عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2012, 12:41 AM   #8

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة الثامنة 10 صفر 1419 هـ
الخطبة الاولى
على حب مولانا أمير المؤمنين بأعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد .
على حب النجف الاشرف بلد أمير المؤمنين بأعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد .
على حب الحوزة الشريفة بأعلى أصواتكم الصلاة على محمد وال محمد .
قبل أن أبدأ بالخطبة أحسب ان كثيرا منكم يقولون انه فلينته سيد محمد الصدر من الدعاء حتى نصغي بآذاننا الى مقاصده وما يريد ان يقول .
أنا اقول ، لا، أنتوا اصغوا الى الدعاء اكثر مما تصغون الى كلامي .
حبيبي ، كلام المعصومين أحسن ام كلام سيد محمد الصدر احسن ، تعليم المعصومين احسن ام تعليم سيد محمد الصدر احسن ، طبعا كلام المعصومين والأدعية انما هي لهدايتنا ورعايتنا وتكاملنا وإيماننا ، گول لا ، سبحان الله ، زين الامام گالها وراح سلام الله عليه ، احنه نحتاج الى قدم من التجاوب والالتفات والإصغاء بس ، النه زينة حبيبي ، الك زينة حبيبي ، اما أن تهمل الادعية ، مجرد الثواب ، إن شاء الله بعد مليون سنة بالآخرة ، الك موزين حبيبي ، بئس الفعل فعلك ، اصغِ الى الادعية احسن مما تصغي الى اي متكلم امامك حتى لو كان اعلم العلماء .
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فإن عفوت يا ربي ، فطالما عفوت عن المذنبين قبلي لأن كرمك اي ربي يجل عن مكافات المقصرين وأنا عائذ بفضلك هارب منك اليك متنجز ما وعدت من الصفح عمن احسن بك ظنا ، إلهي أنت أوسع فضلا وأعظم حلما من ان تقايسني بعملي او ان تستزلني بخطيئتي وما أنا يا سيدي وما خطري هبني بفضلك سيدي وتصدق علي بعفوك وجللني بسترك واعفو عن توبيخي بكرم وجهك ، سيدي أنا الصغير الذي ربيته ، وأنا الجاهل الذي علمته ، وأنا الضال الذي هديته ، وأنا الوضيع الذي رفعته ، وأنا الخائف الذي أمنته ، والجائع الذي اشبعته والعطشان الذي ارويته ، والعاري الذي كسوته ، والفقير الذي أغنيته ، والضعيف الذي قويته ، والذليل الذي أعززته ، والسقيم الذي شفيته ، والسائل الذي أعطيته ، والمذنب الذي سترته ، والخاطيء الذي أقلته ، وأنا القليل الذي كثرته ، والمستضعف الذي نصرته ، وأنا الطريد الذي آويته ، أنا يا رب الذي لم استحيك في الخلاء ، ولم أُراقبك في الملاء ، أنا صاحب الدواهي العظمى ، أنا الذي على سيده اجترى ، أنا الذي عصيت جبار السماء ، أنا الذي اعطيت على معاصي الجليل الرشا ، أنا الذي حين بشرت بها خرجت اليها اسعى ، أنا الذي امهلتني فما ارعويت ، وسترت عليّ فما استحييت ، وعملت بالمعاصي فتعديت ، واسقطتني من عينك فما باليت ، فبحلمك امهلتني ، وبسترك سترتني حتى كأنك اغفلتني ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني ، إلهي لم اعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ، ولا بأمرك مستخف ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولا لوعيدك متهاون ، لكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواي وأعانني عليها شقوتي وغرني سترك المرخى عليّ ، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي ، فالان من عذابك من يستنقذني ، ومن أيدي الخصماء غدا من يخلصني ، وبحبل من اتصل ان انت قطعت حبلك عني ، فواسوأتاه على ما أحصى كتابك من عملي الذي لولا ما أرجو من كرمك وسعة رحمتك ونهيك إياي عن القنوط لقنطت عندما أتذكرها ، يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج .
السلام عليك يا رسول الله ، اللهم صل وسلم على نبيك المصطفى محمد بن عبد الله ، يا رسول الله اشهد إنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك وجاهدت في سبيل الله ، وعبدت الله حتى أتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأديت الذي عليك من الحق ، وانك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين ، فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين ، الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة ، اللهم فاجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وانبيائك المرسلين وعبادك الصالحين واهل السماوات والارضين ومن سبح لك يا رب العالمين من الاولين والاخرين على محمد عبدك ورسولك ونبيك وامينك ونجيك ونجيبك وحبيبك وصفيك وخاصتك وصفوتك وخيرتك من خلقك ، اللهم اعطه الدرجة الرفيعة وآته الوسيلة من الجنة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون ، اللهم انك قلت ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ، وإني اتيتك مستغفرا تائبا من ذنوبي ، وإني اتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي ، اللهم صل على محمد واله اجمعين .
الان نستمر في شرح بسيط لخطبة سيدنا ومولانا الامام الحسين سلام الله عليه :
(لا مَحيص عن يوم خُط بالقلم) ، المَحيص اسم مكان بمعنى مكان حَيص ، والحيص يعطي معنى الحركة ، قال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين ، يقال حَاص عنه يحيص حيصا وحيوصا ومحيصا ومحاصا وحيصانا ، اي عدل وحاد .
اقول وهو معنى الحركة بالابتعاد عنه حين يبتعد شخص عن آخر مثلا ، ومقتضى كلام الطريحي ان مَحيص مصدر وهو لا ينافي ان يكون اسم مكان كمنزل ، وما عنه محيص اي لا مهرب عنه ، ومنه قوله تعالى : مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (35) ، والائمة سلام الله عليهم ، دائما يستعملون لغة القرآن وكلمات القرآن وجمل القرآن ، وأحري بنا جميعا ان نكون كذلك .
(خُط) اي كُتب ورُقم على اللوح او على الورق بالقلم ويراد به القلم الأعلى الذي يكتب على اللوح المحفوظ ، حين يكتب في اللوح المحفوظ والا فليس كل قلم وكل لوح كذلك كما هو واضح ، خُط بالقلم يعني سيد محمد الصدر خاطه ، رب العالمين هو الذي خَطه عن طريق القلم الاعلى في اللوح الاعلى .
وهو لم يذكر اللوح لدلالة السياق عليه ، ذكر اللوح ما گو طبعا ، لكنه ذكر القلم موجود والقلم لا يكتب الا بلوح .
والخط هنا تعبير عن القدر الالهي والعزم على حصوله بحيث لا يكون قابلا لتعلق البَداء به كما قلنا في خطبة سابقة وهو تنبوء منه سلام الله عليه ، بما حصل فعلا ، وهو قد عبر عنه بالخط ونحن نسميه بالكتابة كقول الناس المكتوب ما منه مهروب الكتابة هذا شيء مكتوب علي ، يعني شنو يعني هو عبر بالخط ، (لا محيص عن يوم خط بالقلم) اي كتب في مسؤوليتك وقدرك ، وقوله (لا محيص عن يوم خط بالقلم) واضح في انه يعطي قاعدة عامة ويشمل كل شيء ، (لا محيص عن يوم خط بالقلم) ، ليس بشيء دون شيء بل كل الاشياء هي ها لشكل حتى وقوفي هذا ايضا مخطوط بالقلم الاعلى ، فأنا أجي أقف ، هذا هوه ، لأن الله اراد ان يقف انت او اي واحد ، اي شيء من الانسان والنبات والجماد والحيوان والارض والسماء بقلم الله سبحانه وتعالى مكتوبه هذا هوه ، (لا محيص عن يوم خط بالقلم) ، لكل المخلوقات وكل عالم الامكان بما فيها الحسين سلام الله عليه .
ومن ذلك ما خُط في قانونه العام على البشرية كالرزق والمرض والموت كما قال تعالى ، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...(185) ، وقال الحسين في نفس الخطبة ، (خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة) ، إلا ان الذي يظهر من سياق الكلام من (يوم خُط بالقلم) ، يوم شهادته ، هو يريد يطبقه على نفسه سلام الله عليه ، كما قال في اول الخطبة ، ( وخير لي مصرع انا لاقيه كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ) ، فيكون المراد انه لا محيص لي عن يومي الذي خط لي بالقلم ، كما لا محيص لأحد عن يومه الذي خط له بالقلم ان خيرا فخير وان شرا فشر .
(رضا الله رضانا اهل البيت) ، أقرأ لكم في ذلك ما كتبته في أضواء على ثورة الحسين عليه السلام ، فان هذه الجملة تحتوي على تقسيمين :
التقسيم الاول : النظر الى معنى الرضا في هذه الجملة ، فإننا تارة نفهم منها نفس الرضا بصفته عاطفية نفسية محبوبة ، ان الانسان راضي ، ها الشكل ، وأخرى نفهم منها الامر المرضي ، رضاي اي مرضيي والذي احبه ، ها الشكل ، وافضله ، واخرى نفهم منها الأمر المرضي يعني الذي يتعلق به الرضا كما هو متعارف عرفا التعبير بذلك ولو مجازا .
التقسيم الثاني : النظر الى ما هو المبتداء والخبر في هذه الجملة ، فانه قد يكون رضا الله مبتدأ ورضانا خبر ، كما هو مقتضى الترتيب اللفظي لهذه الجملة ، المقدم يكون مبتدأ ، ما هو متقدم لفظا يكون مبتدأ وما هو متأخر لفظا يكون خبر ، اما بالعكس ، لأنكم طبعا اكثركم لم تدرسوا في الحوزة العلمية ، بالعكس خبر متأخر يصير ، مبتدأ متأخر يصير ، ان المتأخر خبر وما قبله مبتداء هم يصير ، وهو ان يكون رضا الله خبرا مقدما ورضانا مبتداءا مؤخرا ، كما نقول زيد قادم وقادم زيد ، واذا لاحظنا كلا التقسيمين كانت الاحتمالات اربعة بضرب اثنين في اثنين ، ولكل من هذه المحتملات معناها المهم ، ويمكن ان نعطي فيما يلي بعض الامثلة في الفهوم التالية :
الفهم الاول : ان يكون الرضا بمعنى الأمر المرضي ويكون رضا الله في هذه الجملة هو المبتدأ ، فيكون المعنى إن الأمر الذي يرضاه الله عز وجل نرضاه نحن اهل البيت ، وهذا هو الفهم الاعتيادي والمناسب مع السياق في هذه الخطبة من حيث انه عليه السلام ، يعبر عن رضاه بمقتله ، بمقتل نفسه ، بأنه امر مرضي لله عز وجل .
الفهم الثاني : ان يكون الرضا بمعنى الأمر المرضي ويكون رضا الله في هذه الجملة خبرا مقدما ، فيكون المعنى ان الأمر الذي نرضاه نحن أهل البيت يرضاه الله عز وجل ، أو قل هو مرضي لله عز وجل بدوره ، ما نرضاه يرضاه الله كما إنه شنو ، ما يرضاه الله نحن نرضاه كلاهما هكذا ، ليس هذا خاص باهل البيت ، ماذا يقول في القرآن ، (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...(54) ، انه ، ما يرضاه الله همه راضين بيه ، وما همه راضين بيه ، ايضا الله راضي بيه ، وهذا أمر صحيح وعلى القاعدة مطابق لما ورد عنهم عليهم السلام ، بمضمون اننا أعطينا الله ما يريد فأعطانا ما نريد ، فتكون تلك الجملة بمعنى الفقرة الثانية من هذه الجملة ، أي أعطانا ما نريد ، كما هو واضح للقاريء اللبيب .
الفهم الثالث : ان يكون المراد بالرضا معناه المطابقي ، اي الرضا النفسي ، وليس الأمر المرضي كما قلنا في الفهوم السابقة ، ويكون رضا الله في هذه الجملة مبتدا والثاني خبر ، فيكون المعنى ان رضا الله سبحانه هو رضا اهل البيت عليهم السلام ، وهذا صحيح ايضا ومطابق للقاعدة لان الفلاسفة والمتكلمين المسلمين قالوا انه ورد في الكتاب الكريم والسنة الشريفة نسبة كثير من الامور الى الله سبحانه كالرضا والغضب والحب والبغض والكره والارادة وغير ذلك من الصفات ، مع انه قد ثبت في مورد آخر في علم الكلام والعقائد الاسلامية ان الله تعالى ليس محلا للحوادث ويستحيل فيه ذلك ، وكل هذه الامور من قبيل العواطف المتحددة التي تستحيل على ذات الله سبحانه ، فكيف صح نسبتها اليه سبحانه في الكتاب والسنة ، وقد أجاب الفلاسفة والمتكلمون بعدة اجوبة عن ذلك ، كان من اهمها وهو الذي مطابق لهذا الفهم من قوله عليه السلام ، (رضا الله رضانا اهل البيت) ، انه جل جلاله يجعل هذه العواطف المتحددة في نفوس اوليائه وانبيائه واصفيائه ، فاذا علمنا إن اهل البيت هم أولياء الله وأصفياؤه كما هو الواقع ، إذن فيصدق ان رضا الله رضاهم أهل البيت ، لأن رضا الله سبحانه وتعالى كما قال الفلاسفة ليس قائما بذاته جل جلاله ، بل قائما بذوات المعصومين سلام الله عليهم .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَّسَدٍ (5)
صدق الله العلي العظيم
الجمعة الثامنة 10 صفر 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
اللهم اني اجد سبل المطالب اليك مشرعة ومناهل الرجاء اليك مترعة ، والاستعانة بفضلك لمن املك مباحة ، وابواب الدعاء اليك للصارخين مفتوحة ، واعلم انك للراجين بموضع اجابة وللملهوفين بمرصد اغاثة وأن في اللهف الى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ومندوحة عما في ايدي المستأثرين وأن الراحل اليك قريب المسافة وانك لا تحتجب عن خلقك الا ان تحجبهم الاعمال دونك ،( اي السيئات حبيبي )، وقد قصدت اليك بطلبتي وتوجهت اليك بحاجتي وجعلت بك استغاثتي وبدعائك توسلي من غير استحقاق لاستماعك مني ولا استيجاب لعفوك عني بل لثقتي بكرمك وسكوني الى صدق وعدك ولجائي الى الايمان بتوحيدك ويقيني بمعرفتك مني ان لا رب لي غيرك ولا اله الا انت وحدك لا شريك لك ، اللهم انت القائل وقولك حق ووعدك صدق ، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً ، وليس من صفاتك يا سيدي ان تأمر بالسؤال وتمنع العطية وانت المنان بالعطيات على اهل مملكتك والعائد عليهم بتحنن رأفتك ، إلهي ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا ونوهت باسمي كبيرا فيا من رباني في الدنيا بإحسانه وتفضله ونعمه واشار لي في الاخرة الى عفوه وكرمه ، معرفتي يا مولاي دليلي عليك وحبي لك شفيعي اليك وانا واثق من دليلي بدلالتك وساكن من شفيعي الى شفاعتك ، أدعوك يا سيدي بلسان قد اخرسه ذنبه رب اناجيك بقلب قد أوبقه جرمه ادعوك يا ربي راغبا راهبا راجيا خائفا اذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت واذا رأيت كرمك طمعت ، فأن عفوت فخير راحم وان عذبت فغير ظالم ، حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك مع اتياني ما تكره جودك وكرمك وعدتي في شدتي مع قلة حيائي رأفتك ورحمتك وقد رجوت ان لا تخيب بين ذين وذين منيتي فحقق رجائي واسمع دعائي يا خير من دعاه داع وافضل من رجاه راج .
اللهم صل على المصطفى ابي القاسم والمرتضى ابي الحسن والزهراء ام الحسنين والزكي ابي محمد والشهيد ابي عبد الله والسجاد ابي الحسن والباقر ابي جعفر والصادق ابي عبد الله والكاظم ابي الحسن والرضا ابي الحسن والجواد ابي جعفر والهادي ابي الحسن والعسكري ابي محمد والمهدي ابي صالح بقية الله في ارضه وحجته على عباده فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بأولكم وآخركم وفوضت بعد الله اليكم ، والسلام على ظاهركم وباطنكم واجسادكم وارواحكم واقوالكم واعمالكم ورحمة الله وبركاته .
مرت علينا قبل يومين او ثلاثة مناسبة ذكرى وفاة الامام الحسن سلام الله عليه ، فمن هذه الناحية كان المناسب جدا التعرض له في هذه الجمعة.
ما أعتقد يخفى كثير منكم ان هناك كتاب كشف الغُمَّة لعلي بن عيسى الأُربُلي الذي هو من علمائنا الاقدمين رضوان الله عليه ، كرس جهدهم وكتب في المقدمة الرجل ، أنه أنا أجمع في هذا الكتاب المصادر المكتوبة من قبل الجماعة من ابناء العامة ، له ثلاثة او اربعة مصادر او اكثر يجمعها لفظيا ويبوبها في كتابه فكل ما ذكر في كتابه انما هو شنو ، موجود في كتب الجماعة سواء وصلت الينا الان ، ام لا ، وهو من اعاظم الثقات وليس نستهين بأمره رضوان الله عليه ، كتبت لكم عدة روايات من فضائل الامام الحسن سلام الله عليه ، نسمعها افترض كقصة وفضيلة وتاريخ .
منها ما رواه ابو الحسن المدائني قال خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عليهم السلام ، حجاجا ففاتهم اثقالهم فجاعوا وعطشوا فمروا بعجوز في خباء لها فقالوا هل من شراب فقالت نعم فأناخوا بها وليس عندها الا شويهة في كسر الخيمة فقالت احلبوها وامتذقوا لبنها ففعلوا ذلك وقالوا لها هل من طعام ، قالت لا الا هذه الشاة فليذبحها احدكم حتى أهيء لكم شيئا تأكلون ، فقام احدهم فذبحها وكشطها ، نحن نگول سخها ، ثم هيأت لهم طعاما فأكلوه ثم أقاموا حتى بردوا ، كانوا مبتلين بالشمس مثلنا ، ثم أقاموا حتى بردوا فلما ارتحلوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، واشروا لها باتجاههم ، فاذا رجعنا سالمين فالمي بنا ، تعالي لنا ، فإنا صانعون اليك خيرا ثم ارتحلوا ، وأقبل زوجها وأخبرته عن القوم والشاة فغضب الرجل وقال ويحك اتذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم بعد مدة ، هذه الاسرة الاعرابية نگدر انگول ، الجأتهم الحاجة الى دخول المدينة ، يعني العجوز وزوجها ، فدخلا وجعلا ينقلان البعر اليها ويبيعانه ويعيشان به فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فاذا الحسن عليه السلام ، على باب داره جالس فعرف العجوز وهي له منكرة ، وهذه لفظة قرآنية (وهم له منكرون)، اي جاهلون بحقيقته ، فبعث غلامه فردها ، شو تعاليلي ، فقال لها ، يا أمة الله أتعرفينني ، قالت لا ، قال انا ضيفك يوم كذا وكذا ، فقالت العجوز ، بابي أنت وأمي لست أعرفك ، فقال ، فان لم تعرفيني فانا أعرفك فامر الحسن عليه السلام ، فاشترى لها من شاه الصدقة ، اي من شياه الصدقة ، الف شاة وامر لها بألف دينار وبعث بها مع غلامه الى أخيه الحسين عليه السلام ، فقال ، يعني سألها الحسين عليه السلام ، بكم وصلك اخي الحسن ، فقالت بألف شاة وألف دينار فأمر لها بمثل ذلك ثم بعث بها مع غلامه الى عبد الله بن جعفر عليه السلام ، فقال لها ، بكم وصلك الحسن والحسين عليهما السلام ، فقالت بألفي دينار وألفي شاة ، فأمر لها عبد الله بألفي شاة والفي دينار فرجعت العجوز الى زوجها بمال كثير .
وروى ابن عائشة قال دخل رجل من اهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة فقال لم ار احسن منه فمال قلبي اليه فسألت عنه فقيل لي انه الحسن بن علي ابن ابي طالب عليهما السلام ، فامتلأ قلبي غيظا وحنقا وحسدا ان يكون لعلي عليه السلام ، ولد مثله فقلت ، انت ابن علي ابن ابي طالب ، فقال انا ابنه ، فقلت ، انت ابن من ومن ومن ، يعني ‏‏‏شنو ، يشتمه ، وجعلت اشتمه وأنال منه ومن أبيه وهو ساكت حتى استحييت منه فلما انقضى كلامي ضحك وقال ، احسبك غريبا يا شامي فقلت اجل فقال فمل معي ان احتجت الى منزل انزلناك والى مال ارفدناك والى حاجة عاوناك فاستحييت منه وعجبت من كرم اخلاقه ، شوفوا واحد من عدنه ها الشكل ، كون واحد يعتبر حبيبي ، كل اعمال واقوال الائمة عبرة ، فانصرفت وقد صرت أحبه ما لا أحب أحدا غيره .
وعن عبد الله بن عباس ، بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه واله ، هاي في حياة رسول الله ، حينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، اذ اقبلت فاطمة عليها السلام ، تبكي فقال لها النبي صلى الله عليه واله ، ما يبكيك ، قالت يا رسول الله ان الحسن والحسين خرجا فو الله ما أدري أين سلكا ، إمضيعتهم ، فقال النبي صلى الله عليه واله ، لا تبكين فداك ابوك فان الله خلقهما وهو ارحم بهما اللهم ان كانا اخذا في بر فاحفظهما وان كانا اخذا في بحر فسلمهما ، فهبط جبرئيل عليه السلام ، فقال ، يا أحمد لا تغتم ولا تحزن هما فاضلان في الدنيا فاضلان في الاخرة وابوهما خير منهما وهما في حضيرة بني النجار نائمين وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما قال ابن عباس فقام رسول الله صلى الله عليه واله ، وقمنا معه حتى أتينا حضيرة بني النجار ، فاذا الحسن معانق الحسين عليهما السلام ، واذا المَلَكْ قد غطاهما بأحد جناحيه ، فحمل النبي صلى الله عليه واله ، الحسن وأخذ الحسين المَلَكْ والناس يرون انه حاملهما ، تقول الرواية ، فقال له ابو بكر الصديق ، وهذا يدل على انه منقول من كتاب من الجماعة فهو ينقله لفظيا ، فقال له ابو بكر الصديق ، وابو ايوب الانصاري رضي الله عنهما هكذا مكتوب هناك ، فقال صلى الله عليه واله ، دعهما ، كأنما يريدون يشيلونهم عن النبي صلى الله عليه واله ، فقال صلى الله عليه واله ، دعاهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وأبوهما خير منهما ، ثم قال ، والله لأشرفنهما اليوم بما شرفهم الله سبحانه ، فخطب فقال ، أيها الناس الا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ، قالوا بلى يا رسول الله ، قال ، الحسن والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد ، الا أخبركم بخير الناس أبا وأما ، قالوا بلى يا رسول الله قال ، الحسن والحسين ابوهما علي ابن ابي طالب وامهما فاطمة بنت محمد ، الا أخبركم ايها الناس بخير الناس عما وعمة ، قالوا بلى يا رسول الله ، قال الحسن والحسين عمهما جعفر ابن ابي طالب ، الطيار طبعا ، وعمتهما أم هاني بنت ابي طالب ، أيها الناس الا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ، قالوا بلى يا رسول الله قال ، الحسن والحسين خالهما القاسم بن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله الا إن اباهما في الجنة وامهما في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وهما في الجنة ومن احبهما في الجنة ومن احب من احبهما في الجنة .
وروى الامام ابو الحسن علي بن احمد الواحدي رحمه الله ، في تفسيره الوسيط ، وهو من ابناء الجماعة طبعا ، ما يرفعه بسنده ان رجلا قال دخلت المدينة فاذا انا برجل يحدث عن رسول الله صلى الله عليه واله ، والناس حوله فقلت له اخبرني عن شاهد ومشهود ، معنى شاهد ومشهود في القرآن ، (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) ، اخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال ، نعم اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم عرفة فجزته الى آخر يحدث ، ايضا گاعد في المسجد يحدث حوله طلاب ، فقلت له اخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال نعم اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم النحر ، اي عيد الاضحى طبعا ، فجزتهما الى غلام ، طفل حبيبي ، كأن وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه واله ، ياهو طفل من عدنة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت ، اخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال ، نعم اما الشاهد فمحمد صلى الله عليه واله ، وأما المشهود فيوم القيامة ، شوف هاي حچايتي ، فأين الثريا واين الثرى واين معاوية من علي ، اما الشاهد فمحمد صلى الله عليه واله ، واما المشهود فيوم القيامة ، اما سمعته هكذا ، اما سمعته يقول ، اي الله سبحانه وتعالى ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ...(45) ، الشاهد رسول الله مو يوم الجمعة يعني غلط حبيبي ، وقال تعالى ،...ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) ، المشهود ياهو منهم ، يوم القيامة ، هذا هوه بشهادة القرآن وبنص القرآن ، إنما ذولاك يتخبطون حبيبي ، لأنهو شنو ، ليسوا مدرسة القرآن ، وليسوا أهل القرآن هذا هوه ، وأهل بيت القرآن ، لا ، أهل بيت القرآن خاصون حبيبي لا يتعداهم الى غيرهم ، فسألت عن الاول ، هذا الذي يحدث ، فقالوا ، ابن عباس وسألت عن الثاني ، فقالوا ، ابن عمر وسألت عن الثالث فقالوا الحسن بن علي ابن ابي طالب عليهم السلام ، وكان قول الحسن أحسن .
لا اطيل عليكم انا كتبت لكم روايات أخرى على اية حال.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
صدق الله العلي العظيم ، وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك لمن الشاهدين الشاكرين والحمد لله رب العالمين .

















 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 07-04-2017 الساعة 09:21 AM
ابو علي غير متواجد حالياً