عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2010, 05:21 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رسالة السيد القائد مقتدى الصدر الى النساء



بسم الله الرحمن الرحيم
ما أن أشرقت علينا أنوار الهداية المحمدية , وما أن شع ضياء الشمس العلوية حتى دب الدفء في قلوب حرى , في قلوب للإيمان منتظرة , ومن الظلم منفطرة , فأشرقت الأرض بنور ربها , وأينعت الثمار , وإخضّرت الأشجار , وإنقشع الغبار , فسالت أودية بقدرها , وأخذ الحق يشق طريقه في عقول المحبين , ويخترق جدران الباطل ليصل الى أبواب الملهوفين , فكان العشاق في لهفٍ لينهلوا من كأس لن يضمئوا بعدها أبداً , فقد كسَرتْ معاول الحق عنجهية الباطل بأيدٍ كانت مرفوعة بالدعاء لربها بأن يفتح لها أبواب السماوات لينهلوا من المعين الآلهي قرب معشوقهم , ويقولون ربنا أكشف عنا العذاب إنّ عذابَ جهنم كان غراماً , ربنا أذهب عنا الظلام إنّ ظلام الباطل كان حراماً .
ثم إنّ الكثير من المجتمعات غير معصومة , بل إنّ الكثير منها يخطأ , ومما يؤيد ذلك ماورد :
(( كل إبن آدم خطاء , وخير الخطائين التوابون ))
فمن تاب وعمل صالحاً فإنّ الله لايضيع أجر المحسنين , وكما قال تعالى :
(( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم إهتدى ))
فأهدي يارب رجال المسلمين الى الحق , ونساءهم الى الصواب , وإجعل الوقار زينة الرجال , والحياء عنوان النساء , فقد روي عن أئمتنا
( روحي وأرواح العالمين لهم الفدى ) في الدعاء :
(( . . . وعلى الشباب بالإنابة والتوبة , وعلى النساء بالحياء والعفة )) .
وفي زماننا هذا يعاني المؤمنون والمؤمنات من شريحة نسوية ميالة للعب واللهو , إن نصحتها تهلع , وإن تركتها تخدع , فلا هي لنفسها صائنة , ولا مع أقرانها على الخير كائنة , بل هي لنفسها شائنة , ولمجتمعها خائنة , مع شديد الأسف .
وفي نفس الوقت فإني أجد لهن عذراً , فقد تلاعب الغرب والطواغيت بعقولهن وقلوبهن عبر مر السنين والأعوام , ولا من معين لهن ولا من مناصر , فصوت الحق ماكان ليصل لهن , ولا أيدي الخير إمتدت إليهن , فلعلهن إن رأين الحق يتبعنه , وإن مدت لهن يد العون تمسكن بها , بل قد وجدن من الكثيرين صداً , وممن حولهن رداً , وممن يريد هدايتهن لداً , بل إن الكثير ممن حاولوا هدايتهن ماكانوا إلاّ ليخدعوهن مع شديد الأسف , فمآربهم دنيوية منحطة , لكن ماهذا هو الحق ـ يا أخواتي ـ بل هذا الباطل بعينه , فالحق إن أراد هدايتكن فلأجلكن , فأنتن جواهر مكنونة , لا يُستطاع لكُنّ طلباً , ولا لكُنّ ظلماً .
بل إعلمن إنّ زينة المرأة شرفها , وجمال المرأة قلبها , فلا خير في إمرأةٍ لشرفها غير صائنة , بل ستكون منبوذة من الجميع , إلاّ ممن كان لها مبغضاً , ولمصلحته مرجِّحاً , ولا خير في إمرأةٍ ذات قلبٍ قد ران عليه الباطل فإسّود , وُضرب عليه الفساد فإرتد , فيا أختاه ـ والله ـ ماهالني إلاّ أن أراكِ منبوذة من جميع المؤمنين , مبتذلة لجميع المفسدين , فأرجو من الله أن َيمُنّ عليكِ بالعفة والسداد , فتكونين محبوبة من المؤمنين والمؤمنات , مهابة من المفسدين والمفسدات , فتلك صفات المرأة المسلمة , وإعلمي أنه قد جعلكِ الله مأمونة مؤتمنة , فأنتِ أمينة على نفسكِ , مؤتمنة على إخوانك وأخواتك , وكل الدنيا بزخرفها زائلة , فلا يغرّنكِ بعض دعاة الغرب , فهم لكِ كارهون , ونحن لكِ صائنون .
هذا وإنّ مجتمعكِ بحاجةٍ إليكِ , فإفتحي صفحة جديدة مشرقة لتكون للباطل محرقة , وللحق محققة , وتكون نقطة بيضاء في سماء العلى وأرض الهدى , فتكونين يداً بيدٍ مع أخواتكِ , تبنين وطناً أنهكته المظلمات وأعيته المزعجات , لتنتشليه من وحل الأدران وعتمة الأحزان , فتزيلي الأصنام والأوثان , وتتوجهي لربنا الرحمن , فإطلبي الرحمة والغفران , فستجدي أبوابه مفتوحة لنساء تائباتٍ , عابداتٍ , عاكفاتٍ , عالماتٍ فاهماتٍ , بعيداتٍ عن الإغراء والإطراء , قريباتٍ من الذكر والدعاء .
