15-02-2011, 08:06 PM
|
#2
|
|
السؤال الثاني :
إن كان الحسن عليه السلام يعتبر معاوية كافراً فكيف يسلمه حكم المسلمين ؟؟
الجواب على هذا الاشكال بسيط :
قال تعالى في سورة يوسف
"وقال الملك أئتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال أنك اليوم لدينا مكين أمين *
"قال أجعلني على خزائن ألأرض أني حفيظ عليم"5 *
هذا هو نبي الله يوسف عليه السلام وقد أجمعت الأمة الأسلاميه على عصمة انبياء الله جميعا
وقد أصبح وزيرا لفرعون وكان بمايسمى في زمانه (عزيز مصر) وقد طلب ان يكون المتولي على خزائن ألأرض ولم يجبر على هذا العمل تحت أمرة الكافر(فرعون)بل كان بطلب منه عليه السلام لما أعتقده من المصلحة في توليه لهذا المنصب فعمل تحت أمره وهو سامع مطيع ولم ينافي ذلك عصمته بل ان الله تعالى امتدح فعله هذا ,أظهر بأنه هو من قدر وأراد ليوسف ع ان يكون بهذا المكان فقال تعالى
"وكذلك مكنا ليوسف في ألأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولانضيع أجر المحسنين "يوسف
وكذلك مما يثبت انه كان يعمل بأوامر الملك ولايخالفها ووفقا لدين الملك المخالف لدين نبي الله يوسف ع
قوله تعالى
"فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم أستخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ماكان ليأخذ أخاه في(دين الملك) ألا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم*
هذا هو الحال من قبل نبي معصوم أمتدحه الله في كثير من آيات كتابه بل وصفه بأنه من عبادنا المخلصين
عمل وزيرا لملك كافر بشهادة القرآن الكريم لما رآى المصلحه تقتضي هذا العمل والنتيجه ان هذا العمل لا يحط من قدره اومن عصمته
وكذلك كان ألأمام الحسن ع أماما معصوما رأى المصلحه في حقن دماء المسلمين ووحدتهم فتنازل لمعاويه الذي هو في الظاهر مسلما يشهد ان لااله الا الله وأن محمدرسول الله
وتنازله كان عن كرسي الخلافة وليس عن الامامة التي بقيت بيد الامام المجتبى ومن تبعه من شيعته
فمن تبع معاوية فهو يتحمل نتائج تبعته له وليس الحسن عليه السلام
ومن تبع الحسن بالمقابل فله نتائج تبعته..
ولاحظ الفارق بين طلب يوسف للأستيزار برغبة منه وبين تنازل ألأمام الحسن ع لمعاويه مضطرا
كذلك لاحظ ان يوسف ع عمل وزيرا لملك كافر يسمع له ويطيع والأمام الحسن لم يكن إلا فردا من أفراد الرعيه فلم يطلب أمارة أو وزاره بل أشترط على معاويه شروطا وقع عليه الأثنان فيهما للمسلمين الخير والصلاح .....وما ان تمكن معاويه حتى جعل هذه الشروط تحت قدميه (ومن نكث فأنما ينكث على نفسه )
ونبي الله يوسف على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام لم يعطِ شرعية لما كان عاملا في دولة عزيز مصر أ ليس كذلك؟ بل ولم تنتفِ إمامة نبي الله إبراهيم على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام بعدم حكمه ومثله في ذلك نبي الله يونس ....عليهم السلام
ولو كان الإمام الحسن عليه السلام يرى شرعية لمعاوية في الحكم ما حاربه معاوية وقاتله وهو سيد شباب أهل الجنة
ما هي أسباب الصلح ..؟؟
من لديه أدنى اطلاع على الظروف السائدة آنذاك
يدرك تماماً أن المسلمين كانوا على حافة الهاوية من النزاع والصراعات والفتن
لا شك أن الظروف تتحكم بدرجة كبيرة في اتخاذ القرار، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن القرار السياسي يؤسس على حسابات الظروف القائمة والمتوقعة حتى مع توفر أسبابه الموضوعية الأخرى، ولذلك فإن هذه المسألة شكلت ظاهرة طبيعية حتى في قرارا الرسول (صلّى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) الظروف غير المؤاتية هي التي أجلت قرار الحرب عند الرسول مثلاً، في حين أصبح تغيّر بعض الظروف سبباً في الانتقال إلى المواجهة العسكرية مع الكفار، وهكذا مع الإمام علي (عليه السلام) أيضاً.
فالظروف مرة تكون بهيئة عوامل مساعدة لاتخاذ القرار، ومرة أخرى تكون بهيئة معوقات ضد القرار، ومن هنا يمكن تقسيمها إلى نوعين.. ظروف سلبية وأخرى إيجابية.
الظروف السلبية
وهي تلك العوامل والتغيرات التي حصلت في الواقع القائم والتي كانت لغير صالح اتخاذ قرار الحرب من قبل الإمام الحسن (عليه السلام) ومنها:
1ـ عدم توفر الحشد العسكري المؤمن الذي يكافئ جيش معاوية ويتفوق عليه، ويمكن أن تلمس ذلك وبدقة من خلال قول الإمام (عليه السلام) نفسه حيث قال: (والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصاراً، ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري) .
2ـ فقدان وحدة الرأي في جيش الإمام. إذ أن أخطر مظاهر تفكك الجيش هي توزع الرأي على عدة اتجاهات، ولما كان جيش الإمام الحسن خليط من مختلف الاتجاهات والفئات، فإن دخول المعركة بجيش تحكمه الاجتهادات المتنوعة والآراء المختلفة وعدم انضباطه بالقرار المركزي للقيادة هو أشبه بعملية الانتحار، ولذلك نجد أن الإمام الحسن (عليه السلام) لا يعتبر أن أهل الكوفة مؤهلين كي يدخل المعركة بهم.. يقول (عليه السلام): (إني رأيت أهل الكوفة قوماً لا يوثق بهم، وما اغتر بهم إلا من ذل، ليس رأي أحد منهم يوافق الآخر) .
3ـ تواطؤ كثير من أفراد الجيش مع معاوية، حيث كتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية: (فإنا معك وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك) .
4ـ سريان الفتن والإشاعات داخل صفوف الجيش بسبب نفوذ الدعايات التي يبثها معاوية في أوساط جيش الإمام الحسن كجزء من الحرب النفسية لتثبيط عزيمة الجيش وتفكيكه من الداخل، منها على سبيل المثال تلك الشائعة التي سرت قبل أن يصالح الإمام الحسن (عليه السلام) معاوية والتي مفادها (إن الحسن يكاتب معاوية على الصلح، فلم تقتلون أنفسكم) .
5ـ تمايل الجيش نحو الصلح وعدم رغبته في القتال، حيث أن الحرب النفسية التي شنها معاوية عن طريق شراء الذمم وتجنيد الخونة أدت إلى تثاقل الأفراد، وهروب بعضهم إلى جانب معاوية ممّا أدى إلى خلخلة الجيش من الداخل.
الظروف الإيجابية
وهي تلك الظروف التي يمكن اعتبارها عوامل مساعدة لتحرك موقع الإمامة القيادي الذي تمثل بشخص الإمام الحسن (عليه السلام) وإذا استذكرنا عوامل السلب الكثيرة في حالة اتخاذ قرار الحرب، ومنازلة معاوية، لم يبق أمام الإمام الحسن (عليه السلام) إلا استثمار الظروف الإيجابية وهي تلك التي شجّعت الإمام (عليه السلام) على الصلح أملاً في استثمار الشروط التي أدرجها الإمام في وثيقة الصلح مع معاوية.
فالإمام (عليه السلام) أمامه فرصة موافقة معاوية على شروطه، حيث عندها يستطيع أن يصلح الأوضاع قدر المستطاع باتجاه تعزيز وجود الدولة الإسلامية وجمع شتات الأمة ورص صفوفها وتوحيد كلمتها على النحو الذي يتم فيه تطهير مفاصل الدولة ومؤسساتها من وجود العابثين والظواهر القاتلة التي أوجدوها. هذا على أن معاوية إذا لم يف بالشروط التي يوقعها فإن هذا النكث يشكل عاملاً مهماً في كشف زيف معاوية أمام الرأي العام، وبالتالي يكسب الإمام الحسن (عليه السلام)المعركة السياسية على الأقل.
يتبع رجاءاً
|
|
|