الموضوع
:
عقبات القيامة
عرض مشاركة واحدة
27-12-2011, 02:13 PM
#
4
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
387
تـاريخ التسجيـل :
Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
في أرض الله الواسعة
االمشاركات :
635
رد: عقبات القيامة
المشكلة الثانية:طريقة التعامل مع الحياة الدنيا..
1. الترف..
إن هناك قسماً من الناس، رب أعطاهم زيادة عن مؤونة سنتهم
-المؤمن يسأل الله -تعالى- أن لا يحوجه إلى لئام خلقه.. صحيح الفقر فخري، ولكن إذا نقص المال عن الكفاف، الإنسان يعيش شيئاً من الاضطراب الباطني، هذا لا كلام فيه.. لذا، المؤمن يسأل الله -عز وجل- أن يرزقه الكفاف من العيش.. ولهذا سلمان المحمدي هذا الإنسان الذي تربى في مدرسة النبي وآله، قال:
(إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه.. فإذا هي أحرزت معيشتها، اطمأنت)؛
هنيئًا لمن كان قوته مؤمّناً!.. قال رسول الله (
):
(من أصبح معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه؛ فكأنمّا خيرت له الدنيا)-..
فمن أُعطى زيادة عن قوته، وعن كفافه، مثله كمثل الموظف الذي يدفع المال للناس في البنوك!.. هذا إنسان مستخلَف على هذا المال: إن جاءه الأمر من المدير أو الرئيس، بصرف صك، ولم يصرفه؛ فإنه في نفس اليوم يُعزل من عمله.. لأن المال ليس ماله، صحيح أمامه الملايين، ولكنه إنسان موظف، ولا يملك من ذلك إلا راتبه الشهري.. فإن تمرد ولعب بهذه الأموال؛ جزاؤه السجن.. والإنسان الذي أكرمه الله -عز وجل- بالمال الوفير، هذه الأموال التي بيده، هي بمثابة ذلك الموظف خلف الصندوق، يقول تعالى:
﴿
وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ
﴾
.
أولاً:
ليس له الحق أن يصرف المال في غير موضعه، يقول تعالى:
﴿
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ
﴾؛
يا له من تعبير!.. المبذر هو ذلك الإنسان الذي يصرف المال في غير محله، والمسرف الذي يصرف المال في محله؛ ولكن يتعدى الحد.. مثلاً: من حق الإنسان الطبيعي أن يكون له أثاث في المنزل؛ ولكن لا داعي لهذا الترف الزائد في الحياة، ولهذه المبالغة في اقتناء الأثاث؛ لأنه في هذا الأثاث حق الله ورسوله؟!.. يقول تعالى:
﴿
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ
﴾
..
البعض منا يتمنى يوم القيامة لو كان فقيرًا مسكينًا في قرى الهند أو السند، ولم يكن في بلاد الغنى والثروة.. هذا الذي كان يكنزه من الذهب والفضة،
﴿
فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
﴾!..
ثانياً:
هذه الأموال المحبوسة في البنوك والودائع، ماذا سيجيب صاحبها رب العالمين يوم القيامة؟..
﴿
سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
﴾
..
القضية مخيفة جدًا!.. ولهذا تفكر ساعة خير من عبادة سنوات!.. عندما يقول الإنسان: يا رب، أنا مستخلَف على المال؛ عندئذ تتحول طريقة صرفه لهذا المال رأساً على عقب.. قالَ رسولُ اللهِ (
)
:
(لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربعٍ: عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ، وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ، وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ، وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ)،
هذه لحظات من المساءلة.. يقال يوم القيامة عندما يؤتي بالأنبياء والمرسلين -ويا له من حساب مخيف- رب العالمين يسأل الناس، ويسأل المرسلين.. فهنالك أمثال أيوب الصابر المبتلى، وهنالك نبي كسليمان أعطي من الملك ما أعطي!.. ]قال الصادق (
): [/
(آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود (
)، وذلك لما أُعطي في الدنيا)
..
سليمان (
) من أهل الجنة، ولكن يبدو أن هنالك ترتيباً في البين.. هذا المقدار من السعة له، بإزائه شيء من الحساب المميز!..
وعليه
، فإن الترف
من موجبات سد الأبواب.. ولهذا نلاحظ في البلاد الغنية، ليس هنالك ذلك التميز؛ لأن الحياة مشغلة ملهية بالنسبة لهم.. هنيئًا لمن عاش هذا المقدار من الموازنة بين حاجته وحاجة المجتمع وغيره!.. هذا أيضًا من العقبات الكبرى في هذا المجال؛ لأنه لا يمكن الجمع بين عيشة الملوك وبين مزايا أولياء الله في جوف الليل!.. فالإنسان المترف الذي يريد أن تتجلى له سبحات جلال وجه الله -عز وجل- في قنوت صلاة ليله، هذا ينطبق عليه قول الشاعر:
ومكلف الأشياء ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
هل تأخذ النار من الماء؟!.. هذا غير ممكن!.. فعلينا أن نبرمج حياتنا من جديد على كل الأصعدة، في عالم المعنى، وفي عالم المال.
2.
عدم التجانس..
ليس هنالك تجانس بين حياتنا الأسرية والاجتماعية والوظيفية، وبين ما نحمله من عزم.. الذي يعزم على جعل حياته حياة معقولة، ويعمل بهذه الوصايا، ويبرمج حياته من جديد، ويتخذ إلى ربه سبيلاً، قد يجد من يقف في وجهه.. ولكن كما يقال في كتب الفقه: هنالك شأنية في هذا المجال، لكل إنسان شأنه.. بعض الأوقات الزوجة أو الزوج، يكونان عنصر إحباط، كما ورد في القرآن الكريم
﴿
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
﴾
..
فهناك من النساء من تغار من الله -عز وجل- عندما يتقرب الزوج إلى الله، ويقيم الليل؛ لأنها تخشى أن يزول حبها من قلبه!.. وكأن هنالك منافسة بينها وبين رب العالمين!.. بينما الرجل كلما زاد إيمانًا؛ زاد رقة وعاطفة.. يقول النبي
( )
:
(أحـــسن النـــاس إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي)!..
لأن النبي كان في قمة درجات التكامل!..
إ
ن الذي يعيش وسطاً لا يتجانس مع فكره، عليه بما يلي:
أولاً:
التغيير!.. إن المؤمن وجود مغير، ولكن -مع الأسف- البعض يحب العزلة وحياة الدروشة: لا ينهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف.. هذا الإنسان ضعيف، كما يقال في الرواية:
(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)!..
والقوة ليست بمعنى قوة العضلات، فالقضية أعم!.. إنما المراد أنه إنسان صاحب عزم، وله حكومة إلهية في المنزل، قائم بالقسط؛ ولكن ليس بمعنى التحكم في العائلة.. فإ
ذن، من الأمور التي تهيئ الإنسان لحياة فضلى في هذا المجال: أن يغير الوسط، ويكون عنصراً مؤثراً في تغيير هذا الوسط.
ثانياً:
تحديد العلاقات!.. إن لم يستطع التغيير، عليه بتحديد العلاقات الاجتماعية.. فالمؤمن إنسان بخيل بوقته: عندما يزور أحداً يمنّ عليه أن قطع من عمره قطعة، وقدمها له.. بعض الناس عندما الآخرون يستقبلونه، يرى أن هذه منة عليه؛ بل بالعكس: هو عندما يذهب، يعطيه من عمره.. يقول البعض: عندما تعطي ساعتك لأحد، ذلك الشخص يشكرك على ذلك، ويراه نوعاً من أنواع الإيثار، وخاصة إذا كانت ذهباً أو مرصعةً بالجواهر؛ فكيف إذا أعطيته ساعة من عمرك؛ هذه الساعة التي تشتري بها الخلود والأبدية؟!.. فهل إعطاء ساعة حديدية؛ هو إيثار، وإعطاء ساعة من الحياة الحقيقية؛ لا قيمة لها؟!.. المؤمن أيضاً يبرمج حياته وعلاقاته الاجتماعية بما يخدم هذا المجال.
الخلاصة:
إن الذي ليست له خطة إستراتيجية في الحياة، وليست له همة للتميز، كي يكون مصداقاً لهذا الحديث النبوي: أن يصبح في يوم من الأيام عينه عين الله، ويده يد الله؛ هذا الإنسان سوف لن يحقق شيئًا في عالم الوجود.
عرصات
القيامة..
1. المحاكمة:
إن المحكمة الإلهية الكبرى، تكون في عرصات القيامة.. هذه المحكمة يصفها الإمام علي (
) وصفاً دقيقاً، قال السجاد (
) -في مسجد رسول الله (
)-:
(حدّثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب (
) يحدّث الناس، قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله -تبارك وتعالى- الناس من حفرهم غرلاً (أي جمع اغرل وهو الاغلف) مهلاً (أي مسرعين) جُرداً (أي جمع أجرد وهو الذي لا شعر عليه) مُرداً في صعيد واحد، يسوقهم النور، وتجمعهم الظلمة، حتى يقفوا على عقبة المحشر، فيركب بعضهم بعضاً ويزدحمون دونها، فيُمنعون من المضي فتشتدّ أنفاسهم، ويكثر عرقهم، وتضيق بهم أمورهم، ويشتدّ ضجيجهم، وترتفع أصواتهم، وهو أول هولٍ من أهوال يوم القيامة.. فيشرف الجبّار -تبارك وتعالى- عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة، فيأمر ملَكاً من الملائكة فينادي فيهم:
يا معشر الخلائق!.. أنصتوا واستمعوا منادي الجبّار، فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فتنكسر أصواتهم عند ذلك، وتخشع أبصارهم، وتضطرب فرائصهم، وتفزع قلوبهم، ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداعي، فعند ذلك يقول الكافر: هذا يوم عَسِر، فيشرف الله -عزّ وجلّ- ذكره الحكم العدل عليهم فيقول: أنا الله لا إله إلا أنا، الحكم العدل الذي لا يجور، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي، لا يُظلم اليوم عندي أحدٌ، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقّه، ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات، وأثيب على الهبات، ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالمٌ ولأحد عنده مظلمة، إلا مظلمة يهبها لصاحبها وأثيبه عليها، وآخذ له بها عند الحساب.. فتلازموا أيها الخلائق، واطلبوا مظالمكم عند مَن ظلمكم بها في الدنيا، وأنا شاهد لكم عليهم، وكفى بي شهيدا!..
فيتعارفون ويتلازمون، فلا يبقى أحدٌ له عند أحد مظلمة أو حقٌّ إلا لزمه بها، فيمكثون ما شاء الله فيشتدّ حالهم، فيكثر عرقهم ويشتدّ غمّهم، وترتفع أصواتهم بضجيج شديد، فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها.. ويطّلع الله -عزّ وجلّ- على جهدهم فينادي منادٍ من عند الله -تبارك وتعالى- يسمع آخرهم كما يسمع أولهم:
يا معاشر الخلائق!.. أنصتوا لداعي الله -تبارك وتعالى- واسمعوا، إنّ الله -تبارك وتعالى- يقول لكم: أنا الوهاب، إن أحببتم أن تواهبوا فتواهبوا، وإن لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم.. فيفرحون بذلك لشدة جهدهم، وضيق مسلكهم وتزاحمهم، فيهب بعضهم مظالمهم رجاءَ أن يتخلصوا مما هم فيه، ويبقى بعضهم فيقولون: يا ربّ!.. مظالمنا أعظم من أن نهبها!..
فينادي منادٍ من تلقاء العرش: أين رضوان خازن الجنان، جنان الفردوس؟.. فيأمره الله -عزّ وجلّ- أن يطلع من الفردوس قصراً من فضة، بما فيه من الآنية والخدم، فيطلعه عليهم في حفافة القصر الوصائف والخدم.. فينادي منادٍ من عند الله -تبارك وتعالى-: يا معشر الخلائق!.. ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى هذا القصر!.. فيرفعون رؤوسهم فكلّهم يتمناه، فينادي منادٍ من عند الله -تبارك وتعالى-: يا معشر الخلائق!.. هذا لكلّ مَن عفا عن مؤمن، فيعفون كلهم إلا القليل).
2. السؤال:
بعد أن يموت الجميع، ينفخ في الصور، ويقول تعالى:
﴿
لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ
﴾
؟..
لا من مجيب، هو يجيب:
﴿
لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
﴾
.. الإنسان الضعيف المسكين، هو الذي يتشبث بحشائش الدنيا، بإنسان ضعيف مثله.. أحد العلماء الكبار كان يقول: كم من القبيح أن يستجدي الفقير من الفقير!.. كل الناس فقراء إلى الله عز وجل!.. ولكن أحدنا عندما يواجه مشكلة في الحياة، قبل أن يلتجئ إلى ربه، يتصل بزيد وعمرو، بمن يُعبّر عنهم بـ"أصحاب الواسطة".. بينما عليه أن يطرح الأمر بين يدي الله عز وجل، فهو المهيمن، وهو سبب من لا سبب له، وهو سبب كل ذي سبب، وهو مسبب الأسباب من غير سبب.. بعض الأطباء يضع لوحة في عيادته، كُتب عليها: الدواء عندنا، والشفاء عند الله.. عندما يذهب الإنسان إلى الطبيب، ليقل كما قال إبراهيم الخليل (
):
﴿
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
﴾
..
الإنسان وهو في الحياة الدنيا، عليه أن يرتبط بهكذا إله.. فهو معه في الدنيا، والبرزخ، وفي القيامة.. يقول تعالى في كتابه الكريم:
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾
.. البعض يقول: الآية فيها الجواب، وهو: غرني كرمك.. مع الأسف تركنا العلاقة مع هكذا رب، وتشبثنا بكل زائل، وبكل حشيش.. ولكن يوم القيام هو يوم التغابن، ويوم الحسرة.
3. الإدانة:
إن مواقف القيامة
رهيبة!.. فرب العالمين له حساب دقيق، ولكنه رب كريم؛ أي هو عادل، يدين الإنسان ثم يعفو عنه.. حتى في الآية الكريمة تذكر
﴿
وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ
﴾
؛
يحاسبكم، أي يدينكم، ثم يقول: عفوت عنكم.. مثلاً: هناك إنسان في يوم من الأيام همّ بالزنا، بئس ما همّ به!.. ولكن رب العالمين لا يحاسبه على ذلك.. فإذن، هنالك عتاب، وهنالك حساب، ولكن الحساب لا يلازم العقاب دائمًا، وهذا الرواية دليل على كرم الله -عز وجل- ورأفته بالعباد..
(بينا رسول الله (
) جالس إذا رأيناه ضاحكاً حتى بدت ثناياه، فقلنا: يا رسول الله!.. ممّ ضحكت؟.. فقال: رجلان من أُمّتي جيئا بين يدي ربّي، فقال أحدهما: يا ربِّ!.. خذ لي بمظلمتي من آخر، فقال الله تعالى: أعطِ أخاك مظلمته، فقال: يا ربِّ!.. لم يبقَ من حسناتي شيء، فقال: يا ربِّ!.. فليحمل من أوزاري، ثم فاضت عينا رسول الله (
) وقال: إنّ ذلك اليوم ليوم تحتاج الناس فيه إلى مَن يحمل عنهم أوزارهم، ثم قال الله -تعالى- للطّالب بحقه: ارفع بصرك إلى الجنّة فانظر ماذا ترى؟.. فرفع رأسه فرأى ما أعجبه من الخير والنعمة، فقال: يا ربِّ لِمَن هذا؟!.. فقال: لِمَن أعطاني ثمنه، فقال: يا ربِّ ومَن يملك ثمن ذلك؟.. فقال: أنت ، فقال: كيف بذلك؟.. فقال: بعفوك عن أخيك ، فقال: قد عفوت، فقال الله تعالى: فخذ بيد أخيك فادخلا الجنّة.. فقال رسول الله (
):
﴿
فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ
﴾)
..
البعض منا يموت، ويظن أنه على خير، ولكن يفاجأ بملفات الخمر والزنا والربا تأتيه من كل مكان.. وما ذلك إلا لأن هنالك قوماً يطلبونه، فيأخذ من معاصيهم.. قد يقول قائل: يا له من حديث لطيف مفرح!.. يوم القيامة كلما تورطنا، رب العالمين يعطي القصور للطالبين.. ولكن هذه المعاملة قد تكون خاصة للبعض، وليست لكل إنسان.
4. التجاوز:
ورد في الخبر عن الإمام الصادق (
):
(
إنّ آخر عبد يُؤمر به إلى النار يلتفت فيقول الله عزّ وجلّ: أعجلوه، فإذا أُتي به قال له: يا عبدي!.. لمَ التفتّ؟.. فيقول: يا ربّ!.. ما كان ظني بك هذا، فيقول الله جلّ جلاله: عبدي، وما كان ظنك بي؟!.. فيقول: يا ربّ!.. كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنّتك.. فيقول الله: ملائكتي!.. وعزّتي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني، ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قطّ، ولو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً، ما روّعته بالنار.. أجيزوا له كذبه، وأدخلوه الجنّة)!..
هذا الرواية أيضاً مؤملة، ولكن من يتذكر هذه الكلمة في عرصات القيامة؟!..
(منقول )
التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد ; 27-12-2011 الساعة
08:15 PM
شجون الزهراء
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها شجون الزهراء