07-09-2012, 03:48 AM
|
#1
|
|
قبسات من هدى القرآن الكريم
[frame="15 98"]قبسات من هدى القرآن
أنقل لكم بعض الجواهر من كتاب منة المنان في الدفاع عن القرآن للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(رضوان الله تعالى عليه)
من سورة الإيلاف
سؤال:كيف آمنهم من خوف
جوابه:لعدة أعتبارات
أولاً:إن تلك الرحلة التجارية كانت خطرة من عدة جهات للوحوش واللصوص وغير ذلك.ولكنهم كانوا في كل عام يذهبون سالمين ويرجعون سالمين.
ثانياً:إن القوى الكبرى في العالم يومئذ.ككسرى وقيصر,لم يتعرضوا لهم بالشر,بالرغم من إمكان ذلك,وقلة إمكانيات الدفاع لديهم.
ثالثاً:إنهم لم يتعرضوا إلى الغزو والغارات التي كان يقوم بها بعض القبائل تجاه بعض.فقد كان معتاداً إلا أنه غير موجود إطلاقاً على أهل مكة ,لقدسية الكعبة والحرم المكي الذي كانت فكرته موجودة إجمالاً في الجاهلية وأشير إليه في القرآن الكريم كقوله تعالى(1)أولم يروا أنا جعلنا حرماً ءامناً ويتخطف الناس من حولهم)
وقال تعالى(2)أولم نمكن لهم حرماً ءامناً يجبى إليه ثمرت كل شىءٍ)
وهذا ويمكن أن نقول:أن قوله :الذي أطعمهم,يعني لأجل هذا السبب.بالرغم من كونه نعتاً,وهو لا يفيد هذه الجهة لا نحوياً ولا أصولياً,إلا أن الحدس العرفي يقرر ذلك.وله شواهد في القرآن الكريم كقوله تعالى(1)الحمد لله الذى وهب لى على الكبر...)وقوله(2)[/frame][frame="15 98"]الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ....)
سؤال
ما معنى أطعمهم؟
جوابه:انه على معنى قدم لهم الطعام ومكنهم منه.وهو أما حقيقة أو مجاز.والمراد ليس هو الطعام الحقيقي,بل سبل العيش والرزق.كل ما في الأمر:أن إطعامهم إيجابي,وأمنهم سلبي يعني دفع عنهم أسباب الخوف والبلاء.
ومن هنا كان أستناده إلى الله أوضح.لأنه ليس باختيار أحد.وإنما هو المدبر.
وفي الإمكان حمل هذه النعم على النعم المعنويه,لأن كيان الأنسان على مستويات متعددة:الجسم والنفس والعقل والروح.وقد جعل الله سبحانه لكل منها لذة وألماً وخوفاً وأمناً.
كما يمكن أن نحمل ذلك على المستوى الأخروي .فأطعمهم من جوع يعني:أثابهم في وقت حاجتهم إلى الثواب.وآمنهم من خوف.أي عقاب جهنم.
فإن قلت:هل مثل هذا الكلام مما تستحقه قريش عبدة الأصنام؟
قلت:إننا حملنا كلا الأمرين (الطعام والأمن)على المعنى المعنوي.
فيكمن أن نفهم من قريش المعنى المعنوي أيضاً.وذلك أن يكون المراد كل فئة متدنية بالنسبة إلى الكمال الذي لم يصلوه.وان الوصول إليه منوط بالتوفيق الإلهي الذي أطعمهم وآمنهم وسيرهم في طريق التكامل الذي مشوا فيه.
ثانياً:إنه تعالى أعطى قريشاً نفسها وأطعمهم وآمنهم,ببزوغ نور الإسلام الذي أخرجهم من الظلمات الى النور.
غير أن أنزال الإسلام وتبليغه.إنما هو سبب اقتضائي للهداية وليس علياً.
وإنما تنفع حقيقته حينما تتم أجزاء العلة,بالدخول الى الإسلام,وإطاعة أحكامه. وعلى هذا يمكن القول بإمكان عموم الإطلاق(للإطعام والنعم الإلهية)إلى كل المعاني المادية والمعنوية والدنيوية واللأخروية,وعدم الانحصار ببعضها دون بعض
.................................................. ..................
نأخذ العبر والدروس من هذا الكلام المبارك هو أن الأتباع المخلصين لجهة الحق يكونون مصداقاً لهذه الآيه وهو أن الله تعالى كم من مصائب وشدائد مرت بلؤمنين قد نجاهم منها وكم من مرة قد آمنهم من كيد الأعداء والمتربصين وكم من مرة وفقهم للطاعات التكاملية ونحن نرى الرعاية الإلهيه وهي تحرس المخلصين من الأعداء وخير دليل المظاهرات التي يأمر بها السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) لنصرة المظلوم مثلا تكون محميه ورعاية ربانيه لهذة الحشود من مأكل وملبس وحتى مبيت فيالها من نعم يعجز اللسان والجوارح عن اعطائها حق شكرها هذا والحمد لله رب العالمين
[/frame]
|
|
|