29-09-2011, 09:39 PM
|
#1
|
|
حسن الخاتمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الهداة المهديين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
دعا أهل بيت العصمة (عليهم السلام) أن يكون المؤمن على يقظة في معركته مع شيطان نفسه وعلى عمل دؤوب لربح معركة الجهاد الأكبر. فمعسكر الشيطان يحاول إلى آخر لحظة من حياة الإنسان أن يحرفه إليه، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "ما من أحد يحضره الموت إلا وكل به إبليس من شياطينه من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى تخرج نفسه". لذا علمنا أهل البيت (عليهم السلام) أن نلجأ إلى الله تعالى من تدخل الشيطان الذي يحاول العدول بنا من الحق إلى الباطل، ففي الدعاء المأثور: "اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت".
وفي إطار الأعمال التي تفيد في حسن العاقبة ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن أردت أن يُختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أحسن الأعمال فعظّم الله حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه وأن لا تغترّ بحلمه عنك وأكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا، ثم ليس عليك صادقاً كان أو كاذباً، إنما لك نيتك وعليه كذبه".
قال أبو ذر : ' لأنكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة ، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب ' .
على قائمة الأعمال التي أرشدنا إليها أهل البيت (عليهم السلام) لنيل كرامة الختم بالسعادة الاستمرار بالتضرع لله تعالى بالثبات على الإيمان والطاعة وأن نردد دائماً قوله تعالى: "ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا" وما ورد من أدعية أهل البيت (عليهم السلام): "وأحسن لي العاقبة حتى لا تضرني الذنوب".
والدعاء بالثبات على الإيمان بشروطه يعتبر أساساً في حسن العاقبة، والتخلي عن هذا الدعاء يعني قطع الرابطة بين الإنسان وربه ودعوى الاستقلال عنه تعالى وهذا ما يؤدي إلى سوء العاقبة ان سوء الخاتمة باختلاف اسبابه راجع الى احوال القلب، و حالة القلب اما خاطر خير او خاطر سوء او خاطر مباح، فمن زهق روحه على خاطر مباح لم يمكن الحكم بانه ختم على خير او سوء، بل امره الى الله، و ان كانت النجاة له اقرب بعد غلبة صالحات اعماله على فاسداتها، و من زهق روحه على خاطر سوء و هو احد الخواطر المتقدمة:
«فقد ضل ضلالا بعيدا» ، «و خسر خسرانا مبينا» (46)
|
|
|