عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2011, 12:58 AM   #1

 
الصورة الرمزية الإدارة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 155
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 45

حصري سؤال ( 10 ) من اذنب الذنب وتاب هل يكون ضمن الجيش المهدوي او ادوات الظهور

سؤال : الشخص الذي عمل في حياته ذنباً كبيراً , ثم تاب عنه توبة نصوحة وآمن واستغفر وصار مؤمناً حقيقياً . هل من الممكن ان يكون ضمن الجيش المهدوي او ادوات الظهور المبارك ؟
وهل يتم فضح ذنبه واظهاره امام الناس بعد الظهور ؟
عبد الله البصري / العراق
_____________________

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين فيها قبول التوبة وتغيير الحال نذكر البعض منها :

1 : {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة39
2 : {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً }مريم60
3 : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }طه82
4 : {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
5 : {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء146
6 : {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }التوبة112
7 : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222

وقال رسول الله صلى الله عليه واله : ( إتبع السيئة الحسنة تمحها ) 1
وقال امير المؤمنين عليه السلام : ( عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار ) 2
وقال الامام سلام الله عليه لمن قال بحضرته : ( استغفر الله ) : ثكلتك امك : اتدري ماالاستغفار ؟
ان الاستغفار درجة العليين , وهو اسم واقع على ستة معان :
اولها : الندم على مامضى
والثاني : العزم على ترك العود عليه ابداً .
والثالث : ان تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة ,
والرابع : ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها تؤدي حقها ,
والخامس : ان تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ منهما لحم جديد ,
والسادس : ان تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية , فعند ذلك تقول : استغفر الله ) 3

فأذا اجتمعت لدى التائب هذه الصفات وكان نادماً على ما مضى , حزيناً على ما ارتكب , وسالت دموعه على ما اذنب , وسعى للخروج عن مظالم العباد . واذاب لحم الحرام عن جسده , وعاهد الله تعالى على عدم العود , ثم اصلح حاله وبين صلاحه في عمله , وتوسل برب العباد , واحيا الليل بالآهات والزفرات , واستشفع بالأئمة الهداة , عند ذلك يكون من الذين يتوب الله عليهم . وكما بيّنا في الآيات السابقة .
إضافة الى ان هذا التائب سوف يكون ضمن جيش الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) شرط ان يكون هو الطالب لذلك وهو الساعي لنيل ذلك الشرف العظيم , اذ ان التوبة وحدها لاتكفي لتحقيق هذا الامر , بل لابد للتائب من الذنب ان يسعى ويبذل جهده من اجل ان يكون فرداً صالحا ومهيئاً للأنخراط في جيش الامام المهدي عليه السلام , ولا يتأتى ذلك الا بالسعي لما يريد الامام من جيشه من ايجاد صفات الكمال عندهم وفي مجالاتها المتعددة .
وذلك لأن ليس كل من تاب عن ذنب كبير او صغير واصلح من حاله تجاه ربه يكون من الساعين للبحث عن طرق الوصول والالتحاق بالامام وجيشه , بل قد يكون بعيدا كل البعد عن هذا المنال وسواء كان من الناحية الفكرية ام العملية . هذا مع ملاحظة مايلي :
ان جيش الامام المهدي عليه السلام يتكون من درجات ورتب تتوزع حسب تكامل كل فرد ساع للألتحاق بهذا الجيش الشريف . فاذا كان الفرد التائب من الذنب قد جاهد وسعى السعي الصحيح والذي يناسب قابليته بعد التوبة النصوح , ووصل الى درجة من التكامل معتد بها , فأنه سوف يلتحق بالمرتبة التي تكون مناسبة ومهيأة لدرجة التكامل الذي وصل اليه .
هذا مايخص الجانب الاول من السؤال .
اما مايخص الجانب الثاني منه وهو هل يتم فضح ذنب التائب واظهاره امام الناس بعد الظهور ؟
فهذا الامر لايتم لأن الله ستار يحب الساترين .
والامام المهدي عليه السلام هو مَظْهر الله تعالى في خلقه , فيكون هو اولى من يمارس هذا الدور من غيره , شريطة ان يكون التائب قبل ظهور الامام واعلانه عن نفسه , لأن بظهور الامام وردت روايات كثيرة تبين انسداد باب التوبة بعد الاعلان الشريف , ولذلك فأن المذنبين والسائرين بهذا الدرب عند ظهور الامام لايقوم الامام عليه السلام بفضحهم فقط , بل يقوم بمحاربتهم واجتثاثهم من وجه الارض حتى لايكونوا معرقلين لأمره .
علماً ان الامام عليه السلام لايقوم بفضح التائب عن الذنب قبل الاعلان عن نفسه وذلك لوجود الاسباب التي تمنع من ذلك نذكر البعض منها :
السبب الاول :
ان الامام باعلانه عن نفسه المقدسة وبظهوره الشريف يريد اصلاح العالم بجميع افراده .
ومادام هذا التائب الذي نصح بتوبته قد اصلح من حاله قبل ظهور الامام عليه السلام فهذا هو المطلوب . وعندئذ مالفائدة من فضحه ؟
السبب الثاني :
ان مجرد فضح التائب من الذنب امام الناس هو عقوبة بحد ذاته وقد تكون عقوبة اشد مما لو كانت جسدية وهذا خلاف ماجاء به الشرع والسنة وكما بينا سابقا , فراجع وتأمل عندها يوضح المطلب عندك ويكمل .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
17 / ذوالحجة / 1432
علي الزيدي
لاابرئ ذمة من ينسخ الموضوع وينشره دون ذكر المصدر.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »



التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 15-05-2016 الساعة 12:13 AM
الإدارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس