عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2011, 03:39 AM   #5

 
الصورة الرمزية لؤلؤة الشرق

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 148
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق - كركوك
االمشاركات : 651

افتراضي

سورة الأنعام
152
((وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ)) وهو مَن فَقَدَ الأب والجد، أو الأعم منه ومَن فَقَدَ الأم، وكلمة (لا تقربوا) للمبالغة في الإجتناب، وتخصيص اليتيم بالذَكر مع عدم جواز التصرّف في مال كل أحد بدون رِضاه لأجل أنّ اليتيم لا يقدر على الدفاع عن نفسه ((إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))، أي بالطريقة التي أحسن من سائر الطرق بأن يحفظ له ماله إلا بمقدار ضروري مُعاش اليتيم حيث يُصرف عنه ((حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)) الأشُد جمع شد نحو أضر جمع ضر، والشد القوة وهو إستحكام قوة الشباب، أي حتى يبلغ إلى قوى شبابه، وهو إنما يحصل بالبلوغ والرُشد، والبلوغ في الولد كمال خمس عشرة سنة، أو الإنبات، أو الإحتلام، وفي البنت -غالباً- كمال التسعة والدخول في العاشرة ((وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ)) فلا تنقِصوا الكيل والميزان عند البيع، ولا تزيد وهما عند الشراء ((بِالْقِسْطِ))، أي بالعدل، فلا إفراط ولا تفريط ((لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا))، أي بالمقدار الذي يَسَعها ولا يوجب ضيقاً وحَرَجاً عليها، فهذه التكاليف السابقة، لا حَرَجَ فيها على النفس، أو المراد أنّ الوفاء بالكيل والوزن حسب المتعارف، لا الدقة العقلية حتى يوجب عُسراً وحَرَجاً، ولا يُقال: فكيف كلّف الإنسان بالجهاد؟ لأنّا نقول: الجهاد خارج عن هذا العموم فإنه لإرساء قواعد الإسلام، والعموم إنما هو في مقابل التكاليف في سائر الشرائع -المنحرفة- والقوانين المرهِقة فإنه يريد بيان سهولة أحكام الإسلام وسماحها ((وَإِذَا قُلْتُمْ)) شيئاً ((فَاعْدِلُواْ)) في القول، والعدل فيه أن لا يميل نحو الباطل، فالغيبة والسبّ والقضاء بغير الحق وما أشبهها ظلم ليس بعدل ((وَلَوْ كَانَ)) المقول فيه ((ذَا قُرْبَى)) فإنّ الناس غالباً يقولون الباطل لربح ذوي قرباهم، ولذا يأمرهم سبحانه بالعدل بالنسبة إليهم ((وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ)) والمراد جميع معاهداته، كما قال: (أوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم) فالمراد الإتيان بالواجبات وترك المحرّمات ((ذَلِكُمْ)) الذي تقدّم ذِكره من الأحكام ((وَصَّاكُم بِهِ)) على طريق اللزوم والحتم ((لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))، أي لكي تتذكّروا وتأخذوا به، والتذكّر باعتبار ما هو كامن في الفطرة من حُسن هذه الأشياء -كما سبق-.

سورة الأنعام
153
((وَ)) وصّاكم سبحانه ((أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا))، أي إنّ الأحكام التي أنزلتها توصل إلى السعادة، فهي طريق إليها بالإستقامة، لا كسائر الطرق الملتوية التي قد لا توصل، وقد توصل بالتواء وعناء ((فَاتَّبِعُوهُ))، أي سيروا عليه وانتهجوه ((وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ)) الأُخر من سُبُل الكفر والبدع والشبهات ((فَتَفَرَّقَ))، اي تتفرّق تلك السُبُل ((بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)) فتشتتكم وتلهيكم عن طريقه سبحانه ((ذَلِكُمْ)) الإتّباع لسبيله ((وَصَّاكُم)) الله ((بِهِ)) إلزاماً ((لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))، أي لكي تتّقوا عقابه وتحذّروا الخسران.

سورة الأنعام
154
إنّ هذا الصراط كان قديماً قبل موسى وعيسى ومحمد (عليهم الصلاة والسلام) وإنّ الجميع كانوا مأمورين باتّباعه ((ثُمَّ)) بعد سبق هذا الصراط عند الأنبياء السابقين ((آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ))، أي أعطيناه التوراة ((تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ))، أي لأجل إتمام عمل موسى (عليه السلام) الحسن الذي أدّاه من القيام بالتبشير والهداية، أو لأجل تمام النعمة على موسى الذي أحسَنَ الخدمة لله سبحانه، فإنّ إنزال الكتاب على النبي من أعظم المفاخر بالنسبة إليه ((وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ)) مما يحتاج إليه الناس ((وَهُدًى))، أي دلالة على الحق ((وَرَحْمَةً)) يرحم الله بسببه على عباده حيث ينقذهم من الشقاء إلى السعادة ((لَّعَلَّهُم))، أي لعلّ الناس ((بِلِقَاء رَبِّهِمْ))، أي بملاقاة جزاءه وثوابه وعقابه ((يُؤْمِنُونَ)) فيسعدون.

سورة الأنعام
155
((وَهَذَا)) القرآن ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ)) له بَرَكة يأتي منه الخير الكثير ((فَاتَّبِعُوهُ)) أيها الناس ((وَاتَّقُواْ)) معاصي الله سبحانه ومخالفة كتابه ((لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))، أي لكي تشملكم الرحمة.

سورة الأنعام
156
وإنما أنزلنا هذا الكتاب ((أَن تَقُولُواْ))، أي لئلا تقولوا ((إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ)) من قِبَل الله سبحانه ((عَلَى طَآئِفَتَيْنِ)) اليهود والنصارى ((مِن قَبْلِنَا)) ولم يرتبط الكتاب بنا حتى نؤمن ((وَإِن كُنَّا)) (إن) مخفّفة من المثقّلة، أي أنه كنّا نحن العرب ((عَن دِرَاسَتِهِمْ))، أي دراسة أولئك الطوائف المنزَل عليهم الكتب، أي لغتهم ((لَغَافِلِينَ)) فلم نعرف ما في كتبهم حتى نؤمن، فقد أنزلنا إليكم الكتاب حتى لا يكون لكم عذر في عدم الإيمان.

سورة الأنعام
157
((أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ)) الذي نفهمه ((لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ))، أي أكثر هداية في التمسّك والعمل على طِبق الكتاب، لأنّا أليَن عريكة وأكثر تمسّكاً بالمعتقدات ((فَقَدْ جَاءكُم)) أيتها الأمة المعاصِرة للرسول ((بَيِّنَةٌ))، أي دلالة واضحة ((مِّن رَّبِّكُمْ)) وهو القرآن ((وَهُدًى)) يهتدي به إلى الحق ((وَرَحْمَةٌ)) يرحم به الله من تمسّك به إذ يسعده في الدنيا والآخرة ((فَمَنْ أَظْلَمُ))، أي مَن يكون أكثر ظلماً لنفسه ((مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ)) وهو القرآن ((وَصَدَفَ))، أي أعرَضَ ((عَنْهَا))، أي عن الآيات ((سَنَجْزِي)) في الآخرة، أو الأعم منها ومن الدنيا ((الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ))، أي العذاب الشديد ((بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ))، أي بسبب إعراضهم عن الحق والآيات.

سورة الأنعام
158
ما ينتظر هؤلاء الكفار بعد نزول القرآن؟ ((هَلْ يَنظُرُونَ))، أي هل ينتظرون للإيمان ((إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ)) وذلك لا يمكن في دار التكليف ((أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ)) وذلك مستحيل لأنّ الله لا مكان له ولا حركة ((أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ))، أي العذاب حتى يروا العذاب فيؤمنوا ((يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ)) يارسول الله ((لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)) فإنّ العذاب إذا نزل لا تُقبل التوبة، لأنّ العذاب لا ينزل إلا بعد تمام الحجّة والمخالفة، وحين ذاك قد تمّ الإختبار وصار موعد المُجازات ((أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)) عطف على (لم تكن آمَنَت)، والمعنى أنه لا ينفع في ذلك اليوم إيمان نفس إذا لم تكن آمنت قبل ذلك اليوم أو ضمّت إلى إيمانها أفعال الخير، فإنها إذا آمَنت قبل نَفَعَها إيمانها، وكذلك إذا ضمّت إلى الإيمان طاعة لنفعها أيضاً، فلا ينفع إيمان كافر، ولا طاعة المؤمن، وإنما النافع الإيمان السابق والطاعة السابقة ((قُلِ)) يارسول الله لهؤلاء ((انتَظِرُواْ)) إتيان بعض آيات الله فـ ((إِنَّا مُنتَظِرُونَ)) ذلك، حتى يرى كل واحد منّا جزاءه العادل وما قدّم لنفسه.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
سأدخل في أصعب مرحلة في حياة كل طالب للعلم
(( السادس العلمي )) اتمنى منكم اخواني واخواتي الدعاء لي بالموفقية والنجاح
واعذروني على مشاركاتي القليلة في الصرح المبارك
سأستعد منذ اليوم لخوض سباق الاجتهاد من اجل تحقيق الأهداف
دعمكم المميز لي هو الدعاء فلا تحرمونا منه
لؤلؤة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس