عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2011, 11:22 PM   #1

 
الصورة الرمزية عاشق المقتدى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 681
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,852

افتراضي سعد وأبو الحُتوف ابنا الحرث الأنصاريّ

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ،وَالْعَنْ عَدُوَّهُمْ.



سعد وأبو الحُتوف ابنا الحرث الأنصاريّ


الحملة الأولى

أوّل هجومٍ جماعيّ واصطدامٍ دمويّ كان يومَ عاشوراء على أرض الطفّ.. كان بعد أن تقدّم عمر بن سعد نحو عسكر الإمام الحسين عليه السّلام ورمى بسهمه المشؤوم، سهم الفتنة والحقد، قائلاً: اشهدوا لي عند الأمير ( أي عبيدالله بن زياد والي يزيد على الكوفة ) أنّي أوّل مَن رمى! حينَها رمى أصحابُه ()، فجاءت السِّهام كالمطر.. فلم يَبقَ من أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام أحدٌ إلاّ أصابه من سِهامهم ().
وكان بعد ذلك أن لابدّ من المقاتلة الجماعيّة، فنادى أبو عبدالله الحسين عليه السّلام بأصحابه: قُوموا ـ رحمكمُ الله ـ إلى الموت الذي لابدّ منه؛ فإنّ هذه السِّهامَ رسُلُ القوم إليكم. فحمَلَ أصحابه حملةً واحدة ()، واقتَتَلوا ساعةً من النهار حملةً بعد حملة.. فما انجلّت الغُبرة إلاّ عن خمسين شهيداً من أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام ().



الأسلوب الآخر

ولمّا نظر مَن بقيَ مِن أصحاب الحسين عليه السّلام إلى كثرةِ مَن قُتِل منهم، أخذ الرجلانِ والثلاثة والأربعة يستأذنون إمامَهم سيّدَ شباب أهل الجنّة عليه السّلام في الذَّبّ عن الحقّ والدفع عن حُرَم الإسلام، وكلٌّ يحمي الآخَرَ مِن كيد عدوّه.. فخرج عدّةٌ من الأصحاب وقاتلوا حتّى استُشهِدوا.. وهم: الجابريّان سيفُ بن الحارث ومالك بن عبد، والغِفاريّان عبدُالله وعبدالرحمان ابنا عُروَة، وعمرو بن خالد الصَّيداويّ وسعد مولاه، وجابر بن الحارث السلمانيّ، ومجمّع بن عبدالله العائذيّ ().


النداء الحسينيّ المُوقِظ

ولمّا نظر الإمام الحسين عليه السّلام إلى كثرة مَن استُشهِد من أصحابه.. قبض على شيبته المقدّسة وقال:
اشتدّ غَضَبُ الله على اليهود إذ جعلوا له وَلَداً، واشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالثَ ثلاثة، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عَبَدوا الشمس والقمر دونه، واشتدّ غضبه على قومٍ اتَّفَقَتْ كلمتُهم على قتلِ آبن بنت نبيّهم! أمَا واللهِ لا أُجيبهم إلى شيءٍ ممّا يريدون حتّى ألقى اللهَ وأنا مخَضَّبٌ بدمي.
ثمّ صاح عليه السّلام إتماماً للحجج التي ألقاها عليهم: أما مِن ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله ؟! ().
فبكت النساء وكَثُر صُراخُهنّ.



صحوة الضمير

كان هنالك مَن غُرِّر به أو أُوهم، فانحاز إلى جيش عمر بن سعد، وجرفه التيّار مع أهل الكوفة الذين جنّدهم عبيدُالله بن زياد لقتال الإمام الحسين عليه السّلام، فانساقوا في البَدْء، ثمّ ما لَبِثوا أن صَحَتْ ضمائرهم، بعد أن رأوا الحقَّ ساطعاً يُشرق مِن جهة ابن رسول الله، الإمامِ الحسين بن عليّ عليهما السّلام، وسمع نداءَ الحقّ بأُذُنَيه، بل ووعى استغاثة الإمام أبي عبدالله سيّد الشهداء عليه السّلام يدعو إلى حفظ ذمام الرسالة ونُصرة الإسلام وصَوْن حريم البيت النبويّ الشريف.
وكان هناك رجلان أنصاريّان من أهل الكوفة، ومِن المُحكِّمة ()، قد خرجا مع مَن خرج مع عمر بن سعد من الكوفة لقتال الإمام الحسين عليه السّلام.. هما: سعد وأبو الحُتوف ابنا الحرث الأنصاريّ العَجْلانيّ. قال بعض أصحاب السِّيَر:
فلمّا كان يومُ العاشر من المحرّم، وقد قُتل أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام، فجعل الإمام عليه السّلام ينادي: ألاَ ناصرٌ فينصرنا ؟! فتَصارَخَت النساء والعيال والأطفال، فمالَ سعدٌ وأخوه أبو الحُتوف بسيفَيهما فجأةً إلى جانب سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، فجعلا يضربان في أعداء الله يقاتلانِ غَيرةً على حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله.. حتّى قَتَلا جماعةً من عسكر عمر بن سعد وجَرَحا آخرَين، ثُمّ قُتِلا معاً شهيدَينِ محتسِبَين رضوان الله تعالى عليهما ().
وهكذا كَفَّرا عن خروجهما مع جيش الضَّلال والإضلال، وفاجَآ أعداءَ الله حين مالا فجأةً عليهم يضربانِ فيهم بسيفَيهِما رضوان الله عليهما، وأصبَحا حُجّةً على مَن غُرِّر به، أو غَرَّتْه الأهواءُ والميول إلى الدنيا الدنيّة التي اشتراها البعض ببيع الضمائر ومساندة الطغاة وقتل أولياء الله وخُسران الآخرة، وبالعذاب ومساند الطغاة وقتل أولياء الله وخُسران الآخرة، وبالعذاب الأبديّ الرهيب!
وهكذا نالَ سعدُ بن الحَرث الأنصاريّ العجلانيّ وأخوه أبو الحُتوف سعادة الأبد، حين اندفعا بقوّةٍ وغَيرةٍ نحو عسكر ابن فاطمة الزهراء عليها السّلام ينصرانه ويَحميان حريمه المقدَّس ويدافعان عن الإمام ويضحيّان بروحَيَهما في سبيل الله تبارك وتعالى.


فسلامٌ من الله جَلّ وعلا عليهما، وسلامٌ من
الإمام المهديّ صلوات الله عليه حيث يقول:
السلام عليكم يا خيرَ أنصار، السلام عليكم بما
صَبَرتم فنِعمَ عُقبى الدار، بَوّأكم اللهُ مُبَوَّأَ الأبرار..





المصادر
اللهوف في قتلى الطفوف
بحار الانوار 45: 12
الحدائق الوردية
اقبال الاعمال للسيد ابن طاووس

 

 

 

 

 

 

 

 

عاشق المقتدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس