عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2015, 07:47 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي الزرقاء الكوفية

الزرقاء الكوفية
هي: الزرقاء بنت عدي بن قيس الهمدانية
روي انه، بينما معاوية بن أبي سفيان جالس في ديوانه بدمشق بعد ما ال الأمر إليه واجتمع حوله حاشيته تذاكروا حرب صفين فقال أحدهم: انه رأى الزرقاء وهي راكبة على بعير واقفة بين الصفين وهي تحرض الناس على القتال ولم ترهب أحداً من الفريقين فقال معاوية: أوهي حية إلى الآن؟ فقيل له: نعم هي مقيمة بالكوفة فقال: يجب أن نستقدمها الينا.
ثم كتب إلى عامله بالكوفة أن يوقرها مع ثقة من ذوي محارمها وعدّة من فرسان قومها وأن يمهد لها وطاء ليناً ويسترها بستر حصين ويوسع لها في النفقة، فأرسل إليها فأقرأها الكتاب فقالت:
إن كان أمير المؤمنين جعل الخيار لي فاني لا آتيه وان كان حتماً فالطاعة أولى، فحملها وأحسن جهازها على ما أمر به، فلما دخلت على معاوية قال: مرحباً وأهلا قدمت خير مقدم قدمه وافد كيف حالك؟ قالت:
بخير يا أمير المؤمنين أدام الله لك النعمة، قال: أتدرين فيم بعثنا إليك، قالت:
اني لا أعلم ما لم أعلم قال: ألست الراكبة الجمل الأحمر الواقفة بين الصفين تحضين على القتال وتوقدين الحرب فما حملك على ذلك؟ قالت:
يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب ولم يعد ما ذهب والدهر ذو غير، من تفكر بصر، والأمر يحدث بعده الأمر، قال لها معاوية: أتحفظين كلامك يومئذ؟ قالت:
لا والله لا أحفظه ولقد أنسيته، قال: لكني أحفظه، لله أبوك حين تقولين:
أيها الناس ارعوا وارجعوا، انكم قد أصبحتم في فتنة غشتكم جلاليب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجة، فيا لها فتنة عمياء صماء بكماء لا تسمع لناعقها ولا تنساق لقائدها، ان المصباح لا يضيء في الشمس ولا تنير الكواكب مع القمر، ولا يقطع الحديد الحديد، ألا من استرشدنا أرشدناه ومن سألنا أخبرناه، أيها الناس ان الحق كان يطلب ضالته فأصابها، فصبراً يا معشر المهاجرين على المضض فكأن قد اندمل الشتات والتأمت كلمة الحق ودمغ الحق الظلمة، فلا يجهلن أحد فيقول كيف وأنى؟ ليقضي الله أمراً كان مفعولا، الآن آن الأوان خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء ولهذا اليوم ما بعده (والصبر خير في الأمور عواقباً) ايها في الحرب قدماً غير ناكصين ولا متشاكسين.
ثم قال لها: والله يا زرقاء لقد أشركت علياً في كل دم سفكه، قالت: أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك، مثلك من يبشر بخير ويسر جليسه قال: أو يسرك ذلك؟ قالت: نعم والله لقد سررت بالخبر فأنى لك بتصديق الفعل، فضحك، وقال لها: والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته. اذكري حاجتك، قال: يا أمير المؤمنين آليت على نفسي أن لا أسأل أميراً أعنت عليه أبداً ثم انصرفت. وبعد ذلك أرسل لها معاوية جائزتها».

قادتنا كيف نعرفهم (الجزء الثالث)علي الحسيني الميلاني، عن مصادره :
أعلام النساء ج2 ص32، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص221، بلاغات النساء ص50، العقد الفريد ج2 ص106، صبح الأعشى ج1 ص252 ، تاريخ مدينة دمشق تراجم النساء ص109 رقم 28.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس