اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله
فهمت من سؤالكم ان القصد من النصر هو العسكري . فأذا كان كذلك فقد ذكر السيد المولى المقدس محمد الصدر قدست نفسه في كتابه اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام في مبحث اهداف الحسين فيقول
( ولكن في حدود ما نفهم، فإننا حين نريد أن نطرح بعض الأفكار عن أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته، فتلك الأفكار لا بد أن تكون حاوية على عدد من الشروط لا بد منها. ولا يمكن أن تكون أفكارنا جزافية أو مطلقة
ويذكر في الشرط الثالث ما نصه :
( أن يكون أمراً متحققاً ، إما في الحال أو في الاستقبال، ولا يجوز أن نطرح له هدفاً فاشلاً وغير متحقق أو غير قابل للتحقيق. فإنه خلاف الحكمة الإلهية. ولا يمكن أن ننسب ما هو فاشل وعاطل إلى الحكمة اللامتناهية. مثال ذلك : أن الإمام الحسين ع لو كان قد استهدف النصر العسكري العاجل، أو إزالة حكم بني أمية، أو ممارسة الحكم في المجتمع فعلا. فهذا ونحوه من الأهداف القطعية الفشل، لأنها لم تحدث ولم يكن من الممكن أن تحدث. إذن فهو ليس بأمر مستهدف، وإن تخيله بعض من المفكرين أو عدد منهم، إلا أنه لاشك في بطلانه، لأن هدفه عليه السلام راجع إلى أهداف الحكمة الإلهية، ومثل هذه الأهداف لا يمكن أن تكون فاشلة، لأن الله تعالى كما هو حكيم هو قادر، فهو يستطبع أن ينفذ ما في حكمته بكل تقدير. فلو استهدف الله سبحانه هدفاً لحصل. وحيث إنه لم يحصل فهو إذن غير مستهدف. ) انتهى كلام المولى .
ونستطيع ان نفهم ان جميع اهداف الثورة وما انطلقت من اجله قد تحقق واخذ مداه في الامة ومازال يؤثر في الاجيال ولن ينقطع عطاء هذه الثورة وان النصر العسكري وان كان مهماً في المعارك الا انه ليس الفاصل في تحقيق اهداف الجيش المحارب فنصر الجيش بتحقق الاهداق التي خرج من اجلها او قل حارب من اجلها وحينما لايكون النصر العسكري هدفاً عاجلاً فانه ان لم يتحقق وتتحقت الاهداف المرجوة من الحرب فهو النصر الاكيد رغم انني لا ادعي ان الحسين خسر الحرب عسكرياً على الاطلاق . لأن ثورة الحسين مستمرة ولن تنتهي يكفي ان في كيفيتها مع قلة الناصر تركت اثراً وحافزاً لنصر جيش الامام المهدي عجل الله فرجه ..
تقبل وافر الشكر