26-01-2011, 07:13 AM
|
#5
|
|
اقتباس:
2- زيارة المقابر وشد الرحال لها وخاصة قبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله زورات القبور)
|
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى من تبع نهج محمد وآله إلى قيام يوم الدّين، وبعد:
يهتم الشيعة الإمامية الإثنا عشرية بزيارة القبور والصلاة والدعاء عندها، خصوصاً قبر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وقبور الأئمة الطاهرين من أهل بيته عليهم السلام، باعتبار أنّ ذلك من تمام الوفاء بعهودهم عليهم السلام، وموجب لشفاعتهم لزائرهم، فقد ورد على الإمام الرّضا عليه السلام أنّه قال: ( إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديق ما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة) (الكافي 4/567)، وقال النبي صلى الله عليه وآله: ( من زارني حيّاً وميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة) (قرب الإسناد صفحة 65)، ولأنّ مواقع تلك القبور مواطن لاستجابة الدعاء والارتباط بالله عزّ وجل والانقطاع إليه، إضافة إلى الفوائد الكثيرة الأخرى.
ولا يخالف الشيعة في استحباب زيارة القبور أو جوازها غيرهم من المسلمين، بل المسلمون جميعهم متفقون على ذلك إلاّ من شذّ منهم، فهذا نبي الإسلام صلى الله عليه وآله يرخّص للمسلمين زيارتها ويحثهم على ذلك من خلال بيانه لما في زيارتها من ثمار وآثار جليلة، وفوائد جمّة.
النصوص من أقوال رسول الله صلى الله عليه وآله في الحث على زيارة القبور عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ( ... نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها...) ( صحيح مسلم 2/672 رواية رقم: 977 و 3/1563 رواية رقم: 1977، صحيح ابن حبّان 7/439 رواية رقم: 3168 و 12/213 رواية رقم: 5391 و 12/221 رواية رقم: 5400 ),
وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (... وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تزهّد في الدّنيا وترغب في الآخرة) (صحح ابن حبّان 3/261 رواية رقم: 981، سنن ابن ماجة 1/501 رواية رقم: 1571).
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة) ( المستدرك على الصحيحين 1/305 رواية رقم: 1386، سنن البيهقي 4/77، مسند أحمد 3/38).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تذكركم الموت) (المستدرك على الصحيحين 1/531 رواية رقم: 388).
وفي رواية أخرى أخرجها الحاكم أيضاً أن أنساً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنّه يرق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا) (المستدرك على الصحيحين 1/532 رواية رقم: 1392).
وفي رواية أخرى للحاكم النيسابوري يرويها بسنده عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ( إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء أن يزور قبراً فليزره، فإنّه يرق القلب ويدمع العين ويذكر بالآخرة) ( المستدرك على الصحيحين1/532 رواية رقم: 1394، وانظر سنن البيهقي 4/77 رواية رقم: 6990).
وعن عبد الله بن أبي ملكية قال: ( إن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرّحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، كان نهى ثم أمر بزيارتها) ( المستدرك على الصحيحين 1/532 رواية رقم: 392، سنن البيهقي الكبرى 4/78 رواية رقم: 6999).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ( ... إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّها تذكركم الآخرة ... ) ( مسند أحمد بن حنبل 2/111 رواية رقم: 1235).
ولو أردنا أن نستقصي الرّوايات الواردة في كتب أهل السنة والدالة على جواز زيارة القبور بل واستحبابها لاحتجنا أن نسوّد الكثير من الصفحات، وفيما ذكرناه كفاية.
وإذا كان المسلم يجني مثل هذه الثمار والفوائد التي ذكرتها الروايات السالفة بزيارته لقبر الإنسان العادي، فلا شك أن الفوائد التي يجنيها من زيارته لقبور الأنبياء والأئمة عليهم جميعا الصلاة والسلام تكون أكبر وأكثر فيتأكد حينها استحباب زيارة قبورهم.
وعليه فإن من ينتقد الشيعة أو غيرهم من المسلمين لزيارتهم القبور فهو إنّما يرد على رسول الله صلى الله عليه وآله، وينتقد نبي الإسلام لأنّه هو الذي وجّه المسلمين وأرشدهم إلى ذلك وحثهم عليه.
|
|
|