عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-2011, 09:36 AM   #3

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 398
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الشرقية
االمشاركات : 4

افتراضي



*مسند أحمد بن حنبل(ج5)حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه:... عن عامر بن سعد قال: سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:

[لا يزال الدين قائمًا حتى يكون اثنا عشر خليفة مِن قريش،ثم يخرج كذّابُون بين يَدَي الساعة ثم تخرج عصابة من المسلمين فيستخرجون كنز الأبيض كسرى وآل كسرى وإذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيرًا فليبدأ بنفسه وأهله وأنا فرطكم على الحوض].
أقول: لاحظوا قوله صلى الله عليه وآله (ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة) إنّ هذه العبارة قد وَرَدَت بعد ذِكْر خلافة الاثني عشر خليفة مِن قريش، وهذا يعني أنّ خلافة هؤلاء ستستمرّ مِن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله إلى أنْ يقْرُب يوم القيامة، وهذا ما يَتَطابَق مع عقيدتنا في الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم أجمعين)، فأوّلهم يكون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وهو الإمام عليّ، ويَتَوَالَوْن واحدًا بعد الآخر إلى خاتمهم وهو الإمام المهدي حيث يُقْتَل بين يدي الساعة كمَا في بعض الروايات. ويدل عليه اتِّحَاد الأوصاف فيمَا تَقُوم عليه القيامة كما في روايات كثيرة منها ما في مسند أحمد (ج5) من حديث أبي عبدالرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:...جابر بن سمرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[لا يزال هذا الأمر قائمًا يقاتل عليه المسلمون حتى تقوم الساعة].
أقول: ويدلّ على لزوم انْبِسَاط هؤلاء الأئمّة على كلِّ زمانٍ إلى يوم القيامة ما ورَدَ في كثيرٍ مِن الروايات التي تتحدث عن لزوم وجود الإمام في كل آنٍ،كما في هذه الرواية:
*مسند أحمد بن حنبل(ج5)حديث معاوية بن أبي سفيان:... عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:

[مَن مات بِغَيْرِ إِمَامٍ مات مِيتَةً جاهليّة].
*قال أبو داود في صحيحه (ج2) تحت عنوان: آخر كتاب الفتن. كتاب المهدي: (ح4279): ...عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[لا يزال هذا الدِّينُ قائِمًا حتى يَكُون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم تَجْتَمِع عليه الأُمَّة]، فسمعتُ كلامًا مِن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لم أَفهَمْه، قلتُ لأَبي: مَا يقول؟ قال:[كلهم مِن قريش].
أقول: مَعنى (اجْتِمَاعَ الأمَّة عليهم) هو اجتماعها في زَمَن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام، ولَعَلَّ مِن الدّلائل على ذلك أنَّ أبا داود(الحافظ) روَى هذه الروايات فيما يَخُصّ الإمام المهدي (عليه السلام) تحت عنوان (كتاب المهدي).
*وقال أبو داود بعده:(ح4280):...جابـر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:

[لا يزال هذا الدِّينُ عَزِيزًا إلى اثني عشر خليفة]
قال (الراوي): فكَبَّرَ الناسُ، وضَجُّوا، ثم قال كَلِمَةً خَفِيَّة، قلتُ لأبي: يا أبتِ مَا قال؟ قال: [كلهم مِن قريش].
*وقال أبو داود بعده: (ح 4281): حدثنا ابنُ نفيل ... عن جابر بن سمرة، بهذا الحديث، زَادَ (في رواية هذا الحديث): فلمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِه أَتَتْهُ قريشٌ فقالوا: ثم يكون مَاذا؟ فقال (النبيُّ صلى الله عليه وآله):

[ثم يَكُون الهَرجُ].
*مسند أحمد بن حنبل (ج5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: ... عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أو قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:
[يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش]
قال: ثم رجع إلى منزله، فأتَتْه قريشٌ فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: [ثم يكون الهرج].
أقول:مِن الدّلائل على أنَّ الخلفاء الاثني عشر -في هذه الأحاديث- هم الأئمة الذين نَعتقد بإمامتهم، أنَّه قد دلّ الدليلُ على أنه يكون بعد الإمام الثاني عشر (الإمام المهدي) الهرجُ والمرج، ثم قيام القيامة،كمَا في هذه الروايات أيضًا:*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ...عن أبي وائل قال: كنتُ جالسًا مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:
[إنّ بين يدي الساعة أيامًا ينزل فيها الجهل ويُرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج]
قال: قلنا: وما الهرج؟ قال:[القتل].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ... عن عبدالله وأبي موسى الأشعري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[إنّ بين يدي الساعة أيامًا يرفع فيهن العلم وينزل فيهن الجهل ويكثر فيهن الهرج] قال: [والهرج القتل].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ... عن شقيق قال: كنتُ جالسًا مع عبد الله وأبي موسى وهما يتحدثان فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:

[بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم وينزل فيهن الجهل ويظهر فيهن الهرج، والهرج القتل].
الخلافة في قريش

قال البخاري في صحيحه(ج8) كتاب الأحكام. باب الأمراء من قريش: قال ابنُ عمر: قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:

[لا يَزَال هذا الأَمْرُ في قريش مَا بَقِيَ منهم اثْنَان].
وروَى مثلَه مسلمٌ في صحيحه والحاكمُ في مستدركه وغيرُهما.
أقول: البخاري عَقَد هذا البابَ للحديث عن أحكام الإمَارَة والأمراء في الإسلام، وأتَى بالحديث الماضي هنا،فالمقصودُ مِن كلمة (الأمر) هو الخلافة والإمارة بعد النبي صلى الله عليه وآله، والحديثُ صَرِيحٌ في أنَّ الإمارة والخلافةَ لَنْ تَخْرُج مِن قريش، ونحن نَرَى بِالوجْدَان أنَّ الخلافةَ والحكومةَ الظاهريَّةَ قد خَرَجَت مِن القرشيين قَطْعًا، فهل يُخطِئ أو يَشْتَبِه النبيُّ في إخبَارِه وهو الذي {ما يَنْطِق عن الهوَى * إنْ هو إلا وَحْيٌ يُوحَى}؟! إذن ، فالرسولُ صلى الله عليه وآله ليس بِصَدَدِ الإخبَار عمَّن سَيَحْكُم ظاهِرًا بين الناس حتى لو كان بالقوَّة والقَهْر والغَلَبَة أو بالشورَى، وإنما هو بِصَدَدِ تَعْرِيف الأُمَّة وإخْبَارها بأنَّ الحُكَّامَ والأمَرَاءَ الشَّرْعِيِّين هم مِن قريش، وحَدَّدَ عَدَدَهم وأنهم اثنا عشر فقط، لا ينقصون ولا يزيدون، وقد مرّ ما رواه البخاري في صحيحه (ج8) كتاب الأحكام:
...جابر بن سمرة قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول:

[يكون اثنا عشر أميراً]، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال:[كلهم من قريش].
(وهذا لا يَتَأَتَّى أبدًا إلا على مَذهبنا نحن الإمامية ولله الحمد رب العالمين).

*البخاري (ج8) كتاب الأحكام (في أوَّلِه): عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال:

