ابو طالب سليل الانبياء

ابو طالب ابن عبد المطلب بن هاشم واسمه على ماقيل عبد مناف والاصح ان اسمه ( عمران ) اخ شقيق لكل من عبدالله بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب من القابه سيد البطحاء وقد الت اليه زعامه قريش بعد وفاة عبد المطلب وكان فقيرا رئيسا وقلما تجتمع هاتان الخصلتان في شخص واحدهذه السلسلة الطيبة التي اصلها ( الخليل عليه السلام)الذي قال( ربي هبي من الصالحين) والذي قال ( ومن ذريتي ) وهم يتقدمهم رسول الانسانية الاعظم ( دعوة ابراهيم ) قال تعالى ( ان الله اصطفى ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض )و قال تعالى مخاطبا صاحب الرساله ( صلى الله عليه واله وسلم )( وتقلبك في الساجدين ) فهذه الايه الشريفة تقول انك ( باعيينا ) ونحن ننقلك من ساجد الى ظهر ساجد فاجدادك يا صاحب الرساله كلهم قنوات طاهرة صافية لا( فيها لغوا ولا كذابا ) وهذا الحقيقية متجددة في اقوال ائمة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين فنجد مثلا في زيارة وارث هذا المعنى ( واشهد انك نقلت من الاصلاب الشامخة.الى الارحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بانجاسها ولم تلبسك من مدلمهات ثيابها).وايضا ماورد في زيارة امير المومنين صلوات الله عليه (يا سليل الاطائب) فهذه الهبات الالهية والنعم الربانية لابد لها من صلب شامخ ورحم طاهر قال تعالى (والتى احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلنها وابنهاءاية للعالمين ) يقول امير المومنين صلوات الله وسلامه عليه ( ان نور ابي ليطفى انوار الخلائق كلها يوم القيامة الا نور خمسة )ومن اكثر الشخصيات التي ظلمت في تاريخنا الاسلامي ( ابو طالب عليه السلام) فلا زلنا نسمع من هنا وهناك من لم يتخذ العقل وسيلة للوصول الى حقائق الاشياء وهو يتشدق بكلام بعيد كل البعد عن الحق والحقيقية وهو غافل او متغافل عن قوله تعالى ( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ) ان ( ابو طالب عليه السلام ) قد مات وهو لم ينطق بالشهادتين وكانهم هم الرقيب وكانهم هم المجازي وكانهم هم من (يعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور ) ولسنا الان بصدد ان ابو طالب ( عليه السلام ) كان مومنا يكتم ايمانه فقط وهو مصداق لقوله تعالى ( قال رجل مومن من ال فرعون يكتم ايمانه ) بل نحاول ان نخوض بمستوى عقولنا القاصرة وناخذ تحركات ابو طالب عليه السلام باتجاه الاسلام وقائده بنظرة عملية1. ان القرءان الكريم يركز على مسالة غاية في الاهمية وهي ( الفطرة السليمة) قال تعالى ( فطرة الله التي فطر الناس عليها) وفسرت هذه الفطرة بالتوحيد وابو طالب ( عليه السلام) كباقي افراد بني هاشم ( الا ما ندر ) كانوا موحدين على ( ملة ابراهيم ) انظر ماذا يقول ابو طالب ( عليه السلام ) ...................................
الم تعلموا انا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في اول الكتب
اليس ابونا هاشم شد ازره واوصى بنيه بالطعان وبالضرب
اذا المسالة ليست وليدة الساعة ولا هي وليدة ببداية الدعوة وانما هي متجذرة يرثونها كابرا عن كابر وهم اهل بيت النبوة وقد وقع الاختيار عليهم من قبل الله سبحانه وتعالى باحتضان دينه والذب عنه ويختلف مقدار الذب عن دين الله سبحانه وتعالى باختلاف الادوار وباختلاف سعة وشمولية هذه الشخصيات ونجد بالواقع العملي ان ابو طالب عليه السلام هو زعيم النصرة وقائد كتيبة الدفاع )وقد عانى ما عاناه لسنين طويلةمن معاداة قريش والكيد له وهو لم يكن المدافع عن ( الرسول الاكرم) في بداية جهرة بالدعوة بل نستطيع ان نقول بعد ما ثبت من اشعاره المتقدمة انه قد تكفل بالمحافظة والدفاع من اول يوم من وفاة ( شيبة الحمد ومنبع الجود سيد العرب عبد المطلب عليه السلام).
