05-10-2012, 08:45 PM
|
#1
|
|
قدوة واسوة
القدوة : هو ذلك الإنسان الذي يقود ركب البشرية الى سبيل الإسلام
والأسوة : هو ذلك المثل الأعلى لكل القيم . وكذلك تعني النموذج
الكامل ، لأفضل ما يفكر فيه الإنسان من خُلق وعمل ، بينما إن
القدوة تعني الهادي إلى السبيل ، بين سبل الحياة المتفرقة .
فإذا أردنا أن نشير ألى إن القادة الذي نشرح سيرة حياتهم
ليسوا فقط (قدوة الأمة ) بل هم ( أسوة الأمة ) أيضاً .
فكما يجب أن نستنير بهداهم الذي خلّفوه لنا في أقوالهم
كذلك يجب أن نتأسى بهم في أعمالهم التي عملوها وكانت
سنة البشر . ويعتبر من ميزات الرسالات الإلهية أنها تصوغ
جميعاً ، أشخاص مثاليين ليكونوا النموذج الذي يجب أن يجعله
الفرد نصب العين فيطبق جميع شؤونه وفقه ليتخرج طبقاً
لأفضل حياة كريمة .
أما سائر المبادىء فإنها حينما يفشل المنتمون إليها في صياغة
نماذج مثاليين ، فإنهم يعمدون إلى أحجار جامدة .. وأخشاب
صامته ، فيجعلونها الأسوة الرمزية التي يجب عندهم إتباع ما
يُنسب إليها من الأساطير .. وهكذا يحاولون سد الفراغ .
أما في الإسلام فقد جعل الله سبحانه حامل رسالته ، أسوة للأمة
فقال : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب – 21
حيث أعتبر الأسوة معصوماً ، وقال : ( وما ينطق عن الهوى
إن هو الا وحي يوحى ) النجم – 4 . وهو يعني كونه لا يرتكب
أي خطأ ولا يميل إلى أي إنحراف . وإن لم يكن كذلك والعياذ
بالله لبطل كونه أسوة ولم يصح أن يجعل الرسول مطاعاً في
الخلق إذا أمكن أن يخطأ فيجر إلى تابعيه إلى الويل .
ولم تقتصر نعمة الله على المسلمين بجعل النبي أسوة إذ جعل
لهم خلفاء للنبي ، وجعل كلاً منهم أسوة تتبع ، بعد أن جعلهم
معصومين عن الزلل .. بل جعل الله سبحانه وتعالى للنساء
من الأمة أسوة من جنسهن تكون رمز الفضائل والقيم ،
وشاهدة على مدى صلاحية تعاليم السماء على نفسها للتطبيق
العملي بكل تفاصيلها ، وفي كل المجالات .
وتلك هي السيدة ( فاطمة الزهراء عليها السلام )
فاطمة الزهراء التي أضيئت هذه الأسطر بقبس من سيرتها
الوهاجة ، معصومة شأن سائر الأئمة والأنبياء عليهم السلام
فهي إذ لا تفعل سوى الحق ، ولا تتبع غير الحق ، وهي إذ
طبقت تعاليم السماء على نفسها تطبيقاً كاملاً وهي أصبحت
المثل المحتذى في جميع الأفعال والخصال وهي لذلك
(القدوة والأسوة )
فإذا كيَّفنا حياتنا وفق سيرتها ، وافكارنا وفق أفكارها
وتخلَّقن أبمثلِ خُلقها فقد بلغنا الصواب . لأنها كانت
نسخة ناطقة من القرآن الكريم وشاهدة صدقِ على واقعية
تعاليمه الحياتية .
السلام عليكِ يا مولاتي يا فاطمة الزهراء وعلى أهل بيتكِ
الطيبين الطاهرين
|
|
|