[مَن أطاعَنِي فقد أطاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ، ومَن أطاع أَمِيرِي فقد أطاعني، ومَن عصى أميري فقد عصاني].
ورَوَى مِثْلَه النسائي في صحيحه (ج7) مِن كتاب البيعة. في الحَضّ على طاعة الإمام.
*المستدرك (ج3) فضائل علي بن أبي طالب: ... عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:
[مَن أطاعَِني فقد أطاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ، ومَن أطاع عليًّا فقد أطاعني، ومَن عصى عليًّا فقد عصاني].
*مسند أحمد بن حنبل (ج2) مسند أبي هريرة رضي الله عنه: ... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فسمعتُ سفيانَ يقول (إنّ النبي صلى الله عليه وآله قال):
[مَن أطاع أميري فقد أطاعني ومَن أطاعني فقد أطاع الله عز وجل].
* أختم حديثي عن هذه العقيدة بذِكْرِ ما قاله الشيخُ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودة لذوي القربى) (ج3) الباب السابع والسبعون:في تحقيقِ حديثِ(بعدي اثنا عشر خليفة): عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم فسمعتُه يقول:[بَعْدِي اثنا عشر خليفة]ثم أََخْفَى صَوْتَه، فقلتُ لأبي: ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال (النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[كلُّهم مِن بني هاشم].
وروى القندوزي الحَنَفِي بعد عدَّة صفحات: (ح12) عن عليٍّ كرم الله وجهه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:
[الأئمَّةُ مِن وُلْدِي، فَمَن أطاعَهم فقد أطاعَ اللهَ ومَن عَصَاهم فقد عَصَى اللهَ، هم العرْوَةُ الوثقى والوسيلةُ إلى الله جل وعلا].
وقال بعده : {قال بعضُ المُحَقِّقِين: الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثني عشر قد اشتهرت مِن طرق كثيرة، فبِشَرْحِ الزَّمَان و تَعْريفِ الكَوْنِ والمَكانِ عُلِمَ أنَّ مُرَادَ رسول الله (ص)مِن حديثه هذا الأئمةُ الاثنا عشر مِن أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يُحْمَل هذا الحديث على الخلفاء بعده مِن أصحابه، لِقِلَّتِهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك الأمَوِيَّة لِزِيَادَتِهم على اثني عشر، ولِظُلْمِهم الفاحش إلا عمر بن عبدالعزيز، ولِكَوْنِهم غيْرَ بَنِي هاشم، لأنَّ النبي (ص) قال "كلهم مِن بني هاشم" في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاءُ صَوْتِه (ص) في هذا القوْل يُرَجِّح هذه الرواية، لأنهم (قريش) لا يُحْسِنُون خلافةَ بني هاشم. ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك العَبَّاسِيَّة لِزِيَادَتِهم على العدد المذكور، ولِقِلَّةِ رِعَايَتِهم الآيةَ{قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى} وحديثَ الكساء، فلا بد من أن يُحْمَل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر مِن أهل بيته وعترته (ص) لأنهم كانوا أعْلَمَ أهل زمانهم وأجلَّهم و أوْرَعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسبًا، وأفضلهم حسبًا، وأكرمهم عند الله، وكان علمُهم عن آبائهم مُتَّصِلاً بِجَدِّهم (ص) وبالوراثة واللَّدُنِيَّة،كذا عرفهم أهلُ العلم والتحقيق وأهلُ الكشف والتوفيق. ويؤيد هذا المعنى -أي أنَّ مرادَ النبي (ص) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته- ويشهده ويرجِّحه حديثُ الثَّقَلَيْن، والأحاديثُ المُتَكَثِّرَة المذكورة في هذا الكتاب وغيرُها.وأما قوله(ص): "كلهم تجتمع عليه الأمة" في روايةٍ عن جابر بن سمرة فمُرَادُه (ص) أنَّ الأمَّة تجتمع على الإقرارِ بإمامةِ كلِّهم وَقْتَ ظهورِ قائِمِهم المهدي (رضي الله عنهم)}. (ينابيع المودة لذوي القربى) للقندوزي (ج3). تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني. الطبعة الأولى (1416هـ) دار الأسوة للطباعة والنشر.
أقول:

أوّلاً:إنه ليس هناك تَنَاقض بين قوله[كلهم مِن بني هاشم] و [كلهم مِن قريش] لأنّ بني هاشم هم سادة قريش، فلا مانع مِن صُدُور العبَارَتَيْن مِن النبي صلى الله عليه وآله.
ثانيًا: يؤيِّد صُدُورَ [كلهم مِن بني هاشم] أنَّ الراوي لِـ[كلهم مِن قريش] غير متأكِّد مِن هذه العبارة أصْلاً، كمَا وَرَدَ في أكثر مِن رواية، منها ما في مسند أحمد بن حنبل (ج5) من حديث أبي عبدالرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: ...عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله(وآله) وسلم بعرفات فقال:
[لن يزال هذا الأمرُ عزيزًا منيعًا ظاهرًا على مَن ناواه حتى يملك اثنا عشر كلهم]
قال: فلم أفهم ما بعد:[كلهم]فقلتُ لأبي: ما بعد: [كلهم؟] قال: [كلهم من قريش].
وكذلك هذا الخبر: مسند أحمد بن حنبل (ج5) من حديث أبي عبدالرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:...عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[يكون بعدي اثنا عشر أميرًا]قال: ثم تكلم فخفيَ عليّ ما قال، قال: فسألتُ بعضَ القوم أو الذي يليني: ما قال؟ قال: [كلهم من قريش]. و أوضح منهما روايته التالية: (ج5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: ...جابر بن سمرة السوائي قال:
سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله)وسلم يقول في حجة الوداع:

[لا يزال هذا الدين ظاهرًا على مَن ناواه لا يضرّه مخالِفٌ ولا مُفارِقٌ حتى يمضي مِن أمّتي اثنا عشر أميرًا، كلهم مِن قريش]، قال: ثم خفي عليّ قولُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم منّي فقلتُ: يا أبتاه ما الذي خفي عليّ مِن قول رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ قال: يقول: [كلهم من قريش] قال: فأَشْهَد على إفْهَام أبي إيّاي(أنّ النبي صلى الله عليه وآله) قال: [كلهم من قريش].
أقول: وبعد أن ذكرنا عددًا لا بأس به مِن أحاديث الاثني عشر أميرًا فإنه يلزمنا أن نخْرُج بِأمور مهمة، منها
أولاً: ثُبُوت هذا الحديث الشريف.
ثانيًا: صدَرَ الحديثُ الشريف بِصِيَغ متعددة ورُوِيَ في أماكن مختلفة، مِمَّا يعني أنَّ النبي صلى الله عليه وآله ذَكَرَه عدَّةَ مرات، وما ذاك إلا لِضرُورَة مضمونه، ألا وهو الخلافة والإمامة.

ثالثًا: بِأَدْنَى تَأَمُّلٍ في مَضَامِين هذا الحديث نَقْطَع بِأَنَّ النبي صلى الله عليه وآله بِصَدَد الإخبَار عن الخلفاء الشَّرْعِيِّين مِن بعده، أَوْ قلْ:

إنه بِصَدد تَبْلِيغ التِّنْصِيب الإلهي لهؤلاء الخلفاء مِن بعده.

وليس يُخْبِر عمَّن سيَحْكُم ظاهِرًا ولو كان بالقوة أو غيرها.

رابعًا: يَتَوَالَى هؤلاء الأمراء مُتَّصِلِين، مِن وفاة النبي صلى الله عليه وآله حتى تَمَام عَدَدِهم، فلا داعِي لأن نَعْتَمِل الانْتِقَاءَ فيمَن حكموا في الدولة الإسلامية، والحديثُ الشريف يُصَرِّح بِأَنّه مادام هؤلاء الأمراء متواجِدِين فأَمْرُ الدِّينِ الإسلامي في صَلاحٍ دائم، وفي عِزّةٍ ومَنَعَةٍ مُسْتَمِرَّتَيْن، وكلُّ هذا مُتَحَقِّقٌ، ولا يَلْزَم في تَحَقُّقِه أنْ يكون الإسلامُ هو الظَّاهِر على كلِّ الأديَان، لأنَّ مرحلةَ الظهُور الكامل ستكون على يدي الوعد الإلهي، على يدي الإمام المهدي صلوات الله عليه.
وتتضّح الأمور جلِيًّا عندما تَجْمَع هذا الحديث مع الأحاديث الكثيرة التي تُصَرِّح أو تُشِير مِن قريبٍ أو بعيدٍ إلى هؤلاء الخلفاء، بِصفاتهم وأحيانًا بأسمائهم، كحديث الثقلين وحديث الأمان وحديث السفينة، ومع دلالات آية التطهير، وأحاديث الولاية، فإثبَات الخليفة الأول يعني طَيَّ أكثر الطريق للوصول إلى الباقين.
خامسًا: إنّ الخلافة الإلهية والولاية الرّبّانيّة لا تَعْنِي الأمْرَ والنهْيَ الخارجِيَّيْن فقط، بل هي أعمق مِن ذلك بكثير، وتدلّ عليه الصفات التي حمَلَها هذا الحديث بِصِيَغِه المختلفة، مِنْ عِزَّة الدِّين وصلاحه وبقائه كذلك حتى انْقِضَاء الاثني عشر أميرًا.
وهذا يعني أنّ هؤلاء الخلفاء ذَوِي كفاءات عالية وخِصَال نفسيّة متميِّزة، مِن التقوى والعلْم والقدْرَة على القِيَادَة، ولا يعلَم حقيقةَ ذلك إلا الله، وبالتالي سيكون مِن الضروري أن يَخْتَارهم ويؤيِّدهم تبارك وتعالى دُونَ غيره.

 

 

 

 

 

 

 

 

تراب أقدام المهدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس