عليه السلام وهو المعصوم يعلم عدم قيام دولة العدل على يديه ومع ذلك وقف بوجه الظلم وضحى بدمه الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه لتكون اللبنة الأولى في نصرة الحق ورفض الظلم تمهيدا لدولة العدل الإلهي ، فالمصلح في أي زمان ومكان هو أعلم بتكليفه ومتى يحين الوقت لقطف الثمار وأن الشعب وصل مرحلة الإستعداد للتضحية ونصرة المصلح ورفض الظلم .
النقطة الرابعة : إن التغيير من السيء الفاسد الى الجيد الصالح لايمكن بحال أن يتم دفعة واحدة ، بل يحتاج الى التدرج والصبر ، ولكن المهم في ذلك جعل الأقدام على بداية الطريق الصحيح ليكون المسير بالإتجاه السليم نحو الهدف المنشود كي لايزيد الإستمرار في المسير بعداً عن الهدف . وفي جميع الأحوال لايمكن إيجاد حكومة معصومة لاتخطأ ولاتخفق ، وإنما المطلوب استبدال الفاسدين بحكومة كفوءة قادرة على تصحيح خطأها وإستدراك مايفوتها ، تسمع النصح ، وتقبل النقد ، همها شعبها ، لاهمها علفها .

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت أخي الغالي على هذا الموضوع والالتفاته المهمة
فهناك الكثير من الاخوة المؤمنين متشبثين بفهمهم لبعض الروايات
وهذا الامر بما له من ايجابيات المطالعة والفهم الا انه لعله يصطدم
بتحركات القائد الالهي وتطبيقه للمنهج الحق بما لا يتلائم وافكارهم
وهذا الامر لعله يسبب لهم ردة فعل عكسية لا سامح الله
بل المهم والاهم ترك الامور للقائد الالهي والتسليم لجميع خطواته فهو اعلم الناس بالروايات
وفقك الله لكل خير

أحسنت على هذا الطرح القيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير أخي الغالي على هذا الموضوع والطرح القيم
نسأل الله تعالى التوفيق الدائم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير أخي الغالي على هذا الموضوع والطرح القيم وفقك الله لكل خير