2. سجاياه التي اثبتها لنا التاريخ من( الكرم والشجاعة واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وحفظ الجوار وكف الاذى .................) يقول ابو طالب (عليه السلام) مخاطبا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم )
انا تضام ولم امت وانا الشجاع العربد
وبنو ابيك كانهم اسد العرين توقد
فمن كانت هذه خصاله فهو القريب الى خالقة الم يروي لنا التاريخ ان رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) عندما ذكرعنده ( حاتم الطائي ) في القصة المشهورة التي سبيت بها قيبلة طي فقال ( لو ادركني لاسلم) لماذا لان ما جاء به النبي الاكرم صلى الله عليه واله انما هو يناسب الفطرة ويدعوا الى مكارم الاخلاق وهو القائل ( انما بعثت لاتتم مكارم الاخلاق ) وقد قيل ان شبية الشيء منجذب الية .
ان هذه الامور نراها تناسب الفطرة السليمة فالتوحيد هو اساس هذه الفطرة وكرم الطباع والاخلاق هي فروع تلك الفطرة السليمة وكذلك مسالة تزعم ابو طالب لقريش فان قريش لن تلوي عنقها لكل احد ما لم يكن سديد الراي ثاقب البصيرة محنكا خبيرا بدقائق الامور فضلا عن عضائمها يقول الشاعر
على قدر اهل العزم تاتي العزائم وتاتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
3. ربما نجد شخصا يتفاعل مع حركة او فكرة او اتجاة معين ويبقى تاثيرة وتاثرة بها بمدى ايمانه وتصديقة بهذه الفكرة او الحركة وابو طالب عليه السلام تفاعل مع دعوة النبي الاكرم الى ابعد ما يمكن فقد عادى قريش وقد نذر بنيه من اجل الدعوة بل عاش معاناة الحصار الظالم ثلاث سنوات وهو الشيخ الكبير ولا مبرر لدى عاقل انه سلام الله عليه انما كان يتفاعل مع الدعوة لان صاحب الرسالة ابن اخيه فهذا ابو لهب وما تبت يداه الا لعداوتة لابن اخيه ودعوتة فهذا الحماس وهذا التصديق في الدفاع عن الدعوة تروي لنا ان التوحيد قد اخذ بلباب ابي طالب وان حب النبي الاكرم ودعوتة قد شغف قلبه الرحوم وان كل ما كان من صمود وتضحية فان ابوطالب عليه السلام كان يراه في عين الله وجنبه وانه العبد المطيع الصابر المحتسب الذي خصة خالقه الكريم بهذا الشرف وهذه المنزلة الرفعية .
4. ان ابو طالب عليه السلام كان من اقرب الناس واخصهم برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وان علاقتة بالرسول الاكرم انما كانت من جنس علاقة الابن بابيه يقول ابو طالب وهو يمدح الرسول الاكرم صلى الله عليه واله
ولقد عهدتك صادقا في القول لا تتزيد
مازلت تنطق بالصواب وانت طفل امرد
ويقول سلام الله عليه
نبي الاله والكريم باصله واخلاقه وهو الرشيد المويد
حزيم على جل الامور كانه شهاب بكفي قابس يتوقد
انظر الى قوله تعالى ( وما ينطق عن الهوى ) وقوله تعالى ( وانك لعلى خلق عظيم ) تستشعر ان ابو طالب عليه السلام انما استسقى هذه المعاني التي مدح بها النبي الاكرم من كتاب الله العزيز وبعد فان ابو طالب عليه السلام كان رجلا يوزن الاشياء وكان ذو عقلية مكنتة من اخضاع رقاب قريش وكان راجح الراي فهذه المعرفة بصاحب الرسالة وهذه الحنكة والخبرة في معرفة الامور فمن المنطقي وبمساعدة هذه الادوات التي غرست في نفسية هذا ( الزعيم ) فلا مناص من القول انه اول المبادرين والملبين لهذه الدعوة.