عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2021, 04:18 PM   #3

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,801

افتراضي رد: النص الكامل للمحاضرة الثانية لسماحة حجة الإسلام والمسلمين القائد السيد مقتدى الصدر أعزه الله حول الحديث القدسي (الصوم لي)

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم

توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

إستكمالا للمحاضرة المختصرة السابقة عن الصوم وعن الحديث القدسي (الصوم لي وانا اُجزي به او اُجزى به) وما قلنا من ان الصوم عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى ، وقرأنا لكم بعض الفقرات من فقه الاخلاق للسيد الوالد قدست نفسه الطاهرة ، وقسّمنا الحديث الى قسمين او فقرتين ، الفقرة الاولى (الصوم لي) والان نأتي إلى الفقرة الثانية وهي : (وانا اُجزي به) ، هذا ما ورد وان كان ما ورد على شكلين ان جاز التعبير او قراءتين ، اُجزي به واُجزى به ، فاننا نقول هنا ما دام الصوم عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها (الصوم لي) في ذلك الحديث القدسي فيكون هناك نتيجة لذلك ، وهي انه سيُجزي عباده الصائمين ويعطيهم الجزاء الاوفر والثواب على ذلك في الدنيا وفي الاخرة طبعا ، ولكن هنا يجب ان نسلّط الضوء على امر مهم اخر وهو هذه القراءتين التي قلناها ، مرة اُجزي به ، مرة اُجزى به ، اجزي به هذا امر يسير يمكن تفسيره انه كل صائم .. كل من يصوم هسه شهر رمضان او غيره من الصيام الواجب او المستحب او ما شاكل ذلك سيجزيه الله بالثواب ويعطيه ثوابه في الدنيا وفي الاخرة ، وهذ امرٌ لا اشكال فيه حاله حال جميـع العبادات الاخرى المستحبــة والواجبــة ، الصلاة والتسبيــح وغيرها من قــراءة

الادعية وقراءة القران وما شاكل ذلك ، كل لها ثوابها الخاص بها ، لكن القراءة الثانية وهي شنو ؟ (اُجزى به) هذه هي التي يعبّر عنها السيد الوالد بأنها القراءة الالطف ان جاز التعبير والادق والاعجب ، يقول السيد الوالد : اما اذا بنيناها للمجهول فستكون المسالة الطف واعجب لان معنى قوله وانا (اُجزى به) ان الصوم بنفسه سيكون جزاءً من العبد لربه على نعمه وأفضاله ، طبعاً المتعارف ان الله هو يجزي العبد ويثيبه أما الآن وفي الصوم الذي هو لله سبحانه وتعالى لا ، المسألة بالعكس ، شلون ؟ ان العبد يُجزي الله سبحانه وتعالى ، هنا الغرابة ، هنا العجب ، هنا اللطافة في المسألة ، وهنا نواجه إشكال ان الله شيسوي بعباداتنا وما نقوم به من هذه العبادات من صوم ؟ شيسوي بصومنا ؟ شيسوي بصلاتنا ؟ شيسوي بحجنا ؟ ما محتاج إلها ، الله غنيٌ عن العالمين ، الله اكبر من انه يُجازى بشيء ، يجيب السيد الوالد أيضاً على ان ذلك امرٌ معنوي مجازي حتى يُعطي الله سبحانه وتعالى أهميةً للصوم عن باقي العبادات ، ومن هذه الناحية يكون للصوم صفة خاصة به غير موجودة عن باقي العبادات ، لماذا ؟ لان الله قد أعطاهُ منزلة اكبر من خلال هذا المستوى انه ( اُجزى به ) لم يقل عن الصلاة اجزى بها لم يقل ذلك عن الزكاة لم يقل ذلك عن الامر بالمعروف ، حدده بالصوم فقط دون غيره من العبادات ، زين . فاذاً هذا امرٌ مجازي يعطي اهميةً للصوم . كما انه نواجه اشكال ثاني ان الله سبحانه وتعالى لا محدود وموجودٌ في كل مكانٍ وزمان كما يعبّرون فكيف سيُجازى بعبادة محدودة ؟ اللا محدود لا يُجازى بشيء محدود ، وهذا واضح ومهم . ايضا يجيب السيد الوالد عن ذلك يقول : ان الصوم عبادة غير محدودة ولو مجازا ولو معنويا فيكون الصوم ايضا لله سبحانه وتعالى وسيجزي ويُجزى به ايضا على حد سواء ، ايضا يجزي به يُعطي لعبده الثواب ، ويُجزى ايضا به لانه عبادة خاصة له سبحانه وتعالى.

ويقول السيد الوالد ومن الممكن القول بهذا الاعتبار ان العبادة مع تمحضها

وتمحيصها - اي الصوم - باكمل وجه لا الصوم الذي هو بأدنى مستوياته مع تمحصيها لله عز وجل ستكون من الناحية المعنوية غير محدودة بخلاف العبادة التي تشوبها الشائبة او الشوائب فانها بذلك ستكون عبادة محدودة ، وبما ان الصوم لا يشوبه شائبة كما قلنا في المحاضرة السابقة لانه مخفي ولانه ليس فيه طرف اخر وانه لا توجد فيه حركات من هنا وهناك كالسجود والركوع والمناسك فاذاً هو له وممحص ، فاذا كان له لله سبحانه وتعالى وممحصا تمحيصا جيدا اي باعلى مستويات الصوم يكون هذا الصوم عبادة لا محدودة وبالتالي سيُجزى به الله سبحانه وتعالى ، من العبد لربه سبحانه وتعالى .

اذاً فهي عبادة لا محدودة الى الله الذي هو لا محدود ايضا ، ومن هذه الناحية رُفع الإشكال ، بانه العبادة المحدودة كيف تكون جزاءً لله الغير محدود ، فمن هذه الناحية كان الصوم لله سبحانه وتعالى وهو يُجزى به ، وهذه صفة محددة للصوم دون غيرها من العبادات كالصلاة وما شاكل ذلك .

ان الصوم يُجزي به الله سبحانه وتعالى في مستوى من المستويات ويُجزى به ايضا بمستوى من المستويات ، لان الصوم عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى لا يشوبها شائبة فيُجزى به ، يجزي العبد ربه بها ، ومن هنا ورد بانه شنو ؟ ان شهر الله شهر ضيافة الله ، هو شهرٌ - كما في خطبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في استقبال شهر رمضان - هو شهر دُعيتم فيه الى ضيافة الله ، ليش الى ضيافة الله ؟ لان هذه العبادة خالصة له سبحانه وتعالى دون غيرها من العبادات ، لانها لا يشوبها شيء من الرياء ومن السمعة ، فالصوم هو من هذه الناحية ذا صفة عالية المستوى حتى يكون جزاءً من العبد لربه .

وشكراً لكم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 24-04-2021 الساعة 04:21 PM
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس