بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحببت أن أنقل أليكم بعض ما جاء من وصايا الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله ) للصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (سلام الله عليه) نقلا من كتاب تنبيه الخواطر ـ 2 / 314 الى 316 راجياً من الله التدبر في كلماتها والعمل بمضمونها :قال أبو ذر : ودخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو في المجلس جالس وحده ، فاغتنمت خلوته !
فقال : يا أبا ذر ، إن للمسجد تحيَّة !
قلت : وما تحيته يارسول الله . ؟
قال : ركعتان . فركعتهما . ثم التفتّ اليه ، فقلت : يا رسول الله ، أي الأعمال أحبّ الى الله جلَّ ثناؤه ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان بالله ، ثم الجهاد في سبيله .
قلت : يا رسول الله ، أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة ؟
قال : خير موضوع ، فمن شاء أقلّ ، ومن شاء أكثر . !
قلت : يا رسول الله ، أي المؤمنين ، اكمل إيماناً . ؟
قال : أحسنهم خُلقاً .
قلت : فأيّ المؤمنين أفضل ؟
قال : من سَلِمَ المسلمون من يده ولسانه . !
قلت : فأيّ الهجرة أفضل . ؟
قال : من هجر الشر !
قلت : فأيّ الليل أفضل (1) ؟
قال : جوف الليل الغابر ! .
قلت : فأي الصلاة أفضل ؟
قال : طول القنوت !
قلت : فأي الصدقة أفضل ؟
قال : جَهد (2) من مُقلّ الى فقير في سر .
قلت : فما الصوم ؟
قال : فرض مجزيء . وعند الله أضعاف ذلك .
قلت : فأي الرقاب أفضل ؟
قال : أغلاها ثمنا ، وأنفسها عند أهلها .
قلت : فأي الجهاد أفضل ؟
قال : من عقر جواده ، وأهريق دمه !
قلت : فأيّ آية انزلها الله عليك أعظم ؟
قال : أية الكرسي ! ثم قال : يا أبا ذر ، مالسموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة ! وفضل العرش على الكرسي ، كفضل الفلاة على تلك الحلقة ............
قلت : يا رسول الله ، ما كانت صحف موسى ( ع ) ؟
قال : كانت اعتبارا كلها !
عجباً لمن أيقن بالنار ، كيف يضحك ؟! عجباً لمن أيقن بالموت ، كيف يفرح ؟! عجبا لمن أبصر الدنيا ، وتقلُّبها بأهلها حالا بعد حال ، ثم يطمئن اليها !؟ عجباً لمن أيقن بالحسنات غدا ، كيف لا يعمل !؟
قلت : يا رسول الله ، فهل في أيدينا مما أنزل الله عليك ، شيء مما كان في صحف ابراهيم ، وموسى ؟ .
قال : إقرأ يا أبا ذر : قد أفلَحَ من تَزكَّى ، وذكَر إسم ربِّه فصلَّى ، بل تُؤثرونَ الحَياةَ الدُنيا . والآخرة خير وأبقى إنَّ هذا ( يعني ذكر هذه الأربع آيات ) لفي الصحف الأولى ، صُحُفِ ابراهيمَ وموسى . .
قلت : يا رسول الله ، أوصني .
قال : أوصيك بتقوى الله ، فانها رأس أمرِكَ كلِّه .
قلت : يا رسول الله : زدني .
قال : عليك بتلاوةِ القرآن ، وذكرِ الله كثيرا ، فانه ذكر لك في السماء ، ونور لك في الارض .
قلت : يا رسول الله ، زدني .
قال : عليك بالجهاد ، فانه رهبانية أمتي .
قلت : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، زدني .
قال : عليك بالصمت ، إلا من الخير ، فانه مطرَدة للشيطان عنك ، وعون لك على أمر دينك .
قلت : يا رسول الله ، زدني .
قال : إياك وكثرة الضحك ، فانه يميت القلب ، ويَذهب بنور الوجه .
قلت : يا رسول الله ، زدني .
قال : انظر ( الى ) من هو تَحتك ، ولا تنظر الى من هو فوقك ، فانه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك .
قلت : يا رسول الله ، زدني .
قال : صِلْ قرابتك وإن قطعوك ، وأحِبّ المساكين وأكثر مجالستهم .
قلت : يا رسول الله ، زدني .
قال : قل الحق ، وان كان عليك مرّاً .
قلت : يا رسول الله ، زدني .
قال : لا تَخف في الله لومة لائم .
قلت : يا رسول الله زدني .
قال : يا أبا ذر ، ليرُدَّك عن الناس ما تعرف من نفسك ، ولا تجد عليهم فيما يأتي ، فكفى بالرجل عيباً أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه ، ويجد عليهم فيما يأتي .
قال : ثم ضرب بيده على صدري ، وقال : يا أبا ذر ، لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكفّ ، ولا حسَب كحُسن الخلق .