الموضوع: عقبات القيامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2011, 02:12 PM   #2

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي رد: عقبات القيامة

فإذن، هنالك قسم من الناس ليست له جهة في الحياة، بينما القرآن الكريم يدعونا أن نتخذ إلى الله تعالى سبيلاً.. فمنذ الساعة الأولى التي كتب فيها علينا التكليف، أمرنا أن نتخذ إستراتيجية في الحياة.. فنحن في كل يوم نبتعد عن الدنيا خطوة، ونقترب من الآخرة خطوة؛ وهذا واقع!.. فالذي بلغ الأربعين؛ أي أمضى ثلثي العمر، ماذا ينتظر ليتوب إلى الله عز وجل، وليتخذ إلى ربه سبيلاً؟!.. جاء في الحديث الشريف: (إذا بلغ الرجل أربعين سنة، ولم يغلب خيرُه شره.. قبَّل الشيطان بين عينيه، وقال: هذا وجه لا يفلح)!.. الشيطان خبير، يعرف الوجوه الفالحة من الوجوه غير الفالحة.. وعليه، فإن مشكلتنا هي أنه ليست لدينا خطة للوصول إلى درجات الكمال.
2. إعفاء النفس من السير إلى الله:وهناك أمر آخر، هذا الأمر كارثة في حياة المسلمين طوال التأريخ وهو: أننا لم نعمم فكرة "أننا كلنا مطالبون بأن نتخذ إلى الله سبيلاً".. البعض يظن أن للدنيا أهلها، وهو من أهل الدنيا.. وللآخرة أهلها، وهنالك أولياء لله، وهنالك خواص مسكنهم الحوزات العلمية، والمشاهد المشرفة.. فيقول: نحن أين وهذه الدرجات أين؟.. والمرأة تقول: أنا ربة بيت، لي حياة متواضعة، حياتي مع الأولاد والأعمال المنزلية، أين أنا وهذه الدرجات؟!.. هذا المعنى هو أول الفشل، وأول الكارثة: أي أن يعفي الإنسان نفسه عن الحركة الدائبة إلى الله عز وجل.. انظروا إلى القرآن الكريم، كيف يرفع من مستوى توقعات رب العالمين بالنسبة لنا، حيث يقول: ﴿اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ؛ إنه معنى ضخم وعظيم!.. أي لا تترك مساحة في الحياة، إلا وتجعل لها لوناً وصبغة إلهية.

3. تراكم الذنوب: إن دعاء كميل أوله صيغ استغفار، ولكن الإمام () لم يعيّن الذنوب التي تهتك العصم، ولا التي تغير النعم، ولا التي تنزل النقم؛ لئلا يركن أحد إلى ذنبه.. فالذنوب بمثابة الميزان الذي يزن حبات الحنطة، قد تكون الكفة إلى أعلى، ولكن حبة من الحنطة تغير المعادلة.. إن الإنسان الذي يعيش في أوساط الفساد والإغراء، له حساب مخفف، كونه في بلاد المعصية؛ بخلاف من يعيش في بيئة مؤمنة، وفي مشاهد أهل البيت ().. فلكل إنسان مقياس: البعض في وضعه، وفي أسرته، وفي تربيته، وفي وضعه المالي والأسري، إن وصل منسوب الذنوب لديه إلى عدد المائة؛ هنالك يُعاقب العقاب البليغ، فتهتك عصمته.. وهنالك إنسان عندما تبلغ ذنوبه الألف؛ عندئذ تنزل النقم، ويُحبس الدعاء..الخ.. فهذه نقطة مهمة: مثلاً: قد يرتكب الإنسان المعاصي الكبيرة، ويرى الأمور متسقة، كأن يكون موفقاً في حياته، ويصلي، ويقيم الليل.. ولكن المعصية الألف ولو كانت صغيرة، وإذا بها كما يقال في المثل العربي: "القشة التي قصمت ظهر البعير"؛ بمجرد ذنب بسيط، وإذا بالموازين انقلبت.. وإذا بمزاح في غير محله -المزاح ليس بمحرم، ولكن بعض الأوقات يتحول إلى حرام، إذا كان فيه إيذاء، أو كذب- أو أي حركة بسيطة تصدر منه، وإذا بسحب العذاب المعلقة، تصبح عذاباً منجزاً!..

 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس