بسم الله الرحمن الرحيم

عظم الله أجوركم إخوتي الأعزاء بهذا المصاب الجلل الذي أبكى السماء دما , وبالنسبة للأخ العزيز أبوعلي والتفاتته اللطيفة حول عدم ذكر مولاتنا المعصومة زينب العقيلة(ع) في هذا البحث , فجزاك الله ياأخي خير جزاء المحسنين على هذه الالتفاتة وأود أن أبين لك إنني لم أكن غافلا عنها , وكيف اغفل عن مولاتنا بطلة كربلاء , فوالله إن ذكرها شرف للذاكرين , ولكنني وقفت حائرا مذهولا لاأدري ما أكتب عنها عندما قرأت كلامها مع أخيها مولانا الحسين(ع) بعد أن زارها في خيمتها فقالت(ع) له:ـ هل استعلمت من أصحابك نياتهم فاني أخشى أن يسلموك عند الوثبة . فقال (ع)لها:ـ والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الاقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب أمه .
إذن فأي مقام وصلت إليه هذه الطاهرة المقدسة لكي تتكفل بحمل هكذا أمانة إلهيه وتنجح بأدائها هذا النجاح الباهر , وأي درجة وصلت إليها فخر المخدرات لكي تقدم القربان الإلهي المقدس في محضر الله تعالى شأنه . ولا أخفيك أخي العزيز إن ملحمة كربلاء بالرغم من تخمتها بالدروس والعبر والمطالب العالية ...إلا إني أقف مذهول أمامها وترددت كثيرا قبل أن اكتب عنها وعن أبطالها وأحداثها أي شيء ,لأن المعصوم لايفهمه إلا المعصوم وما وصل إلينا من بعض الحقائق إنما هو من فيض كرمهم (ع)علينا , فأسأل الله بحق مولاتنا عقيلة بني هاشم(ع) ودموعها المباركة أن لايحرمنا من فيض رحمة أوليائه الطاهرين(ع) وان لايجعلنا ممن شارك في ظلمهم وان يمن علينا ويجعلنا من الطالبين بثأرهم مع قائمهم حجة الله البالغة رئيسنا وإمامنا المفدى محمد المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ,وفقكم الله لكل مافيه الخير والصلاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.