فحجابكِ زينة في الدنيا والآخرة , لتبقى أشعة الشمس مشعة من نساء محجبات يهدي بهن الله جيلاً وأجيالاً , لتقتربن من الحق ميلاً وأميالاً , فهذه ُسنّة الحياة , وما من تعبٍ من ذاك الحجاب , فعندئذٍ فإنّ طلباتكِ تجاب , ودعائكِ يستجاب , ليمُنّ الله عليكِ بأن تكوني نواة طيبة للمجتمع , ومربية للأجيال , فأنتِ مدرسة إن تكاملت , تكامل الأطفال والرجال , وإن فسدت فيكثر الكلام والسجال , والله على ذلك من الشاهدين .
هذا وماكان الاسلام يوماً من الأيام تخلفاً , فهو رقي الروح في عالم الملكوت وعروجها في عوالم اللاهوت , ولا يمكن القول إنّ الحجاب تخلف , والتبرج والسفور تطور , فإن قلتِ ذلك , قلنا : فما قولكِ بمريم العذراء وفاطمة الزهراء ( سلام الله عليهما ) , مضافاً الى أنه لم يكن يوماً من الأيام إعطاء النفس شهواتها تطوراً أو تقدماً , ولا كبح الجماح تخلفاً أو تراجعاً , فها هي عوائل الغرب تفككت , والأمراض بينهم إنتشرت , كل ذلك بسبب الإنحلال والفساد والتبرج والسفور , أفيمكن أن تكون مقدمة الفساد والأمراض تطوراً ؟!
فإن قلتِ يا أختاه إنّ زمن الحجاب والتخلف ولى وجاء عصر الاسفار والتبرج والتطور , قلنا : حلال محمد حلال الى يوم القيامة , فما كان للحجاب يوم محدد ولا سبب محدد إلاّ صون المرأة لشرفها , وهو مطلوب عبر مر العصور .
قال تعالى : (( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبنائهن . . .))
الى آخر الآية .
وإن كنتِ ترين من بعض المدعيات للدين زللا ً , ومن تصرفهن خطأً , فليس ذلك إلا خلطاً منكِ بين المؤمنات العاملات والمندسات الجاهلات , فالمؤمنات الصابرات المحتسبات الورعات لا يكون منهن إلا الخلق العالي والايمان الرابي والحب الثاوي , ثم إعلمي ـ يا أختاه ـ إنه لا يعرف الاسلام بأتباعه بل بأنبيائه ورسله وأوليائه وكتبه وأحكامه وقادته , وإلاّ فإننا سنرد عليكن بنفس إشكالكن , فكم من المتبرجات متخلفات وكم من السافرات مجرمات , لكن هذا لا يعني أن الجميع كذلك , بل الكثير منهن ذوات قلوب صافيات , وذوات عقول للخير حاويات , وذوات نفوس طيبات , بل هن للهداية طالبات , وبالإيمان راغبات , وبالإسلام وأحكامه عارفات , ولشرفهن صائنات , وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منقادات , وإذا ذكِرّن بالحجاب كنّ طائعات , وإذا إستزلهن الشيطان فهُنّ له رافضات , وإذا رغبهُنّ الغرب بأفكاره فهُنّ عنه مبتعدات , وُهنّ للباطل نابذات .
إذن فإجعلي من المؤمنات الحقيقيات قدوة لكِ , فالشر لا يحسب على الخير , فهما نقيضان لا يجتمعان , وُكنّ منصفات بينكُنّ وبين الله , فهو العدل وإلاّ كان ظلماً وبهتاناً .
وإن رأيتنّ منهُنّ تقصيراً فهو لما يجدن من ضغوطاتٍ وبلاءات , وعلى الرغم من ذلك فهُنّ عابدات صابرات إن شاء الله , لكن قد إنشغلن بالحفاظ على دينهن عن هدايتكُنّ فإعذروهن وقلن لهُنّ قولاً جميلاً , كما هُنّ لهدايتكن ومصلحتكن طالبات , وعليهن تثقيفكن بالاسلام وأحكامه , وإلاّ فإنّ الكثير ممن يعطي حكم الاسلام مغايراً , فهو إمّا جاهلٌ وإمّا عامدٌ والله فوقهم قاهر .
فلذا أدعو المؤمنات العالمات المتفقهات لعقد ندوات وجلسات من أجل الحجاب ونبذ التبرج والفساد .
هذا وإعلمي إنّ من رَغِبَ برؤيتكن سافراتٍ متبرجاتٍ فهذا ليس من الخير في شيء , فهو عن الحب بعيد وللبغض والشهوة قريب , فهو يُشبع غرائزه وهو عنكِ لاهٍ , بل هو يضر نفسه من حيث لا يعلم , ولا يعنيه هل إستقمتي أم زللتي , ذلك عنده سواء , هذا وإنّ كل ممنوعٌ مرغوب , وكل مبتذل منبوذ والعياذ بالله , ثم إن شئتِ أو رغبتِ بأي سؤال أو جواب , فإعلمي إنّ أبواب الحوزة لكِ مُفتحة , فهي لهدايتكِ راغبة , وهي دوماً مستعدة للجواب على كل سؤالٍ أو إشكالٍ فقد سمعت من السيد الوالد ( قدس سره الشريف ) : أنّ لكل سؤال جواباً .
, فأسألي لنزيل عنكِ كل الشبهات , وإعلمي أن هذه ليست آخر رسالة , بل إن شاء الله تكون هي بداية الخير والصلاح لَكُنَّ .
مقتدى الصدر

 

 

 

 

 

 

 

 

الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس