عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-2013, 11:51 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: محاظرة للمولى المقدس لأول مرة تسمعها ... نقاش في فحواها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث علي عبد مشاهدة المشاركة
محاضرة القاها السيد الشهيد الصدر خاصة بطلبته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصل الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
توجد بعض الكلمات التي ينبغي ان تقال قبل الشروع بالدرس
في الحقيقة ، هل يمكن ان تكون المرجعية بدون أهداف ؟ أو لها أهداف معينة ومحددة، هل يمكن ان تكون المرجعية لأجل خضم حق الله كخضمة الإبل نبتة الربيع أو لهدف دنوي الشهرة والمال والعلاقات والمؤلفات - ما وراء الفقه أو منهج الصالحين أو أي شي آخر؟ (محل الشاهد هو ليس هذا) ، انأ تعرفون لا أقول بكل ذلك .
لأنه أمامنا تركة ورثناها ولا بد لنا ان ننظر الى الماضي بعين والى المستقبل بعين ، أما الماضي فإصلاحه بمقدار ما أمكن بالإمكانيات المتاحة ، أما المستقبل بالإعداد له، الإعداد لكي يكون صالحا ومصلَحا (محل الشاهد ليس هو هذا وان كان هي كبرى كلية صحيحة)
ان من أهداف ما أنا مستهدفه إيجاد مراجع للمستقبل ، لأن هذه الخرجة من المراجع (الله يطيل أعمارهم) مهما يكن ليسوا خالدين ، يأتي زمان قد ( الله لايكولهة) ان النجف تبقى خالية من المجتهدين إطلاقا ، حتى من يدعي الاجتهاد يكون كاذبا (ولماذا لا) ، إذاً من الضروري مئة بالمئة في عنقي وفي عنقكم وفي أعناقنا جميعا، أي بمعنى من المعاني كولاية أمير المؤمنين حفظ حوزة أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وذلك بحفظ سلسلة علوم أهل البيت سلام الله عليهم جيلا بعد جيل أي على مستوى الاجتهاد ، ما ينحفظ على مستوى السطوح و ان قل تقل ....، على مستوى الاجتهاد وعلى مستوى الأعلمية وعلى مستوى المرجعية وعلى مستوى البحث الخارج ونحو ذلك من الأمور، (شــ)يصير حينئذ يصير إذا بقينا متسيبين نبحث عن مدرسين ولا نجد ماذا سوف يحصل ؟ يبقى إننا كلنا أيضا شيبا وشبانا سوف نموت بدون مرجعية ، بدون ان نحصل مرجعا واحد من المجموعة .. ، في المدارس الابتدائية يقبل مليون واحد ثم يقبل منهم من متخرجي الابتدائية ربع ملون ثم يقبل منهم بالكليات كذا الى ان يحصل من (هل) المليون عشرة ، خمسة دكتوراه ،كذلك بالحوزة يقبل كثيرين والظروف تهزر (نكدر نقول ) قسم ، تضطره الى الخروج أو تضطره للتسامح ، أما تضطر الظروف التسامح للجميع فهو جريمة أنا أجرمها وأنت تجرمها والمجتمع يجرمها وعوام الناس يجرمها ، إذا كان على هذا يعني (شنو) انه إذا أردنا ان نكفى شر الجريمة بعون الله ينبغي ان نستهدف عن جد حقيقي (شنو) إيجاد المجتهدين .
أنا في حدود فهمي انه يحول دون ذلك الآن في واقعنا المعاصر ودائما ينبغي ان تكون النظرة واقعية وليست مثالية يحول دون ذلك أمران رئيسيان ، واحد منها أنا قائله في أكثر من درس واحد حتى في الفقه أمام الحوزة عامة قلته ولا اكتمه ولا أخاف منه والثاني أيضا لا أخاف منه وكلامهما يخّوف أقول لكم
الأول: التكبر (خـ)لنمثل بالألفية والشرائع ، سلام عليكم شيخنا تدرسوني ألفية ؟ فان قال لك نعم فاعلم انه لا يفهم وان تدريس الألفية (كشخة ) فيقبله ولا يدبرها أصلاً ، وان قال لك لا فعلم انه يرضى أيضا لـ(الكشخة) وان تدريس الألفية ذلة له ، وعلى كلا التقديرين نحن مسيئون وشيطانيون وعبدة النفس الأمّارة بالسوء لا أكثر ولا اقل (زين هذا؟) ولا استثني حتى سيد محمد الصدر
الشي الآخر: أيضا محتمل ، ان هناك طبقة من الحوزة لا تريد ان تجعل من هذا الشباب النير الواعي مجتهدا ، لا تريد هناك مشكلة ، لا تريد هناك مشكلة ، خير لهم ان يقصروا الاجتهاد عليهم ولا يتسرب الى غيرهم لكي يحكموا الحوزة بما يريدون ، اتقوا شر من أحسنت اليه حبيبي ، فحينما يرفض يجيء ببالي جملة من الدول ، حينما لا ترغب بالعسكريين يخرجوهم حتى لايصيرون قادة جيش في يوم ما ، لايصيرون قادة فرق، ما يأخذوه ، يبقى (جوّة) ، (منتهين منها) كذلك ما أسهل انه الفرد منكم أو منا لا يحضر السطوح العالي ، ما يدرسوه كفاية منتهين منه ، فيتعذر مئة بالمئة عليه الاجتهاد ، كيف يصير مجتهدا وهو لا يعرف السطوح العالي ، وكيف يفتي وكيف يصير مرجعا وهو غير مجتهد (ما يصير) ، إذاً هم خلصانين من عنده جميعا مصفرينه .
اكو شي واحد مانع وهو : إننا إذا مشينا خاصة بالنسبة للإشكال الأول وهو انه أنا والشيخ عباس وفلان وفلتان نتكبر عن تدرس ما لا يناسب لنا إذاً نبقى على واقعنا ، كون نمدد رجلينا بالشمس ، لا مستقبل لنا ، من قبيل هذا الإشكال الذي كان يقال عادةً ان يذكر مدرسة الصدر ثلاثين سنة وهو لا يقدم الى الإسلام والحوزة شيئا هذا منتهين منه ستين سنة وجوده كعدمه كحجر في بناء غرفة ..لا ، أنا اُريد من نفسي واُريد من أعزائي ان يدفنوا هذا في نفسهم الأمارة بالسوء
اكو كم واحد ممن لهم علاقة بي وممن لا علاقة لهم بي ، محل الشاهد هو هذا: صفة احمدها انه يدرس رسائل ويدرس ألفية كلما تريد يقول لك أهلا وسهلا (تفضل) لا يتكبر عن درس ، فإذا كانت هذه الصفة محمودة لماذا أنا لا اتصف بها ولماذا لا اقضي حوائج الناس بها ؟ لا بأس ، فليكن محمد الصدر من المبادرين ولا أقول أول المبادرين ، أول المبادرين من البحث الخارج الى بحث سطوح ،هذا لا يغرك ينشتم، بالجهم (خــ)ليولي، ولكني أديت مسؤوليتي أمام الله وأمام رسول الله وأمام أمير المؤمنين ، واريد ان أحفظ الحوزة في إيجاد المجتهدين ، وان قلتَ فيه خلة وذلة وحتى لعله يصل الى شيء قد لا تحمد عقباه والعياذ بالله ،
أقول : بأنه أنا لم آتي الى المرجعية للسير على الطريقة السابقة أو الطريقة المتعارفة أو التقليدية ، وإنما أنا كررت كثرا بأنه أنا جئت الى المرجعية للتغيير بما أمكن ، لأنه أجد (غلطان على أية حال أو صواب) أجد انه في كثير من الأمور قديما أخطاء ينبغي تغييرها ، حتى مظالم ينبغي رفعها ، فإذا أنا مشيت على نفس المسلك إذاً أنا وقعت في نفس الأخطاء والمظالم ، فمن هذه الناحية ينبغي ان أغيّر لعل رحمة الله تناليني ورحمة الله تنال الحوزة بالطريقة الجديدة التي أنا مقتنع بها في حدود إمكاني ، وان كان يقول الشاعر تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولكنه بمقدار ما هو ممكن نؤدي ، فإذا كان المطلب كذلك فحينئذ أنا (جاي) فداء للحوزة ،(جاي) خادم للحوزة، (جاي) مصلح (وان كان أنا اقل من ذلك) للحوزة ، فإذا توقف الصلاح على أي شيء (وان كان مو لطيفة) حقير أو وضيع وخلاف المتعارف وفيه صلاح حقيقي فأهلا به وسهلا
شوفوا .... وان كان هذا أيضا يحتاج الى جرأة ، أنا حينما جئت الى الحوزة وانتم تعرفون انه لا أمد يدي الى التقبيل ، ذاك اليوم يقول لي واحد انه كان هذا غريبا في حينه لكنه أصبح متعارف ، أنا أملي في الله ان يأتي زمان يستنكر مد اليد للتقبيل ... في مستطاع الله ان يقلبهم الى هذه ، فحينئذ قد نرى نتائج سوء أعمالهم ، هذا من ناحية صغرانا من هذا القبيل (فيها صغريات عديدة ) لأنه (احنة) بسم الله الرحمن الرحيم ، لأول مرة مدرس خارج يدرس سطوح ، في يوم ما أنا أتمنى على الله انه: ... هذا لا يمنع الناس بتدريس السطوح فسيقتصر على البحث الخارج ، هذا أناني، يأتي يوم يقال ذلك ، الآن رد الفعل سوف يكون شديدا ، أول ما أنا سحبت يدي من التقبيل ... لكنه بالتدريج بعون الله وان كان أنا لا أبرء نفسي ان النفس لأمارة بالسوء ، ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، فمن قبلني بقبول الحق فهو أولى منكم والله أولى منكم وليس ومن رد علي اصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين هذه الخطوة الاولى الخطوة الثانية : ما يرتبط بالدرس.. اثنان احدها : انه أنا (مو) مدرس كفاية اعتيادي ، مدرّس الكفاية الاعتيادي يتبسط مع طلابه ويسمع أسئلة كثيرة ويناقش أثناء الدرس وبعد الدرس لأنه هو هذا شغله ومتوفر وفاهم (وهذا هو) ، (بس) أنا (جاي) مقتبس من وقتي بتضحية (وانتم أيضا /جزاكم الله/ مضحين ) ولكن المهم على انه مقتبس من وقتي بالمقدار الممكن من اجل نفعكم ونفع الحوزة العلمية ، فلست مدرس كفاية مثالي كما يقال ، النقطة الثانية : بحسب فهمي انتم لستم طلاب كفاية عاديين ..لا ..،ثقافتكم المتشرعية وكذلك ثقافتكم الحوزوية وكذلك اطلاعكم على المجتمع وعلى المصادر القديمة وكذا جيد الى درجة معتد بها وهذا يساعكم كثيرا على هذه الجهة ، حتى لو كان أنا قصرت انتم لا ينبغي ان تقصروا ، وأيضا لاينبغي ولاينبغي حفظا للهدف الذي قلناه وهو هدف (أنا في حدود فهمي) يوده رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء سلام الله عليهم أجمعين فمن هذه الناحية اتعبوا على أنفسكم تعبا حقيقيا حتى بمجرد ان تدرس الدرس الواحد تقدر هنا ان تدرّسه كما عبر بعض الإخوان ، ان الهدف المباشر من هذا الدرس هو إعداد مدرسين للكفاية (وان كان مو لطيف وأنا لا اؤمن بالعصبية) مدرسين الكفاية في الحوزة العربية لا أكثر ولا اقل الآن (ماكو) ولا واحد تقريبا ، اكو من يدعي ذلك ، والله العالم بصدقه من كذبه ، ان شاء الله انتم تكونون والله العالم ، بصدقكم لا بكذبكم وأملي في الله ولا أقول فيكم ، ان شاء الله يوفقكم الى كل خير .

___________________________________________
نقاشنا في فحوى المحاضرة
السلام عليكم اخي الفاضل ان هذه الكلمات الرائعة التي نشرتها لطالما تكررت
على اسماعنا من لسان الولي ولازلنا ننتهجها في كل خطواتنا وقد يغلب عليك الظن
فتتوهم اننا نسمعها لاول مرة
وهنا احاول ان ارسم لك نهج ال الصدر في بناء القيادة واستمرارها من نفس هذه الكلمات
واجد البحث الرائع الذي اجاد به الاستاذ الزيدي تبيان وفحوى للقاء الذي نقلته
تستدعيك لتامل فيه حيث يقول

(
الصلاحية التي يتحرك من خلالها السيد مقتدى الصدر:

عندما نطّلع على الشرائع السماوية أو على التاريخ وتجاربه الطويلة نرى أن هناك الكثير من الأمور قد حدثت ولم يكن في بادئ الأمر توقع لحدوثها، بل في كثير من الأحيان تبدو للنظرة الأولى غريبة، حتى تحتاج إلى فترة زمنية لكي يتم هضمها وقبولها.
84.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
ولو نظرنا إلى تحرك السيد مقتدى الصدر نرى انه استمد صلاحيته الحركية من خلال اتجاهين:

الاتجاه الأول:

الكثير منّا يعرف بأن الشيطان وأتباعه يتكاملون بالتسافل ويلتذون بتسافلهم هذا، كما أن أهل الحق والإيمان يتكاملون بإيمانهم ويلتذون به، ولو التفتنا قليلاً إلى ما يجري حولنا في دول العالم وما فيها من فساد وإفساد ودمار وحروب وفقر ومجاعة إلى غيرها من المسميات التي تصرخ وتشتكي منها الإنسانية، لرأينا أن المسبب الرئيسي والمحرك لها هو الثالوث المشؤوم - إسرائيل وإمريكا وبريطانيا - ولذلك نستطيع أن نقول بأن البعد التسافلي قد تكامل الآن عندهم، هذا التسافل يدعوهم إلى البحث عن أي محرك ومسبب يتم إزعاجهم من خلاله أو قد يؤدي إلى نهايتهم، وهي تعرف وتعي ذلك إلى ابعد مدى ممكن. ذلك لأن معرفة الجهة التي تعاديها وتعمل من أجل زوال الظلم وأهله هو جزء مهم من تكاملها المتسافل التي تسعى إليه، وإلا إذا تهاونت في ذلك فلها الويل والثبور من قياداتها الشيطانية.
هذا وبعد أن حددت إسرائيل وتابعتها الرئيسية إمريكا بأن المكان الذي سوف ينطلق منـه جيش الحق بقيادة الإمام المهدي عليه السلامللقضاء عـلى

85..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر
إسرائيل وجميع الظلم في العالم هو العراق، ولا يمكن لأي بلد آخر أن يدعّي هذا الدور، إلا أن يكون جهة إسناد أو ما شاكلها.
ولذلك جندت جهة الشر كل قواها من أجل الدخول إلى العراق ومواجهة عدوها المرتقب بنفسها، بعد أن أصبحت تجربة نجاحها في العهود السابقة بتأخير وعرقلة ظهور الإمام عليه السلام الآن فاشلة وغير قادرة على الصمود بالمواجهة. لذلك دخل الشيطان الأكبر إلى الساحة العراقية وهو يحمل الملفات الكاملة التي يتم التعامل من خلالها مع كل نفس وكل حركة إصلاحية، التعامل الذي هيأ له الأكاديميات الخاصة لدراسة الأسلوب المناسب مع كل حركة ليتم القضاء عليها، أو العمل لتحريف اتجاهها وتعاليمها.
وإمريكا عندما دخلت العراق مع أعوانها كان ملفها الرئيسي يتحرك ضمن الأبعاد التالية:
البعد الأول:
المرجعية الدينية داخل العراق وخطها الفكري وأسلوبها العملي في المواجهة.
البعد الثاني:
المرجعية الدينية خارج العراق ودورها في المرحلة الراهنة .


86.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
البعد الثالث:
التعامل مع أتباع ومقلدي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدسوحرارة الثأر الداخلي عندهم وما خطه لهم السيد الشهيد من دستور ومنهج فكري وعملي واضح .
البعد الرابع:
التعامل مع الأشياء غير المتوقعة ( التعامل مع المجهول ) .
البعد الأول :

المرجعية الدينية داخل العراق وخطها الفكري وأسلوبها العملي في المواجهة.

رأت أن المرجعية الدينية في النجف الاشرف ومنذ ما يقارب القرن من الزمان، لها مسار ثابت على طول خطها الوجودي لم تتغير فيه إستراتيجيتها الفكرية والعملية بل على العكس من ذلك إنها في الكثير من الأحيان تشجع على الاستمرار على منهجها المختار، وفي بعض الأحيان تضطر إلى معاداة أي حركة فكرية جديدة الهدف منها تغيير منهج الحوزة الدينية، ونجحت إلى حدٍ ما في ارساء هذا المبدأ.
وإذا أردنا أن نستعرض حركات العلماء الذين حاولوا من خلال وجودهم العلمي أن يبعثوا أنفاساً جديدة وإحداث تغيير حركي وفكري في المنهجية العامة للحوزة الشريفة ، نجد أن من أهـم أولئـك العلماء

87.....................................تحرك السيد مقتدى الصدر
السيدين الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر قدس سرهما، حيث أن هناك حركة تغييرية ابتدأها السيد الشهيد محمد باقر
الصدر وسار لإكمالها من بعده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ولم يكن هناك أي إنفكاك بينهما، وقد نجح كل منهما في أداء دوره ضمن مرحلته الزمنية والتي تناسب المستوى الفكري والاجتماعي داخل البلد، والملفت للنظر أن الشيطان الأكبر وأذنابه قد تضايقوا وانزعجوا جداً من هذين السيدين الشهيدين لذلك تم القضاء عليهما بصورة يبكي لها الضمير الإنساني، لا بل الأرض بكتهما والسماء. حتى إنها بعد أن قضت على السيد الشهيد الصدر الأول قامت بعمليات دهم وقتل لرجال الدين الذين انتموا إلى منهجه النير، بحيث لم ينجوا منها إلا الذين استطاعوا الذهاب سراً إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والقليل جداً من استطاع التخفي في العراق. ولذلك ترى صدام اللعين وأسياده اطمأنوا بعد أن تأكدوا بأنه لم يعد هناك في الحوزة رجل دين يحمل أفكار ومنهجية السيد الشهيد محمد باقر الصدرقدس ليستمر في صياغتها وبلورتها من جديد، بالرغم من أن عيونهم لم تفارق الحوزة بالمراقبة والتتبع والتدخل خوفاً من أي طارئ.
لكن الحقيقة لم يكن هناك أي رمز يعطي إشارة تحذر الطاغوت بأنه خطر عليه، على الرغم من وجود السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ، وذلك لأنـه استطاع بذكائه وخبرته أن يضيع ويشتت العيون
88.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
من حوله([35]) بحيث أصبح بالرغم من اعتقاله في بعض الأحيان لا يشكل أي خطر على صدام ودولته، ذلك لأن السيد الشهيد وكما صرح هو نفسه([36]) بأنه استخدم التقية المكثفة في ذلك الحين لإبعاد الأنظار عنه.
وحينها عندما نظرت إسرائيل وإمريكا إلى الساحة الحوزوية في العراق، ورأت بأنه لم يعد هناك أي رمز ديني يشكل خطراً عليها (( حينها أوصلها ذكاؤها وحسب تدرجه العالي بأن تأمر صدام اللعين أن يطلب من محمد محمد صادق الصدر قبول استلام الحوزة الشريفة في النجف )) قل عندها الضغط على الحوزة بعض الشيء مما شمل هذا الأمر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر واستطاع أن يتحرك حركة وإن كانت نسبية لكنها كانت حركة معتد بها واستطاع من خلال التوفيق والتخطيط الإلهي من إستلام الحوزة الشريفة في النجف الأشرف وأصبح هو مشرفها الأول، كل هذا يجري تحت أنظار صدام اللعين وأسياده، ولكنهم صمتوا وظنوا بأن هذا الأمر سيفيدهم بالأشياء التالية :
أولاً :
كان الثالوث المشؤوم يظن بأن الـسيد محمد محمد صادق الصدر قدس
89.................................... تحرك السيد مقتدى الصدر
إنسان لم يرتق بعد إلى المستوى العلمي المطلوب لرئاسة الحوزة في النجف الأشرف، ولذلك سوف يكون محط تهكم وسخرية من الآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
[35] - بالرغم من المضايقات الكثيرة التي ظهرت من قبل أزلام صدام اللعين وذلك من خلال تحديد حركته ومراقبته وسجنه في بعض الأحيان، إضافة إلى بث الدعايات التي تجعل الناس يبتعدون عنه.

[36] - صرح بذلك في لقاء الحنانة الذي أجراه معه الشيخ محمد النعماني.



وذلك لأن مقياسهم في تقييم الأعلمية كان ينصب على أسماء معروفة في الحوزة قد ألِف سماعها الجميع ولها الكثير من الأسباب الظاهرية التي تهيئها لأن تكون أنظار الأعلمية متوجهة إليها.
ثانياً :

استخدام اسم الصدر ليكون عنوان هم أرادوه أن يسري في المجتمع العراقي خاصة والمجتمع الإسلامي بشكل عام بأنه اقرب للعمالة والانصياع للدولة وأنه يعمل بما تمليه عليه من إرادات ومطالب، وبالتالي يكون فقيها للسلطة الحاكمة في العراق.
ثالثاً :
أرادوا بإسم محمد محمد صادق الصدر قدس كونه عراقي الجنسية ضرب علماء إيران في النجف وخارجها وبالتالي ضرب الجمهورية الإسلامية في إيران.
رابعاً :
إيجاد تفرقة وإحداث شرخ في داخل الحوزة نفسها من حيث رجالاتها وقياداتها وذلك بفتح باب التجريح والتسقيط بينهم، وذلك بسبب حب الأنا الموجودة لدى الكثير منهم.

90.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
ومتى ما حصلت هذه الأشياء فإنهم سوف يظفرون بإحدى النتيجتين التاليتين:
النتيجة الأولى :
إذا كان هناك مصلح فسوف يخرج حتماً لان لابد للشيعة من رجل دين يقودها ويعدل مسارها في كل حين، ببركة وجود الإمام المهدي عليه السلام ، حتى يتمكنوا من القضاء عليه- لأن آليات عمليات الإجهاز والقضاء على المصلح بيدها لأنها امتلكت الساحة والظرف يبدو لصالحها - وذلك هو دأبها وديدنها، بل قل إن حياتها ووجودها قائم بذلك الأسلوب من القتل والإفساد .
النتيجة الثانية :
إذا لم يكن هناك مصلحاً ويتم خروجه الآن، فكفاها ما أحدثته من إفساد في المؤسسة الحوزوية في النجف الأشرف وبعثرة الأوراق فيها، بحيث لا يقوم لها من بعد الآن قائم.
ولكنه ظهر فيما بعد أن الثالوث المشؤوم وما أحدثه من مخططات هم يحسبونها في منتهى الدقة والذكاء، قد أوقعتهم في فخ هم الذين نصبوه، كما في قوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً}[37]. وتبين أن المصلح هو الذي استهزء بهم وليس هم، بحيث جعلهم يعتقدون بأنه غير صالح للقيادة العلمية ولا الشعبية . ولذلك فإن
91...................................... تحرك السيد مقتدى الصدر
السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدسعمل عملاً جباراً لا يستطيع غيره من رجال الدين أن يمارسوه لأنه عمل لا يؤديه إلا النوادر من الرجال، الذين قلما يجود بمثلهم الدهر، ولذلك فهوقدس قد قلب الأمر عليهم، وحاربهم من جهةٍ قلما يلتفت إليها، بل قد يكون العمل من خلالها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
[37] - الفرقان، آية 23 .

مستحيلاً في دولة كالعراق يقودها عميل مميز للثالوث المشؤوم، والذي جعل الأمور في هذا البلد تتمركز كلها عنده فلا رئيس يصلح للعراق إلا هو، ولا قائد إلا هو، بل كل الأشياء يجب أن ترجع إليه.
ولكن السيد الشهيد قدس أراد أن يعطي درساً لكل الأجيال في العالم بأن الإنسان إذا توجه لله بكل كيانه أعطاه الله تعالى ما يريد وسهل أموره بأيدي الظلمة أنفسهم.
فعمل السيد الشهيد قدس جاهداً من أجل إيجاد أمرين رئيسيين هما :
الأمر الأول:
توحد الحوزة العلمية في النجف الأشرف تحت قيادة دينية واحدة ولكن بشرطين :
الأول : الأعلمية المطلقة .
الثاني :
وجـود الخـط العرفاني والأخلاقي العالي الذي يستطيع من خلاله أن


92.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
يرى الأمر الصالح من الفاسد([38]).
الأمر الثاني:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
[38] - لأن هناك الكثير من الأمور لا تدخل ظاهراً في حيز الأحكام القائمة على أساس الأدلة المحرزة ولا القائمة على أساس الأصول العملية، بل تحتاج إلى نظر ثاقب ودراية معمقة لمقومات النهوض بالمجتمع إلى ما يرضي الله تعالى. وهذا بدوره يحتاج إلى صفاء روح وصفاء نية وإخلاص يتفانى من خلاله المرجع، لأنه لابد له أن يعيش آلام المجتمع صغيرها وكبيرها وأن يجد الحلول المناسبة لها.


إيجاد قاعدة شعبية واسعة تتميز بالطاعة المطلقة للحوزة الناطقة الشريفة.
ونجح السيد الشهيد قدس بهذين الأمرين، واستطاع أن يسحب البساط من تحت قدمي صدام اللعين وحاشيته، فأغلب المؤمنين قد أصبحوا تحت راية مرجعية السيد الشهيد قدسيأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، وجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلاحه الفعال لمعالجة الفساد ونشر الخير. فأصبح المجتمع العراقي يمسي على شيء ويصبح على شيء آخر، بل العائلة والفرد أصبح كلٌ يشعر بمسؤوليته أمام الله تعالى، وعندها انهارت السلطة وانهار الحاكم، فلا صوت يسمع ويقرع آذان المؤمنين إلا صوت السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس، ولذلك تحرك الشيطان، ولم يرض بغير قتل السيد الشهيد بدلاً، فسعى سعيه وكاد كيده وفعل فعلته التي ما زالت نيرانها في القلب تسعر، ومآسيها في الروح بكل حين تحضر ...

93..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر
وبعد استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس ، أصبحت الساحة العراقية خالية تماماً من أي مصلح ولا توجد أي قرينة ولو بالمقدار الضئيل لتدل عليه.
علماً أن هناك فارق مميز ما بعد استشهاد محمد باقر الصدرقدس واستشهاد محمد محمد صادق الصدر قدس ، هذا الفارق تمثل بوجود علماء قد أعدهم السيد الشهيد الأول بحيث وصلوا إلى مرحلة الاجتهاد بوجوده، وقد تمكنوا من الهرب من صدام اللعين والتوجه إلى جمهورية إيران الإسلامية، وأما بعد شهادة السيد محمد محمد صادق الصدرقدس، فإنه لم يكن هذا النوع من العلماء موجود لعدم وجود الوقت اللازم لإعداد هكذا علماء بعنوان الاجتهاد، ولذلك بقيت الساحة من بعده خالية من مجتهدين يمثلون خط الصدر ومبانيه الأصولية والفقهية.
هذا الفارق قد التفت إليه الثالوث المشؤوم وأذنابه وجعلهم يطمأنون من عدم حركة وتأثير العلماء الذين يمثلون مدرسة الشهيد الأول الفكرية لأنهم بعيدون عن العراق وشيعته، علماً أنهم قد أخذوا التدابير المحرزة لمنع أي صوت وأي تحرك لهم داخل العراق وخارجه.
ولكن لبعدهم عن المد الإلهي المعنوي وآثاره لم يلتفتوا إلى وارث فكر الشهيد الصدر الأول المتمثل بالسيد الشهيد محمد محمد صادق الصـدرقدس وغاب عن أنظارهم وتوقعاتهم ، فبقيت عيونهم تنظر إلى

94.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
العلماء الذين هم خارج العراق،لأن حساباتهم تقول لهم ذلك، تلك الحسابات المادية الضيقة والمحدودة المدى.
أما التفاتهم إلى عدم وجود عالم مجتهد قد هيأه الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدس بعد استشهاده فهذا الالتفات أراح بالهم بعض الشيء وذلك لأن الساحة الآن قد خلت في العراق وخارجه من صوت يمثل الإمتداد الحقيقي للسيد الشهيد قدس ، بل إن اطمئنانها من الخارج أكثر كون الخارج قد تعامل مع مرجعية السيد الشهيد الصدر الثاني بسلبية واضحة جداً.
لكن يبقى قلقها قائماً من تلك القواعد المؤمنة التي هيأها السيد الشهيد وعبأها بالفكر الإيماني والتغييري الذي نحى منحيين مهمين هما :
المنحى الأول :
النظر إلى رجالات الحوزة وما هو دورهم الحقيقي والذي يجب عليهم أداءه.
المنحى الثاني :
النظر إلى أنفسهم، وما عليهم أداءه ضد الظلم والظالمين .
هذان المنحيان كانا يشكلان الكثير من الخوف والقلق عندهم تحسباً من خروج رجل دين جديد يجمع تلك القواعد الشعبية حوله ويحرك الجماهير المؤمنة ضـد صدام اللعين. وإذا استطاعـوا في السابق من

95..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر
اغتيال السيدين الشهيدين الصدرين قدس سرهما، فإنه ليس من المؤكد والثابت قدرتهم بالتجربة الإيمانية القادمة من فعل نفس الشيء للقضاء عليها وعلى صاحبها، لأن صدام اللعين نفسه قد لا يستطيع مواجهة أي مد إيماني جديد مهما حاول الثالوث المشؤوم من مده والوقوف بجانبه.
ولذلك كان عليهم الحضور شخصياً واحتلال العراق ليكونوا هم في الساحة، وهم الذين يتعاملون مع الأوراق الجديدة في العراق بعد احتلاله.
ولذلك فهم تعاملوا مع المرجعية الدينية في العراق كما يلي:
أولاً :
إن المرجعية الدينية في النجف لها خطها المعروف ، وكما عبر عنه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس- بالخط الكلاسيكي - وهو الخط المتعارف عليه في سيره ومنهجه من قبل القاصي والداني، ولم يكن لها هوى وقبول لمدرستي الشهيدين الصدرين قدس سرهما، وهذا الأمر هو الذي يبعث على الاطمئنان للثالوث لأنهم من هذه الجهة قد عرفوا منهج الحوزة القائمة على شؤون المؤمنين في العراق.
ثانياً :
فتح خط للحوار بينهم وبين المرجعية وأتباعها في النجف الأشرف وغيرها من المدن ، الهدف من هذا الحوار هو طمأنة رجال الدين بأن

96.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً
قدوم الإمريكان هو من أجل الإطاحة بصدام، والعمل بجد من أجل أن يأخذ شعب العراق الحرية في اختيار معتقداته وقادته.
ثالثاً :
إعطاء دور مهم وفاعل لرجال الدين بأن يكون لهم حق التدخل وتقديم النصيحة والمشورة، بل فسح المجال لهم بإعطاء الفتاوى التي يرونها مناسبة للوضع الداخلي في العراق.
رابعاً :
فتح باب الحرية لرجال الدين في الحوزة بأن ينشروا فكرهم وعلمهم حسب ما يريدون من دون أي تدخل في برامجهم وخططهم الآنية والمستقبلية.
ولذلك فالإمريكيين قد غلقوا هذا الملف ولم يعد يثقل كاهلهم بالتعامل معه والتربص لما يقوم به رجاله ومريديه. ما دام الأمر عندهم بعيداً عن ما يريده الصدران وعما خطط له الصدران واستشهدا من أجله.
يتبع.............


من :كتاب لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا

http://jam3aama.com/?page=books&id=92


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الاخوة ; 16-02-2013 الساعة 12:27 AM
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس