15-02-2011, 07:51 PM
|
#2
|
|
أحمد قصير
وعمد المسؤول الى اعطاء تعويض بسيط لهؤلاء الفقراء النازحين من الجنوب والمهاجرين من بعلبك الهرمل بسبب ضيق العيش. وهنا جاء دور الامام الاجتماعي الذي تدخل في الامر وفاوض الدولة على اساس المقايضة وأخذ أراضŸ قريبة من الكلية، وهكذا ساعد الامام في ابقاء المحرومين، وانقذهم من التشرد لأن التعويض الذي نالهم لا يكفي لشراء أي عقار في أية منطقة. ولم يكتفِ الصدر بذلك بل عمد الى جمع بعض الاموال من الميسورين وسعى الى انشاء قرية نموذجية اطلق عليها سكانها اسم "قرية الامام الصدر النموذجية" وقد جهزت هذه المدينة بمستوصف "الصدر الشعبي" الذي يضم قسم الطوارئ والتوليد، ونادي "الامل" الثقافي الكشفي، الرياضي الاجتماعي.
ومن نافل القول إن عالم الدين في رأي الامام موسى الصدر لم يكن في الاساس موظفاً، وانما كان معلماً وداعية، وان الدين للحياة قبل ان يكون زاداً للآخرة. وان السعي لتحسين اوضاع المجتمع عبادة. وان المؤمن يرفض الركون للظلم او مسايرة المتكبّر، فهو ثورة دائمة يسعى دائماً نحو الافضل وهنا يكمن سبب محنة الانبياء والاولياء والمصلحين الاجتماعيين في كل زمان.
ناهيك ان الامام الصدر بادر الى معالجة الاوضاع الصحية بنهج علمي وعملي فأسس اول مدرسة لتخريج الممرضات والممرضين عام ،1969 ثم استحصلت المؤسسة على مرسوم جمهوري عام 1972م ثم افتتح الامام الصدر المستشفى الميداني في بئر حسن بالتعاون مع مؤسسة الصليب الاحمر الدولي كما اقيم في الوقت نفسه مركز للاسعاف الطبي بمحلة النبعة - برج حمود بالتعاون مع بعثة طبية فرنسية وتابع الامام مسيرته متواصلاً بعلاقات اجتماعية مع جميع اللبنانيين داعياً الى نبذ التعصب والتفرقة الطائفية باعتبار ان وظيفة الدين هي المعاملة والاستقامة الاخلاقية، وان لا بديل من نهوض مجتمعنا إلاّ بالوعي واحداث تغيير في عملية صنع القرار. ومن هنا تدرك اهمية الوثيقة الاصلاحية التي قدمها القائد المؤسس الامام موسى الصدر للدولة اللبنانية بعد انتخابه رئيساً للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عام 1977 فعلى المستوى الاجتماعي مثلاً نرى ان هذه الوثيقة تؤسس لقيام دولة ديموقراطية عصرية تواكب مستلزمات الانسانية في القرن الحادي والعشرين.
1- وضع سياسة ديموغرافية شاملة.
2- تكافؤ الفرص أمام الجميع.
3- المساواة في العمل والتربية والثقافة. واعتماد برامج وخطط تؤدي الى لا مركزية المرافق الوطنية.
4- وضع سياسة اسكانية لتمليك كل مواطن لبناني.
5- تشجيع المواطن على استصلاح عقاره في القرى، من طريق تقديم التسليفات المالية بفوائد زهيدة.
6- انماء المناطق المحرومة.
7- تعميم الضمانات الاجتماعية: ضمان الشيخوخة والبطالة والمرض لجميع المواطنين.
8- المشاركة الفعلية لمختلف قوى الشعب المنتجة في ادارة المؤسسات والمشاركة في الارباح.
9- رسم سياسة مكافحة التلوث وحماية الطبيعة.
10- انشاء مؤسسات استشفائية وصحية تبعاً لحاجات المناطق ووضع سياسة للطب الوقائي الاجتماعي تشمل انحاء الوطن كافة.
أضف الى ذلك ان الامام الصدر تمكن من اقامة قوة ضاغطة بواسطة "تجمع الشباب الشيعي" ودعوته الجادة الى انشاء مؤسسة ترعى شؤون الطائفة فاثمرت التحركات والتظاهرات باجماع نواب الطائفة الاسلامية الشيعية على تقديم اقتراح قانون في 16/5/1967 صدقه رئيس الجمهورية بتاريخ 19/ 12/ 1967 وبمقتضاه انشئ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي ترأسه الامام الصدر بتاريخ 22/5/،1969 داعياً الى وحدة المسلمين كخطوة اولى لوحدة الوطن. ولتحقيق ذلك ساهم الإمام في لقاءاته مع سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، ثم مع رئيس الجمهورية اللبنانية وشيخ عقل الطائفة الدرزية، والبطريرك الماروني.
وعندما اندلعت الحرب الاهلية في لبنان (نيسان 1975) شارك الامام الصدر في مؤتمر دار الفتوى المنعقد بتاريخ 24/ 5/ 1975 وكانت مواقف الامام الوطنية من أجل تعميق وحدة المواقف في مختلف الشؤون الاجتماعية.
وشارك الامام الصدر في مؤتمرات مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة ابتداءً من المؤتمر الخامس المنعقد في آذار 1970 وواصل مشاركته في المؤتمرات اللاحقة. وفي المؤتمر الخامس، انتخب الامام الصدر عضواً دائماً في مجتمع البحوث وقدّم ابحاثاً عدة مفيدة ومتنوعة، وردت في شكل توصيات في الجلسة الختامية" وفي المؤتمر السادس المنعقد في نيسان ،1971 قدم الامام الصدر اقتراحين:
الاول: يتعلق بتوحيد الشعائر الاسلامية.
الثاني: يتعلق بدعم المجهود الحربي العربي، ودعم المقاومة الفلسطينية للجهاد المقدس في معركتها مع اسرائىل، ودعوة الشعوب الاسلامية للمساهمة في تمويل هذه المعركة من طريق شراء "سندات جهاد" تصدر لهذه الغاية.
صحيفة النهار
|
